: آخر تحديث

علو الكعب

10
17
10

عبده خال

الرفعة والقوة والسمو، هي صفات كاسية عن كل عيب رغب فيه الشائن الحط ممن يتمتع بتلك الصفات الرفيعة.

وأدبنا ماضياً وحاضراً يعلي تلك الصفات، فالأعشى قال في تطاول اللئام على الكرام:

كناطحِ صخرةٍ يوما ليُوهِنَها

‏فلم يَضِرْها، وأوْهى قَرنَه الوَعِلُ

وقال الحسين بن حُميد:

يا ناطحَ الجبلِ العالي ليُوهِنَهُ

‏أشفِقْ على الرأسِ، لا تُشفِقْ على الجبلِ

وقيل نثراً: «لا يضرُّ السحابَ نبحُ الكلاب، ولن يَضيرَ السماءَ نقيقُ الضفادع».

والبحث عن علو هذه الصفات لن يعجز الباحث عن وجودها في كل الآداب العالمية.

وفي كل يوم يبزغ لنا شائناً بما يتحقق لبلادنا من تطور وإنجاز عالمي، وأن فخرنا بجملة الإنجازات، يؤكد على إسراعنا نحو المقدمة بالمواصلة الدائبة لتحديد موقعنا في القمة، ولا يعنينا ما تخرجه الأفواه من بذاءة أو محاولة الحط من إنجازاتنا بترديد: كانوا.. يعنينا تريد: أين أصبحوا..

وحتى وإن كنا، فماهية وجودنا هي نفس الخصال، ماضياً وحاضراً.

والمفاخرة ليس بالماضي وإنما بما أنت عليه.

فلتكف الألسن المعوجة عن هذيانها الأعجمي، فنحن نكتب بلسان عربي فصيح مبين.

ولفصاحتنا أدلة مشعة في كل شؤون الحياة، نحن وطن استوطن النجاح، وأدلتنا على ذلك أننا أصبح لنا مقعد عالمي (ضمن دول 20)، والصورة التي ضمت ولي العهد على يمين الرئيس الهندي، وبايدن على شماله، هي تثبيت أننا نسير يميناً، والأصح الأيمن ثم الأيمن، وهي ثقافة مستقلة بكل شيء، والقادرة على فعل كل شيء.

وإن جاءت الصورة هكذا (كما التقطت)، فهي قدرية التثبيت القائم على قاعدة من جد وجد.

فليتركنا كل شائن، وليفاخر بنا كل محب، فالحياة تحني هامتها لمن رفع بنيانها.

وها هي الأيام، والأحداث تؤكد علو كعبنا في كل المجالات، وإن كانت القمة العربية والإسلامية عُقدت أمس في الرياض، فستكون نتائجها مفخرة إضافية لدورنا السياسي الناجز لكل معضلة تواجهها الأمتان.. لذا علينا انتظار القرارات التي ستنبثق من تلك القمة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد