أبو ظبي
يفتتح اليوم في رواق الفن بجامعة نيويورك أبو ظبي، معرض موسم الربيع المُقام تحت عنوان «الموقَّت الدائم»، ويستمر حتى 9 حزيران (يونيو) المقبل. ويُعد «الموقَّت الدائم» أول معرض استعادي مؤسساتي للفنانين والمعماريين الحائزين الجوائز: ساندي هلال وأليساندرو بيتي، ويضم بين أروقته تشكيلة من الأعمال الفنية التي تستخدم وسائط متعددة لاستكشاف آليات تشكيل التجربة والهوية الإنسانيتين في سياق التقلبات المعاصرة بين ما هو «موقت» وما هو «دائم».
وتتولّى سلوى المقدادي، الأستاذة المساعدة في جامعة نيويورك أبو ظبي وإحدى أهم القامات البارزة في توثيق تاريخ الفن الحديث في العالم العربي، مهام التقييم الفني للمعرض بالتعاون مع بانة قطّان، القيّمة الفنية لرواق الفن في جامعة نيويورك أبو ظبي، التي شاركت في مهمة التقييم الفني لمعرض «الخيوط الخفية: التكنولوجيا ومفارقاتها» و»لا نراهم لكننا: تقصي حركة فنية في الإمارات، 1988 - 2008».
ويضمّ المعرض سبعة أعمال تركيبية تتموضع ثلاثة منها خارج جدران المعرض، كما سيعيد تسليط الضوء على أبرز خمسة أعمال تركيبية، وهي: «الخيمة الإسمنتية» و»الاجتماع العام» و»متلازمة رام الله» و»كتاب المنفى» و»مدرسة الشجرة».
ومن بين الإبداعات الفنية المعروضة، عملان جديدان صُمّما خصيصاً لهذا المعرض، وجاءا مستوحيين من المشاريع البحثية الحالية.
ويأتي العمل الأول بعنوان «المضافة»، وهو عبارة عن عمل فني أدائي يُعد ثمرة لتعاون الفنانة ساندي هلال مع زوجين من اللاجئين السوريين، اللذين كثيراً ما يستقبلان الضيوف في غرفة معيشتهما بمخيّم اللاجئين في مدينة بودِن السويدية. وفي هذا العمل الفني، تسعى ساندي إلى رفع الوعي حول ما يُسمى بـ «حق الضيافة». أما العمل الثاني فيأتي بعنوان «تراث اللاجئين»، ويضم سلسلة من الصور الفوتوغرافية المضيئة التي التقطتها عدسة لوكا كابوانو، وهو أحد المصورين الرسميين لدى منظّمة «اليونيسكو»، خلال زيارته إلى أقدم مخيمات اللاجئين والمعروف باسم «مخيم الدهيشة» في بيت لحم. وعلى مدار العامين الماضيين، أدار الفنانان ساندي هلال وأليساندرو بيتي سلسلة من الحوارات في المخيمين وغيرهما من الأماكن الأخرى، دارت حول الآثار المترتبة عن تدوين تاريخ اللاجئين وتراثهم في قائمة التراث العالمي. وقد تم نشر ملف الترشيح الخاص بإدراج تراث اللاجئين ضمن قائمة «يونيسكو» للتراث العالمي عام 2016 في e-flux.
وقالت سلوى المقدادي، القيّمة الفنية المشاركة والأستاذة المساعدة في جامعة نيويورك أبو ظبي في تاريخ الفنون: «في معرض «الموقَّت الدائم»، يقدم الفنانان بيتي وساندي التصورات المفاهيمية التي ترصد موضوعات عدة تشمل حالة عدم الاستقرار الدائم وقضية اللجوء على حقيقتها بعيداً من منطق الضحية والمبادرات الخيرية، وبذلك يكشفان للجمهور عن طرق جديدة تمكّنهم من التفاعل مع مثل هذه الموضوعات الحيوية والراهنة. ويسعدني هنا العمل مع هذين الفنانين مرة أخرى، حيث قَدَّمتُ أعمالهما في بينالي البندقية منذ أكثر من عشرة أعوام». وتُستهل فعاليات المعرض بجلسة حوارية اليوم بمشاركة كل من الفنانين ساندي هلال وأليساندرو بيتي والقيمتين الفنيتين سلوى المقدادي وبانة قطّان