إيلاف من لندن: فيما ارتفع عدد ضحايا حريق حفل الزفاف بقضاء الحمدانية العراقي الشمالي الى 107 قتلى، فقد أعلنت اللجنة التحقيقية المكلفة بأسباب الحريق الأحد عن نتائج تحقيقاتها مؤكدة أن الحادث عرضي سببته الألعاب النارية.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك لوزير الداخلية عبد الأمير الشمري مع رئيس اللجنة التحقيقية اللواء سعد فالح كسار الدليمي ومستشار الوزير للشؤون الفنية والمكلف بالإشراف والمتابعة لعمل اللجنة الفريق كاظم بوهان العكيلي، فقد أشار الدليمي الى أن قاعة الأعراس التي شهدت الحادث البحث تتسع الى 500 شخص فقط فيما تجاوز عدد الحاضرين 900 شخصاً موضحاً أنه قد تم إجلاء أكثر من 600 شخص فيما بلغ عدد الوفيات 107 وعدد الجرحى 82 آخرين لحد الآن.
وبينت أن القاعة مشيّدة على هيكل حديدي وجدرانها من الأسمنت ومسقّفة بمواد قابلة للإشتعال ومزينة بالقش البلاستيكي المصنع إضافة الى أن واجهة القاعة مغطاة بمادة سريعة الاشتعال.
الحريق غير متعمد وسببه الإهمال
وأكدت أن حادث الحريق كان عرضياً وغير متعمد وناتج عن الإهمال وعن استخدام الألعاب النارية التي كانت السبب الرئيسي للحريق.
وأضافت اللجنة أن "القاعة كانت مزينة بكميات كبيرة من الديكورات فضلاً عن أن مواد تغليف القاعة غير مطابقة للمواصفات حيث كانت غالبية المواد قابلة للاشتعال، إضافة الى عدم وجود مخارج للطوارئ والاستخدام المفرط للألعاب النارية.
وأوصت اللجنة باعتبار ضحايا هذه الفاجعة شهداء ومعالجة المصابين داخل العراق وخارجه البلاد.. مؤكدة أن القاعة تحتوي على مخزن يحتوي على كميات كبيرة من الكحول.
وشددت اللجنة على أن "القائمين على الألعاب النارية داخل القاعة يتحملون المسؤولية".. لافتة الى أن "قطع التيار الكهربائي في القاعة سبب بحالة ذرع كبير حيث لاتحتوي القاعة على أبواب خروج متعددة.
هرب مع تسجيلات الكاميرات
ومن جانبه قال وزير الداخلية عبد الأمير الشمري خلال المؤتمر الصحافي أن "صاحب القاعة سحب جهاز مراقبة الكاميرات وهرب إلى أربيل حيث تم القبض عليه وأظهار التسجيلات.
وأضاف، أن سقف القاعة يحتوي على مواد سريعة الاشتعال، كما أن الكحول المنتشرة في القاعة و(الكاربت) المستخدم بفرش أرضية القاعة أدى إلى حدوث هذا الحريق المفجع.
وأضاف أن "اللجنة توصي بإعفاء مدير بلدية الحمدانية بسبب التقصير مع إحالته للقضاء وإعفاء مدير شعبة التصنيف السياحي في نينوى وأحالته للقضاء وإعفاء مدير كهرباء الحمدانية بعد تقصيره وأحالته للقضاء وإعفاء مدير قسم الإطفاء في نينوى ومدير الدفاع المدني وتشكيل مجلس تحقيقي.
ارتفاع عدد الضحايا
وفيما ارتفع عدد ضحايا الحريق الى 107 أشخاص، فقد أرسلت الحكومة العراقية دفعتين من مصابي الحريق لتلقي العلاج في تركيا فيما لا تزال هناك 42 جثّة في دائرة الطب العدلي لم يتم التعرف على هوياتها.
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد توعد الخميس الماضي بأقصى العقوبات للمقصرين في حريق حفل الزفاف وحمّل خلال زيارته المصابين بالحادث مديري الوحدات الإدارية مسؤولية متابعة المخالفين لشروط سلامة المرافق العامة.
واستجابة لحادثة حريق الحمدانية ارسلت منظمة الصحة العالمية إمدادات طبية عاجلة لدعم جهود السلطات الصحية الوطنية في المحافظة حيث تم تخصيص إمدادات طبية عاجلة تضمنت حقائب طبية ومستلزمات علاجية شاملة لضمان توفر الموارد الأساسية الكافية في مستشفى الحمدانية العام ومستشفى الجمهوري ومركز الموصل التخصصي للحروق والجراحة التجميلية. وأعلنت السلطات العراقية الحداد ثلاثة أيام في جميع أنحاء العراق حزناً على الضحايا الذين سقطوا في حادث حريق الحمدانية في منطقة سهل نينوى الشمالي.
يشار الى أنه غالباً ما لا يتمّ الالتزام بتعليمات السلامة في العراق لا سيّما في قطاعي البناء والنقل كما أنّ البنى التحتية في هذا البلد متداعية نتيجة عقود من النزاعات ما يؤدّي مراراً إلى اندلاع حرائق وكوارث مميتة أخرى.
وفي نيسان/أبريل عام 2021، قضى أكثر من 80 شخصاً جراء حريق في مستشفى لمرضى كورونا في بغداد نجم عن انفجار أسطوانات أكسجين. وبعد ذلك ببضعة أشهر في تمّوز/يوليو من العام نفسه قتل 64 شخصاً جرّاء حريق في مستشفى بالناصرية في جنوب العراق اندلع في جناح لمرضى كورونا أيضاً.