طرح سؤال حول التعليم التقليدي وتطوره في المنطقة؛ نظام الكتاتيب والمدارس المتفرقة بعدها، وصولاً إلى التعليم النظامي في الخمسينيات. بدا السائل مهتماً، فحسبته يحضّر لمشروع تخرّج أو رسالة ماجستير، ويحتاج إلى من يؤكد له صحة المعلومات لديه من عدمها، المتعلقة بالتعليم التقليدي. تساءلت في المقابل، ما الذي جعله يسألني وهو على بعد نقرة أو اثنتين من بحيرة معلومات توفر له ما يحتاجه؟ لكن سرعان ما استدركت؛ ربما الذي دفعه لسؤالي هو كتابي «تطور التعليم في دولة الإمارات» الصادر عام 2015، وقد تم اختياره بين أفضل خمسين كتاباً، صدرت في الخمسين عاماً الماضية من عمر الاتحاد. وتعميماً للفائدة أقتطف من أجواء المحادثة ما يلي:
بدأ التعليم في المنطقة بمملكة البحرين عام 1919، بمدرسة «الهداية الخليفية» التي أنشئت بتبرعات الأهالي. وأسست أول مدرسة ثانوية للبنين فيها عام 1926. بعدها بسنتين، عام 1928، شيدت أول مدرسة للبنات. لتتولى الحكومة في العام 1930 الإشراف على المدارس كلها وإدارتها.
أما التعليم في دولة الكويت فبدأ بمدرسة «المباركية». التي تأسست بتبرعات الميسورين الكويتيين، لكنها اعتمدت المباركية كمدرسة نظامية عام 1966، ليضمها لاحقاً مجلس المعارف «وزارة التعليم لاحقاً» ويشرف عليها.
في دولة الإمارات، بدأ التعليم التقليدي عام 1904، وتطور إلى مدارس متفرقة في فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى. أسهم في تمويلها مجموعة من التجار. لكن بعض تلك المدارس توقف في الحرب الثانية، والكساد الاقتصادي الذي تزامن مع ظهور اللؤلؤ الصناعي الياباني، ما حد من تجارة اللؤلؤ الطبيعي. ليبدأ التعليم النظامي في الإمارات عام 1951 ـ 1952، حيث كان لدولة الكويت دور ريادي بإرسالها أول بعثة تعليمية، مكوّنة من مدرسين فلسطينيين. لتتوالى بعدها مساهمات دول الجوار الخليجي، ثم جاء إسهام مصر بعد عام 1956. واستمرت مسيرة التعليم بتتويجها تأسيس جامعة الإمارات عام 1976، وما بعدها كان مذهلاً.