في أغسطس (آب) 2010، وفي معرض إبعاد تهمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عن "حزب الله"، عرض حسن نصرالله صوراً ومشاهد بتقنية الفيديو قال إنها من طائرات رصد إسرائيلية لطرق وأمكنة كان يسلكها الحريري. كان الهدف من هذا العرض حرف التحقيقات عن مسارها لتتوجه الأنظار إلى إسرائيل كمتهم أساس في عملية الاغتيال. المحكمة الدولية بعد 10 سنوات، كذبت "أفلام" نصرالله وأعلنت أن الجريمة ارتكبها أفراد من حزبه وحكمت عليهم بالمؤبد.
في الإطلالة ذاتها، كشف نصرالله عن أن نجاح المكمن الذي أودى بحياة 12 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً في بلدة أنصارية عام 1997، كان ثمرة "جهد فني معين من التقاط بث طائرة (MK) تصور في أمكنة معينة في جنوب لبنان، وترسل صورها مباشرة إلى غرفة العمليات لدى العدو". وأضاف "طائرة الاستطلاع عندما تصور وبشكل لا سلكي ترسل الصور مباشرة، كما البث المباشر، إلى غرفة العمليات في فلسطين المحتلة. تمكن الأخوة من الدخول على خط هذا الإرسال، وأصبح هناك إمكانية أن الفيلم ومجموع الصور التي تذهب مباشرة إلى غرفة عمليات العدو تصل مباشرة وفي الدقيقة ذاتها إلى غرفة عمليات المقاومة".
في مايو (أيار) 2008 اجتاحت عناصر من "حزب الله" العاصمة بيروت وقتلت نحو 100 شخص، وأحرقت عدداً من المباني والمؤسسات خصوصاً التابعة لـ"تيار المستقبل" الذي يرأسه سعد الحريري، والسبب المباشر قرار الحكومة اللبنانية بتفكيك الشبكة الأرضية للاتصالات الهاتفية غير الشرعية التي مدها الحزب والتي عدتها الحكومة "اعتداء على سيادة الدولة والمال العام".
الثلاثاء الماضي، وبلهجة الترجي، طلب نصرالله من عناصره وزوجاتهم وكل أفراد عائلاتهم التخلي عن هواتفهم الخلوية. وجزم بأن "الخلوي بيدك هو العميل". في المقابل، لم تنقل الأخبار أية إشارة إلى أن السلطات الإسرائيلية طلبت من السكان في شمال إسرائيل أو جنوبها رمي الهواتف وتكسير الشريحة الإلكترونية. يبدو أن الحزب فقد القدرة على "اختراق" المسيرات الإسرائيلية التي تعربد وتزرع الدمار وتقتل عناصره العسكرية، ويجهد لمنع "الاختراق المضاد".
وعلى رغم ذلك، لا يقيم "حزب الله" وزناً أو اعتباراً لأي اختلال في الميزان "السيبراني"، وهو ماض في انزلاقه إلى المواجهة الشاملة مع إسرائيل. في كل استحقاق محلي أو خارجي لا تملك الأطراف العاقلة إلا ممارسة "خداع النفس" مع "حزب الله". والخطر على لبنان هذه الأيام أن الطرفين "حزب الله" وإسرائيل، قلما أخذوا بالاعتبار مساعي "طرف ثالث". فنصرالله يقول إن صواريخه تصل إلى إيلات على البحر الأحمر، ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يتوعد بيروت بقصف لا مثيل له.
في العودة لحرب الاتصالات، نجح "الخط الساخن" الذي ربط بين هاتفين تقليديين واحد في البيت الأبيض والثاني في الكرملين بتخفيف التوتر بين الجبارين الأميركي والسوفياتي أثناء الحرب الباردة. اليوم كل الهواتف والرسائل الإلكترونية في باريس وواشنطن لم تنفع مع بنيامين نتنياهو وحسن نصرالله. تركيب "الخط الساخن" حصل بعدما بعث الرئيس السوفياتي نيكيتا خروتشوف رسالة مكونة من 3 آلاف كلمة إلى الرئيس الأميركي آنذاك جون كينيدي، واستغرق إرسالها وفك شيفراتها أكثر من 12 ساعة، في خضم أزمة كادت تؤدي إلى حرب نووية بسبب أزمة الصواريخ في كوبا. تنبه الطرفان ونصبا خطاً ساخناً يستعمل في الأوقات الساخنة. وفي الـ30 من أغسطس عام 1963، أضيف "الفاكس" الساخن بين الإدارتين. أول "فاكس" من البيت الأبيض إلى الكرملين كان:
"The quick brown fox jumped over the lazy dog’s back 1234567890".
الرسالة احتوت كل الحروف الأبجدية والأرقام. الكرملين رد بنشرة موجزة عن حالة الطقس في موسكو. الطريف أن المترجم الروسي سأل محاوره الأميركي على الخط الثاني عما يقصده المواطن الأميركي عندما يقول "الثعلب البني السريع يقفز فوق ظهر الكلب الكسول"؟