موسى بهبهاني
عندما نرجع لسنوات مضت نجد أن الدول العربية ساندت بعضها البعض في معارك الاستقلال عن الهيمنة الأجنبية، ووقفت على كلمة سواء، خصوصاً الموقف العربي الموحد ضد الكيان الصهيوني المحتل مثل:
- الوقوف ضد الاحتلال الأجنبي لتوطين اليهود فى أرض فلسطين.
- الوقوف مع مصر ضد العدوان الثلاثي عام 1956.
- الوقوف مع الجزائر في طلب الاستقلال من المستعمر الفرنسي.
- مساندة تونس ضد العدوان الفرنسي على القاعدة العسكرية التونسية.
- الوقوف مع مصر والأردن وسورية ضد العدوان الصهيوني في عام 1967.
- التضامن العربي الموحد في حرب التحرير أكتوبر سنة 1973.
- والموقف العربي الموحد بمقاطعة الكيان الصهيوني اقتصادياً وسياسياً ورياضياً، ما وضع هذا الكيان في خانة المنبوذين.
عندما تم غزو دولة الكويت سنة 1990، أدى إلى تمزق التضامن العربي فانقسمت الأمة العربية بين أغلبية تضامنت مع الكويت، وأخرى وقفت مع الدولة الغازية؟
لكن عندما تفكك الاتحاد السوفياتي، تبوأت الدولة العظمى المنافسة لها على عرش الهيمنة الدولية كقطب قوي أوحد، ازداد التفكك العربي وغرق في ذل وهوان لم يعرفهما في تاريخه، فالتفكك يزداد والأجيال مشتتة بين تفكك الأمس وانكسار اليوم والوضع يزداد سوءاً.
- مصطلح (الربيع العربي) أطلق على الثورات الشعبية التي اندلعت فى عدد من الدول العربية للإطاحة بالحكام تحت شعار (الشعب يريد إسقاط النظام).
وذكر أحد ساسة الدول (المهم عندنا أن مصانع الأسلحة تعمل لا يعنيني من يموت ومن يقتل، نقلب الأنظمة وندمر الدول ونقتل الشعوب تحت مسمى الديمقراطية).
- بدأ التفكك العربي، وانتشرت الفوضى في عدد من الأقطار العربية (ليبيا، تونس، العراق، سورية، اليمن، فلسطين...) وظهر جلياً التفكك العربي.
وكذلك تم تحت رعاية الدولة العظمى إنشاء ما يسمي بداعش! وهم قتلة مأجورون ينفذون ما يُملى عليهم من هذه (العظمى).
- العدوان الصهيوني السافر على غزة كشف ضعف الأمة العربية، فالقتل مستمر قرابة سنة ميلادية، الضحايا (أطفال -نساء -شيبة) يقتلون بشكل يومي وأمام أعين العالم أجمع، ولا يتمكن أحد من إيقاف هذه الهجمات البربرية، لماذا؟
لأن هؤلاء الصهاينة في حماية بعض الدول العظمى التي تقف بجانبهم في المنظمات الدولية وتمدهم بمختلف وأحدث أنواع الأسلحة الفتاكة!
حصيلة شهداء فلسطين للشهر العاشر على العدوان بلغ 39090 شهيداً، عدد المصابين 87060، ولا يزال هناك 10000 من المفقودين تحت الأنقاض غالبيتهم من النساء والأطفال.
وبكل جرأة ووقاحة يرتكب الصهانية وأمام العالم أجمع جرائم الإبادة والقتل والتي يحرمها ميثاق الأمم المتحدة بل تحرمها الإنسانية.
وما يدعو للغرابة أن يتم تصنيف كل من يقاوم العدو الصهيوني المحتل الغازي إرهابياً!
أي منطق هذا؟
وبكل وقاحة يخرج (النتن ياهو) ليقول (سنحاسب كل مَن يتجرأ علينا)؟
- لماذا هؤلاء القتلة الصهاينة أحفاد الخنازير يملكون الحق لقتل وإبادة شعب بأكمله ولا يصنّفون إرهابيين؟!
(اليمن الجريح والموقف المشرف)
بالرغم من الصعوبات التي يواجهها اليمن الجريح، فلم يثنهِ الجراح ولا الحصار من موقفه المعلن في مناصرة الشعب الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة، وأعلن جهراً إن لم يوقف الصهاينة جرائمهم اليومية على الشعب الفلسطيني في غزة فستقوم القوات البحرية اليمنية بمنع السفن الإسرائيلية من عبور مياهها الإقليمية، وبالفعل نفذت ذلك بإطلاق الصواريخ ضد تلك السفن ومنعها من المرور.
