: آخر تحديث

معادلة بوتين

7
8
9

ما إن أعلنت نتيجة الانتخابات الرئاسية في روسيا حتى خرج الرئيس الفائز ملوحاً بسيفه، ومنادياً بأعلى صوته، ولاختلاف الزمان والمكان لم يقل «هل من مبارز»، فالسيف اليوم، وفي المفهوم الحربي الدولي لا قيمة له، فهو ليس أكثر من رمز للقتال والتحدي و«العين الحمراء»!

بوتين لوّح في وجه العالم بزر قد يدمر الجميع، موجهاً تحذيره إلى الدول الأوروبية التي تنادت قبل أيام إلى وضع خطة تدخل في الحرب الدائرة بأوكرانيا، وذهب أحد قادتها بعيداً عندما طالب بإرسال قوات أوروبية إلى أرض المعركة للدفاع عن استقلال أوكرانيا، وعندما يكون الحديث عن تدخل عسكري تكون النتيجة صداماً ومواجهة مباشرة، وتكون كل الاحتمالات مفتوحة، فأوروبا هي حلف الناتو، والناتو هو ذراع الولايات المتحدة في أوروبا وما بعدها، واتساع رقعة النزاع بين دولتين متجاورتين إلى حلفين منافسين لبعضهما يعني أن هناك طرفاً يمتحن طرفاً أو يساومه، وفي الحالتين جاء رد بوتين بذلك التلويح الذي أرعب دول أوروبا قبل غيرها، فصدرت تصريحات لقيادات أوروبية ترفض فكرة التدخل بقوات برية في الحرب الأوكرانية، وكان رد الرئيس الروسي حاسماً وحازماً!

«تدخلهم العسكري يعني إشعال حرب عالمية ثالثة»، هذه هي المعادلة، ذكرها بوتين بوضوح، ودون تردد، وأوروبا وأمريكا والعالم كله يعرفون جيداً بأن روسيا ليست صيداً سهلاً، ولا تقبل بالاستهانة بما يحيط بها من أخطار، وقد دخلت في حرب مع جارتها بعد أن فتحت أبوابها لحلف الناتو الذي يتمنى مجاورة روسيا، ومن بعدها محاصرتها، لهذا لوّح لهم بعد أن أنهى عملية تجديد رئاسته لستة أعوام قادمة، وهو يملك كل ما تحتاجه الحروب الكبرى، والأزرار تحت يديه، ومن يريد أن يفتح أبواب جهنم سيساعده!

التلويح عند رئيس ثاني قوة عالمية يعني استعداده للذهاب إلى خط النهاية، وعندما يقف هذا الخط عند حرب عالمية ثالثة، على الأضداد أن يعوا في أي طريق هم ذاهبون!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد