: آخر تحديث

المدارك والمسالك وثلاثية الزمن!

3
2
3

عبده الأسمري

تمر لحظات الزمن ما بين شاردة تحتال على «الذاكرة» بالخروج من متن «التذكر» وواردة تحتل «الاستذكار» بالمكوث في حيز «التدبر» فيظل الإنسان في سباق لاجتياز «أسوار» الزمن والمكوث في ساحات «آمنة» من الرضا المفترض والبعد عن المساحات «المؤلمة» من اليأس المرفوض.

يفرض الواقع أصداءه رغماً عن تراتيب «النسيان» التي يلجأ اليها الإنسان لتمرير حيله الدفاعية عبر مسارات «السلوك» مما يستدعي قوة ذاتية للتكيف مع «الصدمات» المسجلة في متون «الحقائق» والربط ما بين ماض فائت وحاضر معلوم ومستقبل مجهول وسط محطات «عمر» تحول «الزمن» إلى شريط ذكريات عصي على «التجاهل» يفرض مراحله في مشاهد «التفكير وينتظر تحليله وفق شواهد «التدبير».

يتعلم الإنسان من «تجارب» الحياة الكثير من المناهج التي تنقله ما بين مدارك اكتسبها بواقع «العيش» ومسالك عبرها بوقع «التعايش» وصولاَ إلى «مراد» متوافق مع بوصلة «الاكتساب» أو «هدف» مواكب لاتجاه «المكسب» فتأتي «الخسائر» في جلباب فضفاض من الندم يرسم الألم من عمق «التأنيب» إلى أفق «الترهيب» مما يجعل البشر في مد مستمر نحو «الأمنيات» الساطعة نحو الغد وجزر متوقع إلى حيث «الرضا» المعتمد على «واقع» السكينة والمستند على «وقع» القناعة.

تعتمر الذاكرة «مشاهد» أزلية لا تبرح «مسار» التذكر ترتب مواعيدها على أسوار الزمن في موجات من الارتياح أو هجمات من الاجتياح فتظل «النفس» في سباق نحو «التغيير» وانعتاق من «الجمود» وتتشكل «الحقائق» في هيئة «جلية» لا تقبل الزيف ولا تتقبل التزييف ويمضي الإنسان مقترناً بمنطلقات أولى رسمت له دروب «الحياة» من منظار أوسع ومجهر أشمل حتى تتحول «التجارب» العابرة إلى «مشارب» ممتلئة بالعبر والجبر.

تقتضي ثلاثية الزمن ما بين الماضي والحاضر والمستقبل «استقراء» عميقا لملفات «الذاكرة» واستعادة «مستديمة» للمواقف والوقفات التي تشكلت في دروب الحياة كشواهد كشفت معادن البشر وصنفتها ما بين «الأصيلة» و»الرديئة» والتي تفرق بين «سمات» الشخصية ما بين ارتقاء إلى سمو الإنسانية أو انحدار إلى قاع الأنانية.

يتباين البشر في تلك «الدواعي» التي تتصل برابط متين ما بين الطموح والهدف ويختلفون في تسخير «المساعي» التي ترتبط باتصال وثيق ما بين الاماني والمعاني مما يستدعي وجود قوة ذاتية توائم ما بين نقاط القوة ومكامن الضعف وصولاً إلى تأهيل «الشخصية» على مقاومة «التغير» ومجابهة «التغيير» وصناعة «الثبات» لها في مساحات من الأثبات المبني على التفوق والقائم على التميز.

على الانسان أن يجدد أمنياته يومياً وأن ينظر إلى الماضي بمجهر «الاعتبار» وأن يقف على عتبات «الحاضر» بثبات «المتفائل» وأن يتجه نحو المستقبل بإثبات» الاقتدار» فما بين الأزمنة الثلاثة المتوائمة مع محطات «العمر» ارتباط وثيق ما بين مدارك تعلمها من مدرسة «الحياة» ومسالك عبرها إلى ضفاف «النجاة «في منظومة «سلوك» يسهم في «المقارنة» ما بين شخصيات تصنع السواء وأخرى تنشر السوء.

يظل الأنسان في مدارات من ثلاثية الزمن تستوجب العودة إلى «السيرة» الأولى للاستفادة من «نبع» المعروف والاستزادة من «معن» العرفان حتى يحافظ على هويته السلوكية الفاخرة والتي شكلت «هيئته» الشخصية المثلى القادرة على التأقلم حين الأزمات والتكيف مع الصدمات والمضي نحو «التميز» في مجالات العلم ومهام العمل وأبعاد السلوك وأفاق التعامل وسبل التواصل وصولاً إلى صناعة الأثر والتأثير.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.