: آخر تحديث

الدياسبورا الروسية والحرب في أوكرانيا

16
16
18

في بداية غزوها لأوكرانيا في شهر فبراير-شباط من العام الماضي، سعت السلطات الروسية لكسب تأييد الروس الذين يقيمون في البلدان الغربية، خصوصًا في ألمانيا حيث يعيش حوالي ثلاثة ملايين ونصف المليون من الروس. 

وبعد مرور بضعة أيام على الغزو الروسي، تجمّع مئات من المهاجرين الروس في مختلف المدن الألمانية الكبيرة، وراحوا يلوّحون بالأعلام الروسية تعبيرا عن مساندتهم للغزو. إلاّ أن المعارضين لهم من أبناء بلدهم، سرعان ما تصدوا لهم لمنع مثل التظاهرات، منظمين تظاهرات أخرى تستنكر الغزو المذكور. 

وعلى وسائل الاتصال الاجتماعي تعددت ردود الفعل المناهضة لنظام بوتين، منتقدة بحدة "سياسته الاستبدادية والتوسعية"، وأكاذيبه التي تروّجها وسائل الاعلام الرسمية التي لا تختلف عن وسائل الاعلام في العهد الشيوعي. 

ويقول ميخائيل روبين، وهو من روسيا البيضاء، متزوج من أوكرانيا، ويقيم في مدينة فرانكفورت، بإن التظاهرات المساندة لبوتين تضاءلت، بل تكاد تنعدم تمامًا لأن المجتمع المدني الألماني لم يصمت. كما أن القضاء الألماني تحرّك بقوة واضعًا خطوطًا حمراء لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال.

وبين الروس المقيمين في ألمانيا، يوجد روس من جذور ألمانية كان أجدادهم الأوائل قد هاجروا إلى روسيا في القرن الثامن عشر. وفي عهد ستالين، تم قمعهم، لذا عاد منهم الكثيرون إلى بلدهم الأصلي خصوصًا بعد انهيار جدار برلين عام 1989. 
وبين هؤلاء يهود أيضًا غادروا روسيا بعد انهيار ما كان يسمى بالاتحاد السوفياتي، وأوكرانيون، ومواطنون من روسيا البيضاء. 
وجميع هؤلاء يتكلمون اللغة الروسية. لكن التقارير المستندة إلى عمليات سبر الآراء التي أجريت مؤخرًا في ألمانيا، تشير إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا أحدث شروخًا عميقة داخل الدياسبورا الروسية. 

وتقول هذه التقارير إن 40 بالمئة يُحمّلون مسؤولية الغزو لموسكو، وأن 27 بالمئة يعتبرون أن كييف وموسكو تشتركان في ما حدث. وهناك44 بالمائة يرون أنه يتوجّب على ألمانيا تكثيف وتمتين علاقاتها السياسية والاقتصادية مع روسيا بوتين. 

وهناك تقرير آخر يشير إلى أن أغلب الروس المقيمون في ألمانيا يحرصون على أن يتكلم أبناؤهم اللغة الروسية حتى لا تنقطع الصلة الروحية بينهم وبين بلدهم الأصلي. وتقول ماريا شاستاكوف التي تقيم مع عائلتها في ألمانيا منذ عام1990  وتتكلم مع أبنائها وأحفادها اللغة الروسية بإنها "تحمل روسيا في قلبها دائما". 
أما الحرب فلا تعنيها لكنها تدعو ألمانيا إلى التوقف عن إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، داعية الطرفين المتنازعين، أي موسكو وكييف إلى الجلوس إلى مائدة المفاوضات.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار