: آخر تحديث
مهيئة الأرضية للحلفاء لإظهار وحدة صفّهم عشية قمة فيلنيوس

تركيا تتخلى عن اعتراضها على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي

20
20
24

فيلنيوس: وافقت تركيا الإثنين على السماح بانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، مهيئة الأرضية للحلفاء لإظهار وحدة صفّهم في قمّة تتمحور حول توفير الدعم لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي.

وكانت عرقلة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مصادقة بلاده على بروتوكول انضمام السويد إلى الحلف قد خيّمت على التحضيرات لقمة الثلاثاء، إلا أن السويد وتركيا توصّلتا إلى تسوية للخلافات بينهما في ربع الساعة الأخير.

وعقب محادثات في فيلنيوس مع إردوغان ورئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ "يسرني أن أعلن أن الرئيس إردوغان وافق على عرض بروتوكول انضمام السويد" على البرلمان "في أسرع وقت ممكن وعلى العمل مع المجلس لضمان المصادقة" عليه، مضيفا "إنه يوم تاريخي".

وتابع ستولتنبرغ إن "استكمال انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي خطوة تاريخية تفيد أمن كل الحلفاء في حلف شمال الأطلسي في هذه الأوقات الحرجة، وتجعلنا جميعا أكثر قوة وأمنا".

الموافقة التركية
ورحّب رئيس وزراء السويد بالموافقة التركية، واصفا موقف أنقرة المستجد بأنه "يوم جيّد للسويد" و"خطوة كبيرة جداً".

وقال كريسترسون خلال مؤتمر صحافي "نخطو خطوة كبيرة نحو المصادقة رسميا على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي. إنه يوم جيّد للسويد"، معربا عن "سعادته الكبيرة" بالاتفاق.

ويتعين أن يصادق البرلمان التركي على بروتوكول انضمام السويد، لكن إردوغان تعهّد الدفع باتّجاه المصادقة عليه.

كذلك يتعيّن أن يصادق برلمان المجر على الطلب، علماً بأن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان تعهّد بألا تكون بلاده آخر من يصادق على البروتوكول موحياً بأن الخطوة ستتم قريباً.

ورحّب الرئيس الأميركي جو بايدن الذي وصل الاثنين إلى فيلنيوس للمشاركة في قمة حلف شمال الأطلسي، بموافقة تركيا.

وأكد بايدن في بيان "أنا مستعد للعمل مع الرئيس إردوغان وتركيا لتعزيز الدفاع وقوة الردع في المنطقة الأوروبية-الأطلسية" مشيراً إلى أنه "يتطلع" إلى انضمام السويد لتصبح الدولة الثانية والثلاثين في الحلف.

بيان ثلاثي
قبل الإعلان الصادر الإثنين كانت تركيا تعرقل انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي وتتّهم ستوكهولم بإيواء نشطاء أكراد تعتبرهم أنقرة إرهابيين.

وكان إردوغان قال في وقت سابق الإثنين إنه سيدعم عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي إذا أعاد الاتّحاد الأوروبي إطلاق مفاوضات انضمام بلاده للتكتّل القاري.

لكن البيان الصادر إثر محادثات ثلاثية أشار إلى أن تركيا والسويد ستعملان بشكل وثيق "لتنسيق مكافحة الإرهاب" وتعزيز الروابط التجارية الثنائية.

وجاء في البيان أن "السويد ستدعم جهود تنشيط عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك تحديث الاتحاد الجمركي بين الاتحاد الأوروبي وتركيا وتحرير التأشيرات".

وتم التوصل للاتفاق بعدما علّق إردوغان محادثاته مع ستولتنبرغ وكريسترسون لعقد اجتماع جانبي مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.

وأشاد ميشال في تغريدة "بالاجتماع الجيد"، مضيفا أنهما "تباحثا في الفرص المستقبلية لإعادة التعاون بين الاتحاد الأوروبي وتركيا إلى الواجهة وإعادة تنشيط علاقاتنا".

مرشح رسمي
تحظى تركيا بوضع مرشح رسمي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ عام 2005، وهي تطمح للعضوية منذ فترة طويلة قبل ذلك، لكن المحادثات متوقفة منذ أعوام.

لكن تصريحات الإثنين تشير إلى إمكان مضي أنقرة وبروكسل قدما في تعزيز التجارة وتحديث اتفاقياتهما الجمركية وتخفيف القيود المفروضة على منح التأشيرات بسبب توقف مفاوضات الانضمام.

قدمت تركيا ملف ترشحها للمجموعة الاقتصادية الأوروبية، سلف الاتحاد الأوروبي، في 1987. ونالت وضع دولة مرشحة للانضمام للاتحاد في 1999 وأطلقت رسميا مفاوضات العضوية مع التكتل في 2005.

وتوقفت المفاوضات في 2016 على خلفية مخاوف أوروبية بشأن انتهاكات لحقوق الإنسان في تركيا.

والإثنين شدّد المستشار الألماني أولاف شولتس الاثنين على عدم وجود رابط بين انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي وانضمام تركيا إلى الاتحاد الاوروبي.

في مؤتمر صحافي في برلين قال شولتس "السويد مستوفية كل متطلبات العضوية في حلف شمال الأطلسي".

وتابع شولتس "يجب عدم اعتبارهما موضوعين مرتبطين"، معتبراً أنّه "لا شيء يمنع انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي".

بدورها رحّبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في تغريدة بما اعتبرته "أنباء جيدة".

انضمام أوكرانيا إلى التكتل
من جهته رحّبت أوكرانيا بخطوة إلى الأمام في نضالها من أجل الاستحصال على ضمانات بإمكان انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي ونيلها عضوية كاملة فيه بعد انتصارها على روسيا في الحرب.

وقال مسؤول غربي في تصريح لوكالة فرانس برس إن الحلفاء سيسقطون شرط استكمال كييف "خطة عمل العضوية" التي تنص على إصلاحات عسكرية يتعيّن اتّباعها.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن هذه التسوية التي حذّرت موسكو من عواقب خطيرة لها على الأمن الأوروبي، ستختصر مسار نيل كيف العضوية في التكتل.

ورحّب كوليبا في تغريدة بهذه الخطوة باعتبارها "قراراً منتظراً منذ فترة طويلة أدّى إلى إبطاء طريقنا نحو حلف الأطلسي".

وتابع "إنه أيضا أفضل توقيت لإضفاء وضوح على دعوة أوكرانيا لكي تصبح عضوا".

وفي مداخلة عبر الفيديو على تلغرام قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن "أوكرانيا تستحق أن تكون في التحالف. ليس الآن، لأن هناك حرب دائرة، لكننا نحتاج إلى مؤشر واضح، وهذا المؤشر نحتاج إليه في الحال".

قادة الحلف منقسمون بشأن تحديد مسار واضح لانضمام أوكرانيا إلى التكتل في قمة فيلنيوس.

ففي حين يدفع أعضاء في الحلف باتّجاه إعطاء تعهّد واضح لكييف بشان موعد انضمامها إلى التكتل، لا تبدي الولايات المتحدة وألمانيا حماسة كبيرة للذهاب أبعد من تعهّد سابق بأن تصبح أوكرانيا عضوا من دون تحديد أي موعد لذلك.

في الأثناء أعلنت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار الإثنين أن القوات الأوكرانية حرّرت مرتفعات رئيسية حول مدينة باخموت بشرق البلد.

وأشارت إلى أنّ هذا التقدمّ يسمح للقوات الأوكرانية منذ أيام عدّة السيطرة على "مداخل ومخارج وتحركات العدو في المدينة".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار