: آخر تحديث

تعلم خارج الأسوار

7
4
5

حمد الحمد

سمعت حكاية سيدة سعودية، تقول مدرسة ابنتها الصغيرة، أُرسِلت لها شكوى ضد ابنتها، بأن البنت تحتاج أن يجلس معها أحد ويتحدث؛ لأن البنت في المدرسة تجلس بمفردها، وتتحدث بلغة غريبة لا أحد يعرفها.

الأم استغربت الأمر، وراحت تبحث في الموضوع، وهي تعرف أن بنتها ذكية و«شاطرة»، لكن بعد البحث عرفت أن اللغة الذي تتحدث بها هي اللغة الروسية، وأن البنت تكاد تجيد اللغة؛ لأنها تدرسها بنفسها عبر اليوتيوب يومياً.

وأذكر أباً وجد أن ابنه لا يرغب أن يدرس في الخارج، إنما يفضل أن يدرس الطيران؛ لهذا أخذه لشركة طيران، والذي اختبر الابن قال لوالده إن ابنك هذا طيار، يعرف كل شيء، وعند سؤال الابن هل تدربت من قبل كطيار؟ فعرف أنه من طفولته وهو يلعب الألعاب الإلكترونية الخاصة بالطيران؛ لهذا ألمَّ بكل شيء، والآن يحتل منصب طيار بأعلى رتبة.

إخواني المواطنين لديهم اعتقاد أن المدارس تعلم الطفل كل شيء، وهذا غير صحيح؛ لأنه يجب أن يكتسب مهارات خارج أسوار المدرسة، هذه المهارات تؤهله لوظيفة ما.

عموماً... كم من الفراغ عندنا في حياتنا للتعلم، والبعض يعتقد أنك فقط تتعلم لغة لتحتاجها في السفر وهذا خطأ؛ لأنك بإجادتك لغة ما يمكنك معرفة ثقافة بلد عبر الاستماع لما تقدمة القنوات الأجنبية من حوارات وبدون ترجمة.

أستاذنا فيصل الغيص، السفير السابق حفظه الله، كما علمت يجيد تسع لغات، ويجيد ستاً منها إجادة تامة قراءة وكتابة، وكان كلما عيّن في بلد كسفير راح يلتحق بمدرسة لتعلم اللغة.

فعلاً... نحتاج عزيمة فقط للتعلم، ونبحث عن مهارات خارج أسوار مدارسنا؛ لنجد لأبنائنا مكاناً في المستقبل.

لأن المستقبل مع الذكاء الاصطناعي مرعب... مرعب جداً!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد