حسين الراوي
«غزة تحوّلت إلى موقع هدم ولا بديل أمام الفلسطينيين سوى المغادرة». هذا ما قاله الرئيس ترامب، ضمن حديثه في مؤتمر صحافي كان الثلاثاء 4 فبراير 2025 في البيت الأبيض.
ولقد ذكر سابقاً المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن نسبة الدمار في غزة وصلت إلى 88 في المئة، وذكرت بيانات وزارة الصحة في غزة أن الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع تسبّب في مقتل أكثر من 47 ألف فلسطيني! وذلك بعد السابع من أكتوبر 2023، عندما شنت «حماس» هجوماً على إسرائيل، على اثره تم مقتل 1200 شخص في الداخل الإسرائيلي، واحتجاز نحو 250 رهينة.
لا شك، أن الدافع من وراء رغبة ترامب، تلك ليس دافعاً إنسانياً بحتاً يقتصر على إعادة بناء غزة المُدمرة تماماً، ومن ثم تطويرها وتحويلها إلى (ريفييرا الشرق الأوسط) بهيمنة وإدارة أميركية، بل إن الدافع الأول من وراء ذلك هو الاستيلاء على حقلين نفطيين في غزة، هما حقل غزة البحري، والحقل الحدودي الذي يقع في الحدود الدولية الفاصلة بين المياه الإقليمية لقطاع غزة والمياه الإقليمية لإسرائيل، ولقد قدّرت شركة الغاز البريطانية عبر تقرير لها أن مستوى الاحتياطيات في الحقلين بنحو تريليون قدم مكعبة، وأنها كمية كافية جداً لتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني، وكان الرئيس ياسر عرفات صرّح في عام 1999 عن حقليّ الغاز في غزة بأنهما هبة من الله للشعب الفلسطيني، ولقد قامت السلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات في العام ذاته 1999 بتوقيع عقد حصري لشركتي مجموعة (بي جي) البريطانية وشركة (سي سي سي) المملوكة لمجموعة من الفلسطينيين من أجل التنقيب عن الغاز في بحر غزة.
ومن خلال منصة إكس» كتب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو: «يجب تحرير غزة من حماس. ومثلما أشار الرئيس ترامب، فإن الولايات المتحدة مستعدة لقيادة غزة وجعلها جميلة مرة أخرى، هدفنا وغايتنا تحقيق السلام الدائم في المنطقة لجميع الناس».
إنّ تصريحات الرئيس ترامب، ووزير خارجيته حول غزة تؤكد أن الإدارة الأميركية لديها خطة واضحة وصريحة للاستيلاء على النفط الفلسطيني والاستثمار التجاري العالمي الضخم في غزة، خصوصاً أن ترامب تمنى بصراحة أن تكون لأميركا ملكية طويلة الأمد في غزة! ولقد طلب ترامب في الأيام القليلة الماضية من بعض الدول العربية بأن تقوم باستقبال الغزاويين لكي تكون غزة خالية من السكان ليسهل العمل فيها وفق الرؤية الترامبية.
ولا أعرف عن هذا الاستيلاء الاقتصادي الأميركي على غزة الذي يفكر فيه التاجر ورجل الأعمال دونالد ترامب، هل سيكون في صالح الفلسطينيين، أم أنه سيكون ضد مصلحتهم؟! هذا إن تم للتاجر ترامب ما يريد!