: آخر تحديث

الرئيس الصيني شي جيبينغ والتحكم في الجيش

19
21
18

في شهر سبتمبر-أيلول من العام الماضي، راجت اشاعات على وسائل التواصل الاجتماعي تزعم أن الجيش الصيني انقلب على النظام، وأنه تمّ إيقاف الرئيس شي جيبينغ. وكان لتلك الاشاعات وقْع كبير إذ أنها راجت قبل أسابيع قليلة من انعقاد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الذي سيختتم أشغاله بإعادة انتخاب شي جيبينغ على رأس الدولة للمرة الثالثة. وهو أمر غير مسبوق منذ عهد الزعيم ماوتسي تونغ. إلاّ أن الظهور العلني لشي جيبينغ في السابع والعشرين من الشهر المذكور، وانتخابه مجددا أمينا عاما للحزب الشيوعي الصيني، أبطل مفعول تلك الاشاعات التي لم تعلق عليها وسائل الاعلام الرسمية.

وفي عددها الصادر يوم الاثنين الموافق للسادس والعشرين من شهر حزيران-يونيو من العام الحالي، أشارت صحيفة "لوبينيون " الفرنسية إلى أنه يمكننا أن ننتقد الكثير من عيوب الرئيس الصيني إلاّ انه يتوجب علينا الإقرار بقدرته الفائقة على الاستفادة من دروس التاريخ، خصوصا تلك المتعلقة بتاريخ بلاده، وأيضا تلك المتصلة بتاريخ الجار الروسي.

فالنسبة للنظام الصيني ما حدث في موسكو يوم السبت الموافق للثالث والعشرين من شهر حزيران-يونيو من العام الحالي، والمتمثل في تمرد ميلشيات فاغنر ضد بوتين هو في الحقيقة تواصل للنظام المافيوزي الذي أطاح بما كان يسمى بالاتحاد السوفياتي في أواخر الثمانينات من القرن الماضي. وبعد أن انتخب على رأس الحزب الشيوعي الصيني في عام2012 ، طلب شي جيبينغ من كوادر الحزب اعداد تقرير مُفصّل عن الأسباب التي أدّت إلى الانهيار المدوي لما كان يسمى بالاتحاد السوفياتي.

وكان الفساد الذي كان ينخر المؤسسات السوفياتية أحد أسباب ذلك الانهيار. وكان شي جيبينغ يرى أن المؤسسات الصينية ليست في أمن من آفة الفساد. وكان جيش التحرير الوطني الصيني الذي هو ذراع الحزب الشيوعي، من بين تلك المؤسسات حيث كانت التقارير الرسمية تقول بإن نسبة الفساد التي تنخره بلغت99 بالمائة. لذلك أطلق شي جيبينغ حملة تطهيرية واسعة لتنظيف جيش التحرير الوطني من عناصره الفاسدة.

وكانت الحصيلة إيقاف ومحاكمة جنرالات وضباط كبار. وخلال المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني الذي انعقد في خريف العام الماضي، تمّ التأكيد في التقرير النهائي على ضرورة التحكم في جيش التحرير الوطني أيديولوجيا حتى يكون ذراعًا حقيقيا للحزب الشيوعي.

بالإضافة إلى ذلك تمّ تجهيز هذا الجيش بأحدث الأسلحة لكي يكون قادرا على حماية البلاد من المخاطر الداخلية والخارجية، ومنافسًا حقيقيا للجيش الأميركي.

وفي عام2022 قام شي جيبينغ بتعيين وانغ كزياوهونغ، وهو أحد المقربين منه، على رأس وزارة الأمن العام. غير أن كل هذا لا يعني أن الرئيس الصيني يشعر بالأمان. لذلك هو يراقب بدقة كل الأحداث التي تجدّ في روسيا خصوصا بعد غزو أوكرانيا. وحتى ولو أنه أعلن في أكثر من مرة عن "صداقته المطلقة" لفلاديمير بوتين، فإنه يعلم جيدا أن روسيا تعاني من فساد وخبث المافيات التي تتحكم في مؤسساتها. 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار