: آخر تحديث

الأرشيف والمكتبة الوطنية يؤسس لأكاديمية عالمية في الأرشفة

13
13
14

لعبت دولة الإمارات دوراً كبيراً في نشر الثقافة والإبداع والحفاظ على التراث وصونه وتعليمه للأجيال القادمة من خلال تأسيس عدد من الأكاديميات التي أسهمت في ترسيخ النظريات والمعارف التراثية وتعزيز الفنون الشعبية وعلم الأرشيف والأرشفة، وقد قدمت هذه المؤسسات دورات دبلومية مهنية غطت الكثير من التخصصات التي يحتاجها العالم العربي اليوم وقد ساهمت في عمليات تدوين التراث الشفاهي وترميم وصيانة المخطوطات والوثائق وإعادة ترميمها وفق معايير عالمية، وهذه المؤسسات تعمل ضمن منظومة تخصصية وتنشر الوعي في المجتمع وتحاول الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزز الثقافة في المجتمعات المحلية، وتأهيل كوادر بشرية يمكنها المساهمة في نشر التراث الثقافي والأرشيفي ومن أهمها معهد الشارقة للتراث وأكاديمية الشعر التابعة لدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي والأرشيف والمكتبة الوطنية في أبوظبي، ومركز جمعة الماجد للثقافة والتراث وغيرها من المؤسسات التي أخذت على عاتقها إيجاد جيل في المستقبل يمكنه التكيف مع جميع التطورات عن طريق التعلم والورش والدورات التدريبية وطرح برامج متخصصة في البكالوريوس والماجستير والدكتوراه بما يتناسب مع احتياجات المجتمع والتخصصات المطلوبة التي تهدف للحفاظ على الهوية الوطنية وتعزز من التواصل مع المجتمع الآخر.

ويعتبر الأرشيف والمكتبة الوطنية من أهم المؤسسات الأكاديمية الأرشيفية المتخصصة في جمع المواد الأرشيفية وحفظها ورقمنتها وإتاحتها وفق أفضل المعايير المتبعة في عالم الأرشفة، لقد أسس في عام 1968 بتوجيه من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لحفظ تراث وتاريخ الأمة، لقد استطاع الأرشيف الوطني طيلة أكثر من خمسين عاماً أن يحقق مهامه وأهدافه في جمع الوثائق ذات القيمة التاريخية بدولة الإمارات وبدول مجلس التعاون من كافة الأرشيفات داخل الدولة أو خارجها ومن المؤسسات الحكومية بفضل التعميم رقم 49 لسنة 1969 من أحمد السويدي رئيس الديوان الأميري إلى مديري دوائر حكومة أبوظبي بشأن حفظ وثائق إمارة أبوظبي في أرشيف مكتب الوثائق والدراسات بتاريخ 29 أكتوبر 1969.

إن هذه النظرة الثاقبة تدل على حكمة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والإيمان بأهمية التاريخ وحفظه للتراث قبل أكثر من خمسين عاماً، في مقولته الشهيرة «من ليس له ماضٍ ليس له حاضر ولا مستقبل»، ثم أصدر المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، القانون الاتحادي الوطني رقم (7) عام 2008 الذي كلف الأرشيف والمكتبة الوطنية مسؤولية جمع وثائق الدولة وحفظها وأرشفتها وإتاحتها للباحثين والمهتمين والباحثين من الطلبة والدكاترة.
لدى الأرشيف والمكتبة الوطنية ذاكرة ملأى بالآلاف من الوثائق والصور والخرائط والمقابلات الشفاهية والكتب على اختلافها، ولدى الأرشيف مكتبة زاخرة بالكثير من العناوين المهمة التي تلقي الضوء على تاريخ دولة الإمارات في جميع المجالات التاريخية والسياسية والعسكرية والثقافية وحتى التراثية وغيرها وتتاح تلك الإصدارات عبر خدمات مكتبة الإمارات ولدى الأرشيف الوطني إصدارات مهمة ومتنوعة منها زايد رجل بنى أمة، وقصر الحصن، وخليفة رحلة إلى المستقبل، كما يشجع الأرشيف الباحثين على نشر أبحاثهم ودراساتهم المتخصصة ضمن منظومة بحثية واضحة، لقد استطاع الأرشيف الوطني - في رحلته التي بلغت أكثر من خمسين عاماً - أن يحقق موقعاً متميزاً على صعيد المؤسسات المماثلة في الشرق الأوسط والعالم؛ لاعتماده على قاعدة تكنولوجية حديثة في تنفيذ مهامه.

ويعدّ من أقدم المؤسسات الثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأكبر مركز وثائق في منطقة الخليج العربي، كما سعى الأرشيف والمكتبة الوطنية إلى عقد شراكات متعددة ومتنوعة مع عدد كبير من الجهات المحلية والخليجية والعربية والعالمية في مجالات الأرشفة والرقمنة، ومنها الشراكة مع جامعة السوربون في أبوظبي العريقة التي بدأت في عام 2018 لإنشاء العديد من البرامج الأكاديمية المعتمدة منها الشهادة المهنية في إدارة الوثائق والبكالوريوس في إدارة الوثائق وعلوم الأرشيف والماجستير في إدارة الوثائق والدراسات الأرشيفية وبرنامج الدكتوراه (قيد التحضير) التي يعمل الأرشيف والمكتبة الوطنية على تطوير هذه البرامج بما يتناسب مع احتياجات المؤسسات الأرشيفية للأيدي العاملة والخبرات المتخصصة، لقد لوحظ خلال الفترة الأخيرة الإقبال من مختلف أنحاء الإمارات على الشهادة المهنية التي ترتقي بمهارات العاملين في القطاعات الأرشيفية مما يؤكد أهمية هذه البرامج المهنية والأكاديمية الحالية والعمل على تحسينها لتُواكِبَ التطورَ التِّقْني المتسارع، ومتطلّبات تنظيم الأرشيفات، وتطوير ممارساتها ومعاييرها بما ينسجم مع توقُّعات المستقبل، إن الأرشيف والمكتبة الوطنية يؤسس لأكاديمية علمية في مجال علم الأرشفة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد