القدس: بعد أربع سنوات من التجاذبات السياسية، يقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتانياهو الخميس حكومته الجديدة للبرلمان.
وتثير الحكومة اليمينية التي تشكلت بعد انتخابات خامسة خلال أربع سنوات، مخاوف تصعيد عسكري جديد في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967 خاصة وأن العام الجاري 2022 شهد أسوأ أعمال عنف بين الجانبين الإسرائيلي الفلسطيني منذ ما يقرب 20 عاما.
في ما يأتي أبرز المحطات خلال أربع سنوات من الأزمة السياسية.
في تشرين الثاني/نوفمبر 2018، وبعد استقالة وزير الدفاع آنذاك أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتينو" القومي (5 نواب) المعارض للهدنة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، لم تعد حكومة بنيامين نتانياهو تتمتع بالأغلبية، بفارق صوت واحد.
بعد شهر، تمّ حلّ البرلمان والدعوة لإجراء انتخابات.
في انتخابات التاسع من نيسان/أبريل 2019، حصل كل من حزب الليكود اليميني بزعامة نتانياهو والتحالف الوسطي أزرق أبيض بزعامة رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس على 35 مقعدا.
في 17 نيسان/أبريل، كلّف الرئيس رؤوفين ريفلين نتانياهو المدعوم من أحزاب يمينية أصغر، تشكيل حكومة.
في نهاية أيار/مايو، وفي مواجهة عجز نتانياهو عن تشكيل ائتلاف، وافق الكنيست على إجراء انتخابات جديدة بعد أن فضّل نتانياهو البقاء في السلطة والدعوة إلى اقتراع جديد بدلا من تكليف شخصية سياسية أخرى مهمة تشكيل الحكومة.
في 17 أيلول/سبتمبر 2019، حقق حزبا الليكود وأزرق أبيض مجددا نتائج متقاربة في الانتخابات، 32 مقعدا للأول مقابل 33 للثاني.
كُلف نتانياهو مهمة تشكيل حكومة، واقترح على غانتس "حكومة وحدة"، لكن غانتس رفض. ولم يكن بوسع أي منهما الحصول على الأغلبية المطلوبة.
بعد فشل نتانياهو، كلّف ريفلين في 20 تشرين الأول/أكتوبر غانتس القيام بالمهمة، لكنه فشل في ذلك بعد شهر.
في 21 تشرين الثاني/نوفمبر، وجّه المدعي العام أفيخاي ماندلبليت اتهامات إلى نتانياهو بالفساد والاحتيال وخيانة الأمانة في ثلاث قضايا