: آخر تحديث

التحديات التي تواجه "أوبك+"

2
2
2

تعقد مجموعة "أوبك+" هذا الأسبوع اجتماعا مهما لمناقشة استراتيجية إنتاج النفط، وذلك بعد تأجيل الاجتماع المقرر في الأول من ديسمبر، نتيجة انشغال وزراء النفط في دول مجلس التعاون في القمة الخليجية الخامسة والعشرين التي عقدت يوم أمس في الكويت، ومن المتوقع أن تناقش "أوبك+" في اجتماعها القادم تأجيل زيادة إنتاج النفط إلى الربع الأول من 2025.

وهكذا تكون "أوبك+" قد تخلت عما كانت تخطط له في السابق، حيث كانت تنوي التراجع عن تخفيض إنتاج النفط تدريجيًا وزيادة الإنتاج بكميات محسوبة (قليلة) على مدى عدة أشهر خلال هذا العام 2024 والعام المقبل 2025، ولكن تباطؤ الطلب الصيني والعالمي وارتفاع الإنتاج من خارجها أدى إلى إعادة وجهة النظر.

وفي الحقيقة، فإن أوبك وأوبك+ خلال العام القادم 2025 سوف تكونا أمام العديد من التحديات التي لا يستهان بها.

فأولاً، هناك الإمارات العربية المتحدة التي ارتفعت فيها طاقة شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) الإنتاجية إلى 4.85 ملايين برميل يوميا، وذلك بدلاً من 4.65 ملايين برميل يوميا في نهاية العام الماضي 2023، والإمارات مثلما نعلم دولة أساسية في أوبك، ولذلك تخطط الإمارات العام القادم إلى رفع إنتاجها، الذي من المتوقع أن يصل بحلول عام 2027 إلى 5 ملايين برميل يوميا.

وكذلك هناك كازخستان التي هي أحد أعضاء "أوبك+" الأساسيين، والتي استثمرت 45 مليار دولار في توسيع حقل تنغيز، وهو أكبر حقل نفط في البلاد، وهذا المشروع سوف يكون جاهزا في العام القادم 2025، ولذلك تخطط كازاخستان أيضاً إلى رفع إنتاجها من النفط إلى مستوى قياسي قد يصل إلى مليوني برميل يوميا في العام المقبل. 

 وهذه ليس كل التحديات التي سوف تواجه أوبك وأوبك+، ففي العام القادم سوف تدخل إدارة جديدة للبيت الأبيض بعد فوز دونالد ترمب في الانتخابات، وحسب تجربة الفترة السابقة، فإن ترمب من أهم المتحمسين لدعم شركات إنتاج الطاقة في البلاد، وهذا إذا تم، فإنه سوف يؤدي إلى رفع إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة.

 وعلى هذا الأساس، فإن إنتاج الطاقة من المتوقع أن يرتفع في العام القادم، وبالتالي زيادة العرض على الطلب وهذا بدوره سوف يضغط على أسعار النفط والغاز. ولذلك، فإن "أوبك+" التي سوف تجتمع قريباً، من أجل خفض الإنتاج، أمامها تحديات كبيرة من أجل فرض الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية.

 من هنا، فإن منظمة الأقطار المنتجة للنفط وحلفاءها وعلى رأسهم روسيا، التي هي في حالة حرب وتحتاج إلى زيادة الإنفاق على إنتاج السلاح، يحتاجون إلى درجة عالية من التنسيق مع بعضهم، بل وربما مع كل واحد على حدة، ورفع درجة المرونة والمساومة من أجل الحفاظ على أوبك وأوبك+ كاداة فعالة، حتى لا تؤدي زيادة الإنتاج إلى انهيار أسعار النفط وتراجع العائدات التي يحصلون عليها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد