إيلاف من بغداد: جاءت مقابلة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الحصرية مع وكالة رويترز للانباء لتدل على عزم الحكومة العراقية بإنهاء وجود قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة في العراق، لكن بضوابط وبدون تسرّع يؤدي إلى فوضى أو إلى مزيد من تصعيد التوتر في العراق والمنطقة.
وكان واضحًا رئيس الحكومة حين قال إن بغداد تريد خروجا سريعا ومنظما عن طريق التفاوض وليس الطرد المخلّ بالاتفاقيات الموقعة مع الولايات المتحدة، فضلا عن مراعاته للتهديدات الأمنيةداخليًا وإقليميا.
وأضاف: هناك حاجة لإعادة تنظيم هذه العلاقة حتى لا تكون هدفًا أو مبررًا لأي طرف سواء كان داخليًا أو خارجيًا للعبث بالاستقرار في العراق والمنطقة.
السوداني يتابع المشاريع الانمائية ميدانيًا
تشكيك
ورغم تأكيد السوداني في اكثر من مناسبة على ان دور هذه القوات يقتصر على التدريب وتقديم المشورة لقوات الأمن العراقية، مشددًا على أن القرار حول مدتة هذه المهمة وطبيعتها يعود للعراقيين وحدهم، لا يزال البعض يسعى لتصوير تصريحاته على أنها تسويقًا داخليًا، ولا يأخذها على محمل الجد. حتى ان موقع Politico نقل عن مصادر لم يسمها ان السوداني بعث لمسؤولين أميركيين سرّا يطلعهم برغبته في التفاوض على بقاء القوات الأميركية في العراق.
واعتمد هذا الموقع في هذا الخبر على برقية ادعى انه اطلع عليها، لكن، فاته أنه سبق ونشر خبرًا يفيد بأن مجلس الأمن القومي الأميركي والخارجيةالأميركية لم يردا على الموقع في هذا الصدد أساسا.
وكان السوداني قد قال: "إننا بصدد تحديد موعد بدء الحوار من خلال اللجنة الثنائية التي شُكلت لتحديد ترتيبات انتهاء هذا الوجود(قوات التحالف)، وهو التزام لن تتراجع عنه الحكومة، ولن تفرط بكل ما من شأنه استكمال السيادة الوطنية على أرض وسماء ومياه العراق".(محمد شياع السوداني_ رئيس وزراء العراق)
اللجنة الثنائية
وحينما أعلن السوداني انه يعتزم تشكيل لجنة ثنائية لبحث مستقبل التحالف في العراق كان كلامه متسقا مع ما قاله في مقابلة رويترز، وإلا على ماذا ستجتمع هذه اللجنة ان لم يكن التفاوض؟
يُذكر أن السوداني قال في يناير(كانون الثاني) الماضي ان العراق بحاجة لتدريب ومشورة القوات الأميركية في حربه ضد الإرهاب، وهو نفسه من صرّح في أغسطس الماضي بان العراق لم يعد بحاجة إلى قوات اجنبية، ثم أعلن مؤخرًا البدء في التفاوض عبر لجنة عسكرية على توقيت خروج قوات التحالف الغربية بقيادة واشنطن. وبالتالي هو يعلم عبر متابعته المستمرة والتقارير التي يتلقاها من القادة الأمنيين ما إذا كانت المهمة التدريبية لهذه القوات قد انتهت أم ان العراق مازال بحاجة اليها.
ولا بد من التذكير، أنه بعد انتهاء مسار التفاوض بين اللجنتين العراقية والاميركية، لابد للبرلمان العراقي ان يقر ما اتفقت عليه الحكومة. ففي نهاية الأمر يبقى العراق دولة مؤسسات ولا يدار برسائل سرية كما يدعون.
حرب غزة
منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على غزة حذّر السوداني من اتساع رقعة الصراع والدخول في دوامة عنف إقليمي.
ومازال السوداني يسعى لنصرة القضية الفلسطينية عبر الحوار، علما أن العراق أرسل مساعدات غذائية وطبية فضلا عن ناقلة الوقود التي وصلت بالفعل إلى ميناء السويس لتسليمها لأهالي غزة عبر معبر رفح.
وخلال الشهور الثلاثة الماضية اجتمع السوداني واجرى مكالمات هاتفية مع جميع اللاعبين الإقليميين والدوليين لوقف الحرب والدخول في مفاوضات فورية تعطي الفلسطينيين حقوقهم المشروعة في دولة مستقلة.
وامر بحماية المنشآت الأجنبية، وتعهد بملاحقة "الخارجين عن القانون"، الذين يسعون لإظهار العراق على انه دولة لا تملك سيادتها. كما حذّر من مغبة شنّ اعتداءات أجنبية على الأراضي العراقية، وأدان الضربات الأميركية داخل البلاد.