حمود أبو طالب
التقدير للمتميزين المبدعين من أبناء وبنات الوطن حق لهم، وحافز على التنافس وتطوير الذات، وكل ذلك يصب في النهاية لصالح الوطن. ومن الملامح الجميلة في وطننا الجوائز التي تتبناها كثير من الجهات في مجالات مختلفة، وبعضها أصبح له صيت دولي نظراً للمعايير العالية التي تلتزم بها وجودة وحيادية ودقة الاختيار، حتى أن بعض من فازوا بها تمكنوا من الفوز بجوائز عالمية كما هو حال جائزة الملك فيصل على سبيل المثال.
من الجوائز التي برزت على ساحتنا الوطنية خلال العقد الماضي جائزة جازان للتفوق والإبداع، التي ولدت ضمن الحراك الكبير الذي تشهده المنطقة في كل المجالات، وبعد أن أصبحت التنافسية على أشدها، وأصبحت الظروف مهيأة لكل مبدع للإسهام بإبداعه. وقد ولدت الجائزة برعاية كريمة من فارس نهضة المنطقة الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، لتشمل مجالات كانت محدودة في البداية لكنها توسعت وتطورت لتشمل كل التخصصات ومجالات العمل والإبداع المهني والإنساني، وبعد أن كانت مقتصرة على المنطقة بدأ توسيع نطاقها كي تكون جائزة وطنية وعلى المستوى الخليجي.
الجميل في هذه الجائزة أنها تبحث في كل الجهات، وتعتني بصغار المبدعين قبل كبارهم، وتحتفي بالطالب مثلما تحتفي بأستاذ الجامعة، وتجول بكشافاتها كي تكتشف الموهوبين البعيدين عن الضوء. وبعد أن أصبحت الجائزة تميزاً كبيراً للحاصلين عليها أصبح الجميع يحلمون بالفوز بها؛ لأنها ستكون علامة فارقة ونقطة مضيئة في سيرتهم العملية.
يوم الأربعاء الماضي احتفلت جازان بفعاليات الدورة السادسة عشرة للجائزة، وكالعادة تتحول هذه المناسبة إلى مهرجان بهجة وكرنفال فرح تعيشه المنطقة. شباب وشابات، صغار وكبار، مسؤولون وطلاب، كلهم كانوا نجوماً مضيئة ذلك المساء وهم يتحلقون حول بدر الجائزة وراعيها سمو أمير المنطقة وسط حشد كبير من الحضور من داخل المنطقة وخارجها. كان مساءً استثنائياً بامتياز يؤكد أن الجائزة شبت عن الطوق لتنافس بقية الجوائز الكبرى في الوطن.
مبروك للفائزين والفائزات، وباقة تقدير لأمانة الجائزة، وتحية كبيرة لراعيها الذي يحيطها بكل عنايته واهتمامه.