وليد إبراهيم الأحمد
الضربة الاستباقية التي قامت بها إسرائيل على إيران وراح ضحيتها العديد من القادة العسكريين والمفكرين من علماء الذرة لم تكن لتحدث لولا الاختراق الصهيوني للداخل الإيراني وحصد الموساد معلوماته الكاملة عن مواقع التجارب النووية والعقول العسكرية والعلمية من الصف الأول التي ساهمت في جعل إيران دولة تعمل على تخصيب اليورانيوم وتتجه لتصنيع القنبلة الذرية!
الأمر الآخر أن المعلومات الدقيقة التي تحصلت عليها إسرائيل لا يمكن أن تتم بعيداً عن الإسناد والدعم المعلوماتي الأميركي الذي هيأ الأرضية المناسبة لنجاح الضربة التي قامت بها يوم الجمعة الماضي وحققت معظم أهدافها.
كما أن الرد الإيراني الذي جاء في اليوم نفسه بعد ساعات كان متوقعاً وقوياً أصاب عمق تل أبيب، لكن مع ذلك لم يكن بمستوى الهجوم الإسرائيلي رغم استمرار الضربات الجوية المتبادلة!
العدوان الصهيوني لن يتوقف في ظل وجود دعم واضح من قبل أقوى دولة اقتصادية وعسكرية في العالم قامت بتعطيل دور مجلس الأمن وأحبطت جميع التحركات الساعية لوقف الحرب على غزة أو معاقبة إسرائيل، وجعلته يكتفي بالإدانة والشجب!
الصورة واضحة وجلية لمعالم الشرق الأوسط الجديد الذي يتمثل باختصار في تسيد الكيان الصهيوني وتمدد مخالبه نحو الاعتراف به كدولة تقيم معها الدول العلاقات الدبلوماسية والتجارية في المنطقة وأنه لا يوجد شيء اسمه دولة فلسطين!
نحن في منطقة الخليج علينا أن نعي ما يدور حولنا وأن ندرك أن الأطماع تتزايد على منطقتنا وأن من يريدون تغيير ثقافتنا و(شقلبة) مبادئنا كثر... لذلك علينا ألا نبارك لأي اعتداءات إسرائيلية على طهران، ونسعى لحفظ المنطقة بميزان العقل لا العاطفة!
نعم، نختلف مع إيران في كثير من سياساتها، وأبرزها تخوفنا من (نوويها) ومن التلويح المستمر بالقوة وتدخلها في شؤون الاخرين... لكن في الوقت ذاته هذا لا يبرر للكيان الصهيوني ضرب طهران وإشعال المنطقة بحروب لن يستفيد منها سوى إسرائيل التي تخشى من أي قوة في العالم قد تهدد أمنها عسكرياً ونوويا في المستقبل!
على الطاير:
• تعازينا الصادقة لمنظومة مجلس الأمن الذي انتقل إلى الآخرة بعد طوفان الأقصى السابع من أكتوبر 2023!
ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع، بإذن الله نلقاكم!
email:[email protected]
twitter: bomubarak1963