استهل كتابه قائلاً: على الرغم من أن الدراسات الجينية تؤكد تشابه السمات البيولوجية للبشر على اختلاف ألوانهم، إلا أن الـ 100 عام الأخيرة منذ 1900 شهدت صراعات دموية بسبب الاختلافات الإثنية.
تميز نيال فيرغسون، وهو مؤرخ وأستاذ أكاديمي، بآرائه الحادة. ويعد كتابه «النزاع المسلح في القرن الـ20».
أحد أبرز ما ألفه. من فرضياته أن هنالك علاقة بين صراع الإثنيات والوضع الاقتصادي؛ فدخول الغرب في حربين عالميتين كان له أثره السيئ على الاقتصاد العالمي؛ فتلك الحروب الطاحنة لم تؤد إلى إضعاف الغرب فقط، لكنها مهدت الطريق أمام الشرق للنهوض. مدللاً بالتطور الصناعي والاقتصادي والتقني في دول الشرق الأدنى، كالصين واليابان والدول الصاعدة المسمّاة «النمور الآسيوية».
واعتبر الكساد الاقتصادي الذي اجتاح العالم بأسره، أنه لم يؤد في نظره إلى نشوب الحروب فقط، بل تسبب في اتساع الفجوة بين الأثرياء والفقراء، مما أشعل العديد من النزاعات الأخرى المهلكة. وتسببت أيضاً الاتجاهات العنصرية التي رافقت الاستعمار، في وقوع العديد من المجازر التي روعت سكان العالم الثالث.
ويرى أن الألفية الثانية وضعت موجبات واضحة لسقوط الغرب. معتبراً ما سمّاه «حمام الدم» في القرن الـ20، ما هو إلا نتاج للصراعات الطائفية والعرقية مضافاً إليها الأزمات الاقتصادية. فنشوب الصراعات الإثنية غالباً ما تقع في ظل الأزمات الاقتصادية الكاسحة.
والحقيقة هي صراعات بين الإمبراطوريات البائدة والدول الناشئة ذات النزعة الإمبراطورية؛ إذ تحاول القيام بدور استعماري ترث به الإمبراطوريات السابقة؛ فالقرن الـ20 لم يشهد انتصارات «الغرب الديمقراطي» على الأيديولوجيات المعادية فقط، إنما كان شاهداً على سقوطه.
في كتاب فيرغسون محاولة لتقفّي التاريخ العسكري الدموي على مدى القرن الـ20، وأثره على الوضعين الاقتصادي والديموغرافي في العالم، مع إغفال دور اللاعب السياسي. يقول: إن الحرب العالمية الثانية أوقفت عام 1945 الصراع المسلح بين الكبار، مؤقتاً، لكنها لن تكون آخر الحروب.