إيلاف من سيئول (كوريا الجنوبية): أودى حادث تحطم طائرة مأساوي صباح الأحد في مطار موان الدولي بكوريا الجنوبية بحياة 179 شخصا، في أسوأ كارثة طيران محلية في كوريا الجنوبية حتى الآن، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "ذي كوريا هيرالد".
كانت الرحلة 7C 2216 التابعة لشركة طيران جيجو، وهي طائرة بوينج 737-800 تحمل 181 راكبًا وطاقمًا، تحاول الهبوط عندما انحرفت عن المدرج. وبعد خمس دقائق من إشارة الطيار بالاستغاثة، اصطدمت الطائرة بالسياج المحيط واندلعت فيها النيران، وفقًا لوزارة النقل.
وبحسب مقر خدمات الإطفاء في جيونام يوم الأحد، نجا اثنان فقط وهما من أفراد الطاقم - رجل وامرأة - من الحادث.
وأكدت السلطات وفاة بقية الأفراد البالغ عددهم 179 فردًا، حيث تم انتشال جميع الجثث حتى الساعة 9:03 مساءً، كانت الرحلة المنكوبة تحمل 175 راكبًا و6 من أفراد الطاقم. وكان من بين الركاب 82 رجلاً و93 امرأة.
الأصغر 3 سنوات والأكبر 78 عاماً
وكان أصغر الركاب طفلا يبلغ من العمر ثلاث سنوات، بينما كان الأكبر سنا رجلا يبلغ من العمر 78 عاما. وكان اثنان من الركاب من مواطني تايلاند، وتم تحديد هويتهما كسيدتين في العشرينات والأربعينيات من العمر.
وكانت أكبر فئة عمرية على متن الطائرة تتكون من الأفراد في الخمسينيات من العمر، مع وجود 40 راكبا في تلك المجموعة، تليها 39 شخصا في الستينيات من العمر، و32 في الأربعينيات من العمر، و24 في السبعينيات من العمر، و16 في الثلاثينيات من العمر، و10 في العشرينيات من العمر، وتسعة مراهقين، وخمسة أطفال دون سن العاشرة، حسبما ذكرت السلطات.
وتعهدت السلطات بالتنسيق مع أسر الضحايا لتسهيل ترتيبات الجنازة بما يتوافق مع تفضيلاتهم.
مشاجرات بين السلطات وأسر الضحايا
اندلعت مشاجرات بين السلطات وأسر الضحايا عندما حاول الضحايا التعرف على هويات الجثث بأنفسهم. وأكدت الشرطة أن الأسماء لن يتم الكشف عنها إلا بعد التأكد من الهويات من خلال تحليل بصمات الأصابع، مما أدى إلى نزاعات في مطار موان الدولي.
كان المطار مليئا بالعائلات المفجوعة، التي أصابها الحزن بسبب فقدان أحبائها، بينما كانوا ينتظرون وهم في قمة الحزن واليأس.
وقالت امرأة كانت ترافق صديقتها، وهي أحد أفراد أسرة أحد الضحايا: "لم أشاهد سوى حوادث كبرى مثل كارثة العبارة سيول وإيتايوون في الأخبار، ولكن الآن بعد أن يمر شخص قريب مني بتجربة كهذه، أصبح الأمر مربكًا للغاية. لا أعتقد أنني أستطيع أن أفهم تمامًا حزن الأسر".
صعوبات في تحديد هوية الضحايا
وقد دمر جسم الطائرة بالكامل في الحادث، مما جعل تحديد هوية الضحايا أمرا بالغ الصعوبة. وواصلت فرق الإنقاذ جهودها لتحديد مكان رفات الركاب المفقودين، بينما تم إنشاء مشرحة مؤقتة لإيواء الجثث التي تم انتشالها.
قالت وزارة النقل إن المدرج في مطار موان الدولي سيُغلق حتى الأول من كانون الثاني (يناير) 2025، بعد أقل من شهر من استئناف شركة جيجو إير للرحلات الدولية المنتظمة من المطار والتي تم تعليقها أثناء جائحة كوفيد-19. وكانت الرحلة 7C 2216، الطائرة التي تحطمت، تسافر بين بانكوك وموان أربع مرات في الأسبوع.
كيف وقع الحادث
كانت الطائرة قد غادرت بانكوك في الساعة 1:30 صباحًا وكان من المقرر أن تهبط في موان في الساعة 8:30 صباحًا. ومع ذلك، أكدت وزارة النقل في إفادة ثالثة يوم الأحد أن برج المراقبة في مطار موان الدولي أصدر تحذيرًا من اصطدام الطيور بطائرة شركة طيران جيجو قبل لحظات من وقوع الحادث.
خلال محاولتها الأولى للهبوط على المدرج رقم 1 في حوالي الساعة 8:54 صباحًا، فشلت الطائرة في الهبوط وقامت بالالتفاف حول المدرج، وهي مناورة يلغي فيها الطيار الهبوط ويعود إلى الجو لمحاولة أخرى.
وذكرت الوزارة أن برج المراقبة بالمطار نبه طاقم الطائرة إلى مخاطر اصطدام الطيور المحتملة في الساعة 8:57 صباحًا. وبعد دقيقة واحدة فقط، في الساعة 8:58 صباحًا، أصدر قائد الطائرة المنكوبة إشارة استغاثة.