وعندما تمادى الصهاينة بالقتل واستباحة دماء المدنيين والتوغل في غزة...، أطلقَ اليمنُ الطائرات المسيّرة لضرب عمق الصهاينة، وقام الصهاينة القتلة بإرسال الطائرات الحربية المحملة بآلاف الأطنان من المتفجرات وضربت العمق اليمني.
قال تعالى فى مُحكم كتابه:
«وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لا تعلمُونهم اللهُ يعلمُهم...»
بمعنى: أعدوا لمواجهة أعدائكم كل ما تقدرون عليه من عدة لتدخلوا الرهبة والرعب في قلوب أعدائكم المتربصين بكم وتخيفوا آخرين لا تظهر لكم عداوتهم ولكن الله يعلمهم.
فالشعب الفلسطيني في غزة طوال تلك الفترة من العدوان الغاشم قاوم وثبت في مواقفه لدحر الغزاة بما لديه من إمكانات.
كل التحية لشباب المقاومة في كل من (فلسطين، لبنان، العراق واليمن) لإطلاق الصواريخ على هذا الكيان السرطاني الذي يعطي لنفسه الحق بعمل كل الموبقات من قتل الأنفس ودك المباني على مَن فيها.
- الفتنة المذهبية التي يروج لها الغرب لتأجيج الطائفية بين الشعوب الإسلامية فهي ليست خلافاً بين مذاهب المسلمين ولكنها مخطط شيطاني من أجل مصالح دول عظمى ضحيتها المسلمون بمختلف مذاهبهم.
قصة من الواقع
سأل الأستاذ الطلبة:
إذا كانت هناك دولتان ونشأ بينهما خلاف ما ثم تطور الأمر ونشبت بينهما الحرب ولجأ المسؤولون في الدولتين إليكم كطرف محايد للتدخل لفض النزاع - فكيف يكون قراركم حيال هذا النزاع لحل المشكلة؟
وبلا تردد أجمع كل الطلبة على حل واحد وهو إيقاف إطلاق النار بين الطرفين - سحب القوات من الجانبين - الجلوس معاً والتحاور لحل المشكلة.
فكان رد المعلم عليهم: يؤسفني القول إنكم لا تعلمون شيئاً عن السياسة!
فتساءل الطلبة: ما الحل إذا؟
فقال: بكل بساطة إن أخذنا بالحل الذي طرحتموه فمن المؤكد ألّا تكون هناك أي مشكلة والأمور سترجع عادية كالسابق ولن تكون (الدولتان) بحاجة إليكم ودوركم ينتهي في الحال - إنما المفروض بأن تستغل تلك المشكلة بطريقة احترافية أي التعامل مع المشكلة وكأنك تتعامل مع طفل مولود حديثاً، بحيث يكون بحاجة ماسة إليك من ناحية الرعاية والتعليم والأكل والملبس والتربية لمدة سنوات طويلة، حتى يتخرج ويعمل وبذلك تكون الحاجة إليكم مستمرة لا تتوقف وتلك هي السياسة.
يا ترى كم من هذه المواقف التي تخالف الفطرة الإنسانية والنهج الديني والسماوي الذي ينادي بحل النزاعات والخلافات لتسود المحبة والإعمار بالبلاد قد طرحت على الأطراف المتنازعة ليطول أمد النزاع بينهم؟
فكم من دولة دمّرت بسبب بث الفتنة الداخلية وتأجيج الخلافات بين المجتمع الواحد من أطراف أخرى مستفيدة من تلك النزاعات بدافع المصالح الذاتية لهذه الأطراف؟
ختاماً،
-يجب توحيد الصف بين جميع فصائل المقاومة خصوصاً الجناحين ( فتح / حماس ) فبذلك الاتفاق سيتم بث الرعب في قلوب الصهاينة.
وكذلك ندعو المولى عز وجل بأن يوفق الأمتين الإسلامية والعربية من توحيد الصف ليتم إفشال الخطط المرسومة لتفكيك العرب والمسلمين.
ندعو المولى عز وجل أن يحفظ شعب غزة الأبيّ ويهزم أعداء الإنسانية الصهاينة لعنهم الله إلى يوم الدين.
اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله رب العالمين.