ناهد الأغا
رؤية تتناغم مع عبق التاريخ وتطلعات المستقبل حيث يجتمع الطموح الوطني مع جمال الطبيعة الفاتنة.
وفي كل زاوية من هذه المنطقة تجد توازنًا بين الأصالة والمعاصرة وبين الجبال التي تلامس السحب والمدن التي تنبض بالحياة، تعتز بهويتها الثقافية الغنية وبيئتها الطبيعية الساحرة.
تعتبر إستراتيجية تطوير منطقة عسير إستراتيجية وطنية بامتياز أطلقت من قبل سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ورعاه وتحت الشعار «قمم وشيم» عام 1443هجري/ 2021ميلادي... والغاية من المشروع تحويل منطقة «عسير» والتي تقع جنوب غرب المملكة العربية السعودية إلى وجهة سياحية عالمية يقبل عليها السياح وتستقطبهم من كافة أنحاء العالم؛ وقد يصل العدد إلى 10 ملايين سائح في عام 2030م باكتمال رؤية المملكة... ويقوم بالإشراف على تطوير منطقة عسير هيئة التطوير التابعة لمنطقة عسير.
ولعل أهم الأهداف التي تتضمنها استراتيجية تطوير منطقة عسير الوصول إلى تحقيق تنمية شاملة ونهضة حضارية مشهودة للمنطقة؛ وذلك عن طريق تمويل مشروعات الاستراتيجية بمبلغ يصل إلى 50 مليار ريال؛ كما يصار إلى تطوير المواقع السياحية لتحقيق أكبر نسبة جذب للسياح في عسير؛ وبالتالي جعلها وجهة سياحية عالمية على مدار العام وليس الاقتصار على موسم واحد؛ كما أن استقطاب الاستثمارات العالمية والمحلية وتسهيل جميع الإجراءات من أهم أهداف الاستراتيجية مما يعزز الثقافة والسياحة في منطقة عسير ومن ثم المساهمة في دعم الاقتصاد الوطني؛ تلك الركائز التي تعد أقوى ركائز التنمية الاقتصادية في المنطقة.
ومما لا شك فيه أن أحد أولويات الاستراتيجية ومع حلول عام 2030م هي توفير فرص عمل جديدة وداعمة لرفع مستوى جودة الحياة؛ وتطوير البنى التحتية لا سيما الصحة والاتصالات والنقل وغيرها الكثير التي تسهل وتذلل صعوبات الحياة.
ولاستراتيجية تطوير منطقة عسير مبادرات عدة... تعمل على إثراء العديد من المجالات وتكون اهتماماتها مرتكزة أولا على ثلاثة مجالات رئيسة وعناصرها هي:
الإنسان والأرض والاقتصاد...
المبادرات التي تخص الإنسان كفرد في المجتمع تقدم من خلاله الاستراتيجية ثماني مبادرات تنقسم في محورين رئيسين هما: إحياء التراث والثقافة هذا أولاً؛ أما الثاني فهو العمل على بناء مجتمع متماسك بكل الإمكانات المتاحة ويرتكز على أسس قوية...
ومبادرات الاستراتيجية بشأن الأرض فهي تقدم برنامجين غايتهما الحفاظ على الأرض من خلال التركيز على الاهتمام الذي يدعم الحفاظ على الطبيعة والحياة المستدامة ويتربع على عرشها الحفاظ على الهوية المعمارية لمنطقة عسير ومن ثم الهوية المعمارية للمملكة بشكل عام.
أما بشأن الاقتصاد فإن الإستراتيجية تعمل على دعم اقتصاد المملكة وإيلائه الأهمية الكبيرة وذلك عن طريق تقديم 17 برنامجاً يمكن تقسيمها إلى 4 محاور رئيسة ويتضمن:
السياحة؛ والزراعة؛ المنشآت الصغيرة والمتوسطة؛ وتيسير ممارسة الأعمال.
كما لاستراتيجية تطوير منطقة عسير مجموعة من المرتكزات التي تجعل من الحلم واقعاً ألا وهي المقومات الطبيعية التي تتوافر بالمنطقة وتميزها عن غيرها... فمنطقة عسير على سبيل المثال وليس الحصر تضم 651 موقعاً أثرياً إضافة إلى حوالي 4275 قرية تراثية... كما أن جبال عسير الشاهقة ستتيح مجالات ذهبية تثري المنطقة عن طريق إقامة العديد من الأنشطة الرياضية المتعلقة بها.
هذا وتندرج ضمن المرتكزات المهمة للاستراتيجية فن القط العسيري الذي تشتهر به منطقة عسير حيث أدرجته «اليونسكو» منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للمملكة.
ناهيك عن أقوى المرتكزات التي تتميز بها منطقة عسير ألا وهو مناخها الساحر والمعتدل حيث درجات الحرارة المنخفضة والتي يصل أقصاها 24 درجة مئوية في أشهر الصيف الحارة؛ فضلاً عن تنوع تضاريسها فهي تضم القمم والهضاب والصحاري والغطاء النباتي الكثيف الذي تصل نسبته 70 % من مجمل غطاء المملكة النباتي... فهي تتميز بتفردها ما بين الساحل والسهل... وكأنها درة مشعة في قلب المملكة النابض بالأصالة والعراقة.