حاولت الطائرة الهبوط اضطراريا على المدرج رقم 19 في حوالي الساعة 9 صباحًا ولكنها تحطمت بعد ثلاث دقائق، في الساعة 9:03 صباحًا، أثناء محاولتها الهبوط على البطن بدون عجلات هبوط عاملة.
الهبوط على البطن، والمعروف أيضًا باسم الهبوط مع رفع العجلات، هو مناورة طارئة تهبط فيها الطائرة على جانبها السفلي أو بطنها، بدون عجلات هبوطها ممتدة بالكامل.
وبحسب السلطات، فإن الطائرة التي تحطمت كانت غير قادرة على التباطؤ بشكل كامل، فاصطدمت بسياج محيط المطار بسرعة، مما أدى إلى تدميرها واندلاع حريق على الفور. وقيل إن طيار الطائرة المحطمة كان يعمل في شركة طيران جيجو منذ آذار (مارس) 2019، وكان لديه أكثر من 6820 ساعة طيران. وقيل إن مساعد الطيار طار لأكثر من 1650 ساعة وتولى المنصب في شباط (فبراير) 2023.
تم نشر أكثر من 1560 فردًا من أفراد الطوارئ، بما في ذلك 490 رجل إطفاء و450 مسؤولًا من الشرطة و340 فردًا من العسكريين، في موقع الحادث. وتمت السيطرة على الحريق في غضون 43 دقيقة، وبدأت جهود الإنقاذ من مؤخرة الطائرة، حيث تم إنقاذ الناجين.
أشارت التحقيقات الأولية إلى أن اصطدام طائر بالطائرة هو السبب المحتمل لخلل في عجلات الهبوط.
رئيس شركة جيجو للطيران يعتذر
أعرب رئيس شركة جيجو للطيران كيم إي باي عن تعاطفه واعتذاره للركاب الذين فقدوا أرواحهم وأسرهم المكلومة في أعقاب الحادث المأساوي، وتعهد بالتعاون الكامل مع الحكومة للكشف عن سبب الحادث.
وأضاف كيم، الذي يتحمل المسؤولية بصفته الرئيس التنفيذي الأعلى لشركة الطيران، "بغض النظر عن السبب، أشعر بمسؤوليتي العميقة كرئيس تنفيذي. ستبذل شركة جيجو للطيران كل ما في وسعها لتسريع جهود التعافي وتقديم الدعم الكامل لأسر الضحايا".
وقال كيم إن سبب الحادث لا يزال غير واضح، وأكد أن شركة الطيران تنتظر نتائج التحقيق الرسمية من السلطات الحكومية. وأضاف: "في هذه المرحلة، من الصعب تحديد سبب الحادث، وعلينا انتظار النتائج الرسمية من الوكالات الحكومية ذات الصلة".
وأشار ممثل شركة طيران جيجو أيضًا إلى أن الطائرة المنكوبة، وهي من طراز بوينج 737-800 عمرها 15 عامًا، لم يسبق لها أي حوادث. وقال الممثل إن شركة الطيران تعمل على تحديد السبب الدقيق للحادث وتوضيح الظروف المحيطة به.
موان منطقة كوارث خاصة
في هذه الأثناء، أعلن الرئيس الكوري بالوكالة تشوي سانج موك، الذي يشغل أيضًا منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد والمالية، أن موان منطقة كوارث خاصة.
وأكد تشوي خطورة الموقف، مشيرا إلى الخسائر الفادحة في الأرواح والحاجة الملحة إلى سرعة رد الفعل، وقال: "لقد قامت الحكومة بتفعيل المقر المركزي لمكافحة الكوارث والسلامة وسوف تنشر كل الموارد اللازمة. وسوف نعلن رسميا منطقة موان كمنطقة كوارث خاصة لضمان جهود الإغاثة والتعافي الفعالة".
إن تحديد منطقة كوارث خاصة، على النحو المنصوص عليه في قانون الإطار الخاص بإدارة الكوارث والسلامة، يسمح بتعزيز الدعم الإداري والمالي والطبي في المناطق المتضررة. ويشمل ذلك الإغاثة الطارئة، وخطط التعافي من الكوارث، والمساعدات المالية للضحايا وأسرهم.
وبموجب هذا التعيين، ستقوم فرق التحقيق المشتركة التي تضم وكالات إدارة الكوارث بإجراء تقييمات ووضع خطة للتعافي تتناسب مع شدة الكارثة. وتهدف هذه التدابير إلى تسريع الإغاثة الفورية وإعادة التأهيل على المدى الطويل للأفراد والمجتمعات المتضررة.
وظلت السلطات تركز على عمليات الانتشال وتحديد هوية الضحايا بينما تستمر التحقيقات في سبب المأساة. وتم نشر نحو 720 مسؤولا، بما في ذلك أفراد من المطار ورجال الإطفاء والشرطة والجيش وخفر السواحل، في مكان الحادث.
خطوط ساخنة والعثور على الصندوقين الأسودين
تم إنشاء خطوط ساخنة لأفراد الأسرة للاستفسار عن الأشخاص الذين يعتقد أنهم كانوا على متن الطائرة.
وقد عثر على الصندوقين الأسودين للطائرة وفق ما أعلن مسؤول حكومي الأحد، وقال نائب وزير النقل جو جونغ-وان في مؤتمر صحافي "بالنسبة إلى الصندوقين الأسودين، عثر على مسجل الصوت في قمرة القيادة ومسجل بيانات الرحلة".
