: آخر تحديث

حملة "موفمبر"

12
11
12
مواضيع ذات صلة

لا خطأ في العنوان. نعم «موفمبر» وليس نوفمبر. لكن المعنى ليس نفسه، فعلى علمنا ما من لغةٍ يطلق فيها على شهرنا الحالي الذاهب إلى نهايته «موفمبر» بدل نوفمبر، أو تشرين الثاني. «موفمبر» هي تركيب من كلمتين: «مو» من «موستاش» التي تعني شارب الرجل أو «شنبه» باللغة الإنجليزية، أما بقية الكلمة، أي «فمبر»، فالمقصود بها نوفمبر نفسه.

وحسب موقع مختص بتدريس اللغة الإنجليزية، فإنه يمكن الجمع بين كلمتين لتكوين اسم مُركّب، أو ما يُعرف بالكلمات المركبة، وهو أمر شائع في تلك اللغة؛ «حيث تُضَاف للغة تركيبات جديدة من الأسماء بشكل شبه يومي. يتكون الاسم المُرَكَب من جزأين، حيث يشير الجزء الأول إلى نوع الشيء أو الشخص أو الغرض، بينما يدل الجزء الثاني على الشخص أو الشيء المقصود. غالباً ما يَحمل الاسم المُركّب معنى مختلفاً أو معنى أكثر تحديداً عما إذا استخدمت الكلمات المُكَوِنة له بشكل منفرد». «موفمبر» واحدة من هذه الكلمات المركبة التي تمّ اجتراحها كعنوان لحملة صحية موعدها شهر نوفمبر كاملاً كل عام، لتوعية أصحاب الشوارب، أي الرجال، بضرورة إجراء الفحوصات المبكرة للسرطان، لاكتشافه قبل أن يستفحل، وأن يجعلوا من حرص النساء على إجراء هذه الفحوصات المبكرة قدوة لهم، وفي إطار هذه الحملة السنوية يحرص عدد من المشاهير خلال هذه الفترة على إطالة شواربهم، إذا لم يكونوا كذلك بالفعل، ويدعون أقرانهم الرجال لإجراء فحوصات الوقاية من السرطان.

الإشارة إلى الشوارب تثير الفضول لمعرفة أشهرها في التاريخ، بعيده وقريبه، ومن المشاهير الذين عرفوا ب «تميّز» شواربهم الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه، والزعيم النازي الألماني أدولف هتلر، الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين، وعالم الفيزياء ألبرت أينشتاين، الفنان سلفادور دالي، وغيرهم كثيرون.

حين أراد منظمو هذه الحملة السنوية الصحية حمل الرجال على فحص السرطان المبكر، وجدوا أن «الشارب» علامة مناسبة لتمييزهم عن النساء، مع أن سيرة الفنانة التشكيلية المكسيكية الشهيرة فريدا كاولو المعروفة بمعاناتها النفسية والصحية الشديدة، تشير إلى ميلها لتربية شاربها وحواجبها، رفضاً لمعايير الجمال في ذلك الوقت، لكن يبقى «الشارب» رمزاً ذكورياً، ومن هنا جرى اختياره عنواناً لحثّ الرجال على حماية صحتهم؛ حيث تشير الإحصائيات إلى أنهم يموتون بسبب الأورام بنسبة تصل إلى 20 بالمئة أكثر من النساء، وعلى خلاف ما يحرص الرجال على تسويقه من صورة خارجية عن أنفسهم بأنهم أقوياء، فقد ثبت أنهم الفئة التي تقف خلف ثلثي حالات الانتحار حول العالم، وفق ما نشرت منظمة الصحة العالمية، وهو ما يعادل حالة انتحار واحدة في الدقيقة على مدار العام.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد