: آخر تحديث

مطار الملك سلمان.. قيمة مضافة

15
13
16
مواضيع ذات صلة

أعلن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان الاثنين الماضي، عن مخطط إنشاء مطار الملك سلمان الدولي في الرياض، ليكون بوابة اقتصاد الطيران الجوي للمدينة مباشرة في فضاء المملكة مع العالم. إنه مشروع اقتصادي ذو قيمة اقتصادية مضاعفة، سيتردد صداها في جميع مدن المملكة صغيرها وكبيرها، حيث أكدت العديد من الدراسات البحثية على الترابط الوثيق بين المطارات وخدماتها والتنمية الإقليمية، وإنها تسهم في المعرفة وتوسع الأعمال القائمة على الخدمات أكثر من غيرها، لذا تعتبر المطارات نموذجا راسخا في التنمية الاقتصادية الحضرية من خلال نقل الركاب والبضائع، فكلما زاد عدد الركاب والرحلات ونقل البضائع زاد إجمالي الناتج المحلي والأجور والمداخيل، إنها تشجع على نمو المدينة وبناء المزيد من الفنادق والمطاعم وتوفير المزيد من الخدمات والنقل السريع لاستيعاب الزوار والسائحين.

إن تأثير المطارات الإيجابي، يتناغم مع ما تمتلكه المدن من موارد اقتصادية وخدمات ومراكز أعمال إقليمية، من خلال زيادة قدرة النقل الشاملة، الذي يعزز إمكانية وصول الشركات إلى أسواق المدن ذات الحجم المتوسط والصغير، مما يزيد بشكل كبير من الإنتاجية والمبيعات والصادرات وحجم استثمار الشركات في الخدمات والصناعة، كما تظهر تأثيرات النقل الجوي على الاقتصاد بشكل مباشر من خلال نشاط قطاع الطيران، وبشكل غير مباشر من خلال زيادة الإنفاق والفوائد الاقتصادية المرتبطة بتحسين الوصول إلى الموارد والأسواق والتكنولوجيا والتركزات الاقتصادية، والذي يدعم النشاط الاقتصادي وبدوره يولد الطلب على النقل الجوي والتوظيف المرتبط بالخدمات المباشرة وغير المباشرة.

كما أن للشحن الجوي له دور مهم في التجارة الدولية، حيث تشير معظم الدراسات أن الشحنات الجوية من المنتجات المصنعة أو المنتجات التي سيتم استخدامها في عملية التصنيع، تتجاوز 40 % من قيمة التجارة البينية التي يتم نقلها عن طريق الجو ونحو 25 % من إجمالي قيمة التجارة الدولية في السلع المصنعة التي يتم نقلها عن طريق الجو، وتعد خدمات نقل الركاب أمرًا حيويًا لخلق فرص تجارية، حيث إنها تمكن الشركات من تسويق منتجاتها وخدماتها على مستوى العالم بمقابلة عملائها والاتصال بهم وجهًا لوجه، وهو الأفضل والأكثر فعالية في عملية التسويق بين المشترين والبائعين، كما تساهم الخدمات الجوية في وصول الشركات إلى أسواق جديدة وكسب عملاء جدد.

وتعتبر العاصمة الرياض من المدن الكبيرة وتشهد نموا مطردا في حركة الأعمال وجذب مراكز مقرات أكبر الشركات الإقليمية ومن المتوقع أن يتجاوز سكانها 15 مليون فرد في 2030، وقد أثبتت قدرتها على جذب الزوار والسياح من جميع أنحاء العالم من خلال إقامة أكبر مهرجانات الترفيه عالميا، فإن إنشاء مطار الملك سلمان سيدعم قطاعي السياحة والترفيه وقيام المزيد من المرافق المساندة والمحلات التجارية، والخدمات اللوجستية. وهذا ما تشير إليه المؤشرات المتوقعة: نمو عدد المسافرين من 29 مليونا حاليا إلى 185 مليونا في 2050؛ عدد الرحلات من 211 ألفا إلى أكثر من (1) مليون رحلة سنويا؛ حجم البضائع المحملة إلى 3.5 ملايين طن بحلول 2050؛ ليكون المضاعف الاقتصادي في إجمالي الناتج المحلي غير النفطي 27 مليار ريال سنويا وتوليد 103 آلاف وظيفة مباشرة وغير مباشرة.

ونتطلع لليوم الذي ستصبح فيه الرياض ضمن أكبر 10 اقتصادات مدن في العالم بحلول 2030.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد