شبّان وشابات من مختلف إمارات الدولة ومدنها: أبوظبي، العين، دبي، الشارقة، رأس الخيمة، الفجيرة، جمعتهم «خلوة الكتّاب» التي عقدت برعاية وزارة الثقافة وتنظيم مجموعة «كلمات» للنشر، في فندق شيدي البيت بالشارقة في الفترة 10 – 17 أغسطس من العام الماضي، وجرى انتقاء المشاركين من الجنسين، الذين بلغ عددهم عشرة، بعناية شديدة من بين 200 مرشح ومرشحة تقدّموا للالتحاق بالبرنامج.
غاية الورشة – الخلوة كانت تدريب الشبان الذين جرى اختيارهم على الكتابة، من خلال برنامج جمع بين النظرية والتطبيق، ومن أجل ذلك استضافت الخلوة عدداً من الوجوه الأدبية البارزة من الإمارات نفسها ومن بلدان خليجية وعربية أخرى، لتمكين المشاركين في الخلوة من الاستفادة من تجارب هؤلاء المبدعين، وإضافة إلى الأنشطة التفاعلية والكتابية النوعية للمشاركين جرى تنظيم زيارات ميدانية لأماكن حيوية لإثراء تجاربهم.
لم تقف «خلوة الكتّاب» عند هذا. قامت مجموعة «كلمات» من خلال دار «روايات» العاملة تحت مظلتها، بإصدار مجموعة قصصية للمشاركين في الخلوة، حملت عنوان «حكايا البيت»، صدرت في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الأخيرة في نوفمبر الماضي بإخراج أنيق، وحوت المجموعة قصصاً لكلٍّ من عبير أحمد، ليلى الظاهري، حمدان العامري، محمد الأنصاري، أمل عبدالله، حفصة الظنحاني، شمسة الملّا، إبراهيم اليادع، محمد الأحبابي، مريم عيسى.
ونظرة على التعريف الذي تضمّنه الكتاب بسير المشاركين، سيستوقفنا تنوع اختصاصاتهم ومجالات دراساتهم الجامعية، التي توزعت بين المحاسبة، الخدمات الاجتماعية، القانون والعلاقات الدولية، الذكاء الاصطناعي، الأحياء الخلوية والجزيئية، اللغة واللسانيات، الزراعة والطب البيطري، الاقتصاد، أمن المعلومات، الطب، ورغم هذا التنوع الذي يعكس تعدد مجالات المعرفة والعلوم التي تختار الأجيال الجديدة التخصص فيها، فإن ما جمع هؤلاء هو ميولهم الأدبية وملكة الكتابة لديهم، وبعضهم سبق له نشر قصص أو مقالات في الصحافة، فموهبة الكتابة عابرة للتخصصات، وليست حكراً على دارسي الأدب، بل أننا لا نكاد نعثر على من تخصص فيه بين من حوت المجموعة القصصية قصصهم.
ولن تتسع المساحة هنا لاستعراض محتوى قصص هؤلاء الشبان والشابات، وهي جديرة بوقفة تفصيلية أمامها للتعرف على القضايا التي تشغل بال جيل جديد ممن لديهم ملكة الإبداع الأدبي، نشأ في ظرف جديد مختلف، في الكثير من أوجهه، عن الظروف التي نشأت فيها أجيال سابقة، وتتوفر لديه مصادر لتكوين المعرفة لم تكن متيسرة لسابقيه، فضلاً عما يمكن أن يعكسه تنوع اختصاصات هؤلاء الشبان على ما يكتبونه والأفكار التي يرغبون في الإفصاح عنها.
تنظيم هذه الخلوة للكتّاب الشباب، ومن ثم تبني نشر نماذج من إبداعاتهم، مبادرة مقدرة من مجموعة «كلمات»، في إطار جهدها للنهوض بالإبداع الأدبي في الإمارات.