علي عبيد الهاملي
وجميعهم، من غير أن يشعروا، كانوا شخوصاً مرّوا في الكتاب، أو كانوا أطيافاً دفعتني لكتابته.
وقد كنت خلال رحلة حياتي أتنقّل بين هذين العالمين كمن يتنقل بين ضفتي نهرٍ جارٍ، كمن يعيش بين قلبين، لكل واحدٍ منهما طريقته في النبض، والتعبير، والحياة.
كان مناسبةً كي ألتقي وجهاً لوجهٍ بمن شاهدني على شاشة التلفزيون، أو قرأ لي مقالة أو قصة أو كتاباً، أن أسمع أسئلتهم لا في صيغة استجواب، بل في صيغة مودة، أن أرى في عيونهم انعكاس الرحلة التي خضتها، كان ذلك وحده كافياً لأقول: إنني قد زرعت فحصدت.