لاهاي: انقسمت ردود الفعل على القرار الأولي الذي أصدرته محكمة العدل الدولية الجمعة في قضية اتهام إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة، على غرار المواقف من الحرب الدائرة في القطاع الفلسطيني.
وطلبت أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة الجمعة من إسرائيل أن تبذل كل ما في وسعها لمنع ارتكاب أعمال إبادة جماعية في قطاع غزة.
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الذي أسفر عن مقتل 1140 شخصًا، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسميّة إسرائيلية.
وخُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصًا لا يزال 132 منهم محتجزين في قطاع غزة، بحسب السلطات الإسرائيلية. ويرجح أنّ 28 على الأقل لقوا حتفهم.
وردّاً على الهجوم، تعهّدت إسرائيل القضاء على الحركة، وتنفّذ منذ ذلك الحين حملة قصف مدمّر أتبعت بعمليات برية منذ 27 كانون الأول (أكتوبر)، ما أسفر عن سقوط أكثر من 26 ألف قتيل معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
"كاذبة" و"فاضحة"
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "ليست تهمة الإبادة الموجهة ضد إسرائيل كاذبة فحسب، بل إنها فاضحة وعلى من يحترمون أنفسهم في كل مكان أن يرفضوها".
"لا أساس لها"
قال متحدث باسم الخارجية الأميركية بعد صدور القرار "ما زلنا نعتقد أن مزاعم الإبادة الجماعية لا أساس لها من الصحة ونشير إلى أن المحكمة لم تتوصل إلى قرار بشأن الإبادة الجماعية أو تدعو إلى وقف إطلاق النار في حكمها".
لا دولة فوق القانون
قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن "القرار المصيري لمحكمة العدل الدولية يذكر العالم أن لا دولة فوق القانون وأن العدل يسري على الجميع ويضع حداً لثقافة الإجرام والإفلات من العقاب لإسرائيل والتي تمثلت بعقود من الاحتلال والتطهير العرقي والاضطهاد والفصل العنصري".
"انتصار حاسم لسيادة القانون"
وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا في خطاب متلفز "اليوم، تقف إسرائيل أمام المجتمع الدولي، وجرائمها ضد الفلسطينيين مكشوفة في وضح النهار ... نتوقع من إسرائيل، التي تريد أن تكون ديموقراطية ودولة قانون، أن تمتثل للقرارات الصادرة".
وقالت وزارة الخارجية في جنوب أفريقيا التي رفعت القضية ضد إسرائيل، إن "اليوم يمثل انتصارًا حاسما لسيادة القانون الدولي وعلامة بارزة في البحث عن العدالة للشعب الفلسطيني".
"عزل إسرائيل"
اعتبرت حركة حماس الفلسطينية أن قرار محكمة العدل الدولية يعد تطورا مهما يسهم في عزل إسرائيل وفضح جرائمها".
"الدفاع عن السلام"
قال رئيس الوزراء الاشتراكي الإسباني بيدرو سانشيز "نرحب بقرار محكمة العدل الدولية ونطلب من الأطراف تنفيذ الاجراءات المؤقتة التي صدرت عنها".
وأضاف "سنواصل الدفاع عن السلام وإنهاء الحرب والإفراج عن الرهائن والوصول إلى المساعدات الإنسانية وإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل حيث يتعايش البلدان بسلام وأمن".
"نأمل أن تنتهي الهجمات"
قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان "اعتبر قرار الأمر القضائي المؤقت الذي اتخذته محكمة العدل الدولية بشأن الهجمات اللاإنسانية في غزة قرارا قيما وأرحب به".
وأضاف "نأمل أن تنتهي هجمات إسرائيل على النساء والأطفال والمسنين".
"ملزمة"
أكد الاتحاد الأوروبي أن قرارات "محكمة العدل الدولية ملزمة للأطراف وعليها الالتزام بها. ويتوقع الاتحاد الأوروبي تنفيذها الكامل والفوري والفعّال".
"إثبات النية"
قالت فرنسا الجمعة إن قرار محكمة العدل الدولية بشأن غزة "يعزز تصميمها" على العمل من أجل وقف إطلاق النار، وأضافت أن جريمة الإبادة الجماعية، التي تتهم بعض الدول إسرائيل بارتكابها، تتطلب "إثبات النية".
"ضرورة التنفيذ"
رحبت الخارجية الأردنية بقرار المحكمة مؤكدة "ضرورة تنفيذ هذه الإجراءات التدبيرية بشكلٍ فوري لوقف قتل الأبرياء في غزة وتدمير كل مقومات الحياة فيه".