في زيارته إلى البحرين التي انتهت أمس، ألقى البابا فرنسيس عدة خطب في مجموعة من اللقاءات والأنشطة التي أقيمت بمناسبة هذه الزيارة، بينها قدّاس حضره نحو ثلاثين ألفاً من الجاليات الكاثوليكية في البحرين وبعض بلدان الخليج، أقيم على استاد البحرين الوطني. ومن ضمن الكلمات التي ألقاها البابا في تلك الزيارة كانت تلك التي خاطب بها حشداً من الشباب في مدرسة القلب المقدس، التي أسستها الكنيسة التي تحمل الاسم نفسه في خمسينات القرن الماضي، وتخرجت فيها أجيال من التلاميذ بينها أعداد من البحرينيين.
في هذه الكلمة كان الخطاب موجهاً إلى الشباب، وهم لما يزالوا في مقتبل أعمارهم، في المرحلة العمرية التي يبدأ فيها الشاب، والشابة، في التعرف على الحياة، ومواجهة أسئلتها المتعددة. وفي عالم اليوم بالذات فإن الشبان والشابات باتوا أمام مصادر متعددة للمعرفة لم تكن متاحة للأجيال الأسبق منهم، ومن أهم هذه المصادر، بطبيعة الحال، وسائل التواصل الاجتماعي، وما تيسره شبكة الإنترنت من مواقع بمختلف اللغات، وغالباً ما ينهل منها أبناء وبنات الجيل الجديد الكثير من معارفهم ومعلوماتهم الجديدة بمفردهم وبعيداً عن أي توجيه رشيد يشرف عليه مربون وأخصائيون.
لا يمكن، بطبيعة الحال، التقليل من أهمية ما تيسره هذه الوسائط والمواقع من معارف ومعلومات، كون بعضها على الأقل حوامل للمعرفة مثلها مثل الكتب الورقية التي نشأت عليها أجيال سابقة، ولا التقليل أيضاً من المهارات التي يكتسبها الجيل الجديد من تعامله مع هذه الوسائط، وهي مهارات لا يتوافر عليها غالبية المنتمين إلى الأجيال الأكبر سناً، لكن هذا يجب ألا يحجب عن الأنظار مخاطر تدفق هائل من المعلومات المغرضة والموجهة لأغراض غير بريئة تنال من القيم التي تنسجم مع الفطرة السوية للإنسان، فضلاً عما تحمله بعض الوسائط من تلفيق وزيف، ينطوي الكثير منه على أدمغة الراشدين، فما بالنا بالأطفال والفتيان وهم في مقتبل أعمارهم خلواً من التجربة، ومن قدرات التمييز بين ما هو صحيح ومفيد، وما هو خاطئ ومضر؟
ومن هنا جاءت مخاطبة البابا للطلبة الذين التقاهم في المدرسة المشار إليها، بقوله: «لا تبحثوا عن إجابات لأسئلتكم الحياتية في «غوغل»، وإنما عند أحد الوالدين أو المعلم أو الجد بالاستناد لخبرات الواقع».

