: آخر تحديث

كُونَا لِلظَّالِمِ خَصْماً

3
3
3

موسى بهبهاني

خلق المولى عزوجل الإنسان لكي يعمر الأرض، وفقاً للآية الكريمة في القرآن الكريم:

{وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة}.

أطلق المولى عزوجل على الإنسان لقب «خليفة» في الأرض، وهذا يعني أنه مسؤول عن تعميرها وإصلاحها وتطويرها، فالأرض فيها من الخيرات الكثير، وتسع جميع الخلق من إنسان وحيوان ونبات، والرزق كذلك يشمل الكل، وبالتكامل بين الشعوب يعيش الإنسان في رغد وأمان.

والأديان السماوية تدعو إلى الرحمة والمحبة والتعاون والتعاضد بين الناس لعمارة الأرض، فالله سبحانه وتعالى خلق الكون وهيّأ فيه الظروف المثلى للحياة السعيدة المستقرة، ثم استخلف فيه الإنسان ليقوم بإعماره على الوجه الأكمل الذي يحقق به مرضاة المولى عزوجل.

قال تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنْ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}.

وعندما عرض القرآن قصة بدء الخليقة والنشأة الأولى أشار –في سياق ذلك– إلى أن أكبر مهدد لاستمرار الحياة الطبيعية على هذا الكوكب الوليد إنما يأتي من سفك الدماء والإفساد في الأرض.

يقول سبحانه وتعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ}.

فالإفساد ضد الإعمار، وهو أكبر خطر يُهدّد الحياة، وهو ما استشعرته الملائكة.

وقد حذر المولى منه بقوله: {وَاَللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}.

فماذا فعل الإنسان؟

ساد الحقد والحسد والطمع والطغيان وكان التخريب والخلافات والقتل والدمار لمصالح خاصة.

الحصار الاقتصادي:

أول مَنْ انتهج هذا العمل الإجرامي عبر التاريخ هم المشركون واليهود، وكان ذلك في حصار المسلمين في شعب أبي طالب.

حيث حوصر فيه المسلمون لفترة ثلاث سنوات بسبب القرار الجائر الذي اتخذته قريش للضغط على نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، لثنيه عن الدعوة إلى الإسلام، فتعاهدوا على الحصار الاقتصادي وكتبوا وثيقة نصّت على الالتزام بألا يزوجوا أحداً من نسائهم لبني هاشم، وألا يتزوجوا منهم، وألا يشتروا منهم شيئاً وألا يبيعوهم شيئاً، مهما كان نوعه، وألا يجتمعوا معهم على أمر من الأمور، وأن يكونوا يداً واحدة ضد محمد وأتباعه!

حصار غزة:

نجد الحصار الاقتصادي الجائر والإبادة المستمرة من أمد وتحت أنظار دول العالم ولم يتحرك أحد لإيقاف هذه الإبادة لشعب بأكمله.

فهل منع الدواء والطعام أمر جائز؟

الصهيوني النتن، طغى ونال منه الغرور، استمرّ في غيه من المضي قُدماً وبوتيرة تصاعدية من حرب الإبادة بدءاً من غزة بفرض الحصار الجائر والقتل اليومي وفرض إملاءاته على شعب أعزل بقوله أمامكم الموت جوعاً أو نتيجة نقص الأدوية أو الموت قصفاً أو اختيار التهجير وترك الأرض!

وتمادى بذلك لضعف الأمة الإسلامية خاصة والمجتمع الدولي عامة، وعدم تمكنهم من إصدار قرار بوقف العدوان الجائر، ولذلك زاد غيه وغروره بالاستمرار بالاعتداءات السافرة على لبنان واليمن وسوريا وإيران، وآخرها تعريض الإقليم برمته لخطر التلوث الإشعاعي.

بالتأكيد هناك هدف وغاية للصهاينة وهو السيطرة على مقدرات الأمة والتسويق بأنهم أسياد تلك المناطق في الإقليم.

فهؤلاء الصهاينة طغوا في البلاد وتجاوزوا القدر في الظلم.

الوضع في الخليج:

بوساطة السلطنة تم اجتماع الجانبين الأميركي والإيراني للسعي إلى التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، وتم إعلان موعد الجولة السادسة يوم الأحد 6/15 (أمس) إلا أن الصهاينة الأنجاس قاموا بهجوم مباغت يوم الجمعة 6/13 قبيل الاجتماع ودمرت مناطق عدة في إيران، ناهيك عن التباهي بتصفية شخصيات عدة فجراً وهم نيام آمنون في منازلهم!

وبهذه المغامرة عرّضوا السلم الأهلي للخطر في الإقليم.

فهل مكتوب على البشرية أنها تعيش في ظل الحروب، ما أن تنتهي حرب حتى تبدأ أخرى والضحايا هم الأبرياء؟

وما يدعو للغرابة بأن هؤلاء الصهاينة عندما يقومون بالاغتيالات في دول أخرى ويهاجمون بالطائرات والقنابل والصواريخ ويقومون بدك المواقع في الدول التي يهاجمونها يجيزون ذلك لأنفسهم.

ولكن عندما تقوم تلك الدول التي تتعرّض للاعتداءات بالرد سواء بإرسال الصواريخ أو المسيرات يعتبرون ذلك عملاً إرهابياً وليس من حق تلك الدول الرد على الاعتداءات التي تتعرّض لها!

موقف الدول الخليجية:

دانت دول مجلس التعاون الخليجي «الاعتداءات الإسرائيلية تجاه إيران»، معتبرة إياها انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وطالب الأمين العام / جاسم البديوي، المجتمع الدولي، ومجلس الأمن بتحمّل مسؤولياته نحو الوقف الفوري لهذا العدوان، وتجنّب التصعيد الذي قد يشعل فتيل صراع أوسع، ستكون له عواقب وخيمة على السلم الإقليمي والدولي.

(كُونَا لِلظَّالِمِ خَصْماً، وَلِلْمَظْلُومِ عَوْناً)

اللهم إن اليهود قد طغوا في البلاد، فأكثروا فيها الفساد، فصبَّ عليهم يا رب سوط عذاب، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم أرنا فيهم بأسك الذي لا يُرد عن القوم المجرمين.

اللهم اخذل الكفار واليهود والظالمين.

اللهم أرنا في اليهود وأحلافهم وأعوانهم نكالاً يارب العالمين.

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمدلله رب العالمين.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد