خالد السليمان
ضجّت منصات التواصل الاجتماعي في لبنان بالتعليقات الساخرة من صورة وزير الطاقة والمياه اللبناني وهو يجلس على كرسي مكتبه بينما الحلاق يقص شعره، انهالت عليه انتقادات استخدام مكتب الوزارة كصالون حلاقة، وفي لبنان لا فرق بين كرسي الوزير وكرسي الحلاق فكلاهما للمنظرة والثرثرة!
تذكرت على الفور صورة الوزير السعودي توفيق الربيعة وهو يجلس في صالون حلاقة صغير منتظراً دوره، وهي الصورة التي ضجّت بها وسائل التواصل السعودية في حينها مشيدةً بتواضع الوزير، ومن يعرفون الوزير الربيعة يعرفون أن تواضعه حقيقي وطبيعي وهو جزء من شخصيته التي لم تغيرها المناصب الرفيعة، فقد عرفت توفيق الربيعة في وزارات التجارة ثم الصحة ثم الحج، وما زال يرد بنفسه على بريده الإلكتروني ورسائل واتصالات هاتفه!
اللافت في صورة الوزير اللبناني والحلاق أن معاليه بدا منهمكاً بالعمل على لوحة مفاتيح حاسوبه مُسيّرا أعمال أفشل وزارة في لبنان، وهي وزارة تستحق تغيير اسمها من وزارة الطاقة والمياه إلى وزارة تسول الغاز والمازوت، وأطرف تعليق قرأته أن الحلاق يؤدي عمله أفضل من الوزير!
الصورة استفزت كثيراً من اللبنانيين لأنهم يعيشون معاناة انقطاع الكهرباء ونقص الوقود وارتفاع الأسعار، ويجدون أنه أولى بالوزراء والسياسيين أن يهتموا بتزيين أحوال المواطنين من تزيين رؤوسهم وتسريحات شعورهم، لذلك جاءت تعليقاتهم خليطاً من الشعور بالمرارة والاستفزاز مع حبكة كوميديا اشتهر بها اللبنانيون، رغم أنها في ظل الأوضاع الحالية للبنان واللبنانيين كوميديا سوداء ضاحكة باكية!
باختصار.. سيغفر اللبنانيون للوزير تجمّله وتزيّنه على مكتبه بالوزارة، شريطة أن تجمّل أعماله حياتهم وتزين سياساته معيشتهم!