: آخر تحديث
حماس: الفيتو الأميركي "مشاركة مباشرة" في "المجازر"

إسرائيل تواصل هجومها على غزة غداة فشل الدعوة لوقف إطلاق النار

29
24
30

قطاع غزة (الاراضي الفلسطينية): واصلت إسرائيل حربها ضد حركة حماس في قطاع غزة السبت، غداة استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضدّ قرار غير مسبوق في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى "وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية".

ودانت حركة حماس "بشدّة" السبت استخدام واشنطن الفيتو، واصفة الخطوة الأميركية بـ"موقف لا أخلاقي ولا إنساني... ومشاركة مباشرة" في "المجازر"، حسبما جاء على لسان عضو المكتب السياسي للحركة عزّت الرشق.

وفي غضون ذلك، أدّت غارة إسرائيلية على مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة إلى مقتل ستة أشخاص، بينما قُتل خمسة آخرون في هجوم منفصل في رفح، حسبما أفادت وزارة الصحة التابعة لحماس السبت.

وقد أسفرت عمليات القصف الإسرائيلي عن مقتل 17487 شخصاً، أكثر من ثلثيهم من النساء والأطفال، وفق آخر حصيلة صادرة عن وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الجمعة.

واندلعت الحرب في أعقاب هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أسفر عن مقتل 1200 شخص معظمهم من المدنيين، وفقاً لللسلطات الإسرائيلية. واقتادت الحركة حوالى 240 شخصاً رهائن، لا يزال 138 منهم محتجزين لديها.

ورداً على ذلك، تعهّدت إسرائيل "القضاء" على حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ العام 2007، والتي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل بأنها منظمة "إرهابية".

ووفق الأمم المتحدة، دُمّرت أكثر من نصف المنازل أو تضرّرت في الحرب على القطاع، حيث فرّ 1,9 مليون شخص من منازلهم، أو ما يشكّل 85 في المئة من السكان.

وقال محمود أبو ريان النازح من بيت لاهيا (شمال)، "الجو بارد جداً والخمية صغيرة جداً. ليس لدي سوى الملابس التي أرتديها. وما زلت لا أعرف ما هي الخطوة التالية".

"فشل أخلاقي"
سرعان ما دانت المنظمات الإنسانية الفيتو الأميركي في مجلس الأمن الدولي الجمعة.

واعتبرت منظمة أطباء بلا حدود أنّ عدم تحرّك مجلس الأمن الدولي يجعله "شريكاً في المجزرة" في قطاع غزة.

من جهته، انتقد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية "إخفاق مجلس الأمن في تمرير مشروع قرار لوقف العدوان على شعبنا في قطاع غزة بسبب استخدام الولايات المتحدة حق النقض" الذي وصفه بـ"وصمة عار" و"رخصة جديدة لدولة الاحتلال لمواصلة التقتيل والتدمير والتهجير".

واعتبر أنّ استخدام الفيتو يكشف "أكذوبة" الولايات المتحدة عندما تتحدث عن "الحرص على أرواح المدنيين".

وفي الأمم المتحدة، برّر نائب المندوبة الأميركية روبرت وود الجمعة استخدام واشنطن الفيتو، مؤكداً عدم تأييد واشنطن لـ"قرار يدعو إلى وقف غير دائم لإطلاق النار، من شأنه ببساطة أن يزرع بذور الحرب المقبلة".

وندّد وود بـ"الفشل الأخلاقي" المتمثّل في غياب هجمات حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، من نصّ الإدانة.

على الجانب الإسرائيلي، قال وزير الخارجية إيلي كوهن إنّ وقف إطلاق النار "سيمنع انهيار منظمة حماس الإرهابية، التي ترتكب جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية، وسيسمح لها بمواصلة حكم قطاع غزة".

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن الجمعة ضرب "أكثر من 450 هدفاً" في غزة خلال 24 ساعة، كما عرض لقطات لضربات نفّذتها سفن حربية في البحر الأبيض المتوسط.

وجاء ذلك فيما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس مقتل 40 شخصاً قرب مدينة غزة في شمال القطاع، ومقتل العشرات في جباليا وخان يونس الواقعتين في الجنوب.

سياق إنساني مروّع
وبعد شهرين على بدء الحرب وعمليات القصف الإسرائيلية، صرّح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة، أنّ "كلّ هذا يحدث في سياق إنساني مروّع"، مشيراً إلى أنّ "الناس يائسون وخائفون وغاضبون".

واتجه جزء كبير من السكان الذين شرّدتهم الحرب، والبالغ عددهم 1,9 مليون نسمة، إلى جنوب القطاع، لتتحوّل مدينة رفح الحدودية مع مصر إلى مخيّم ضخم للاجئين.

ومع تزايد عدد القتلى من العاملين في المجال الطبي والإنساني، طالب الجمعة مشروع قرار قدمته إلى منظمة الصحة العالمية 17 دولة عضو وفلسطين ذات الوضع الخاص، إسرائيل بالاحترام الكامل لالتزاماتها بحماية هذه الطواقم في قطاع غزة.

ودعا مشروع القرار إسرائيل إلى "احترام وحماية" العاملين في المجال الطبي والإنساني المكلّفين حصرياً بالمهام الطبية، وكذلك المستشفيات والمرافق الطبية الأخرى.

ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإنّ 14 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة، كانت لا تزال تعمل بالإمكانات المتوفّرة الخميس.

بدوره، أكد البيت الأبيض الجمعة، في مواجهة العدد المتزايد للضحايا، أنّه يجب على إسرائيل أن تبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي "ندرك جميعاً أنه يمكن القيام بالمزيد لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين. وسنواصل العمل مع نظرائنا الإسرائيليين لتحقيق ذلك".

في هذه الأثناء، ارتفع عدد القتلى في الضفة الغربية المحتلّة، حيث قتلت القوات الإسرائيلية ستة فلسطينيين الجمعة، وفقاً لوزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية.

وأعلنت إسرائيل مقتل 91 جندياً في غزة، مشيرة إلى أنّ جنديين آخرين أصيبا خلال محاولة فاشلة لتحرير رهائن خلال الليل. كما أكدت أنّ "العديد من الإرهابيين" قُتلوا خلال العملية.

من جهتها، أعلنت حماس مقتل أحد الرهائن خلال هذه العملية. ونشرت مقطع فيديو يظهر ما قالت إنها جثة المحتجز. ولم تتمكن فرانس برس من التأكد من صحة مقطع الفيديو بشكل مستقل.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم اكتشاف أجزاء صواريخ وقاذفات وأسلحة أخرى تابعة لحماس، بالإضافة إلى نفق يبلغ طوله كيلومتراً واحداً، في جامعة الأزهر في مدينة غزة، ونصح السكان بالتوجه غرباً.

هجوم على السفارة الأميركية
في سياق متصل، أدى هجوم على السفارة الأميركية في العراق الجمعة إلى تزايد المخاوف من نشوب صراع إقليمي أوسع نطاقاً.

واستهدف وابل من الصواريخ السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء المحصّنة في بغداد.

ويُضاف هذا الهجوم إلى العشرات من الضربات الصاروخية والغارات بطائرات من دون طيار شنّتها مؤخراً جماعات موالية لإيران ضدّ القوات الأميركية أو ضدّ قوات التحالف في العراق وسوريا.

وقُتل ثلاثة مقاتلين من حزب الله وسوري الجمعة في غارة إسرائيلية بطائرة بدون طيار على سيارتهم في جنوب سوريا، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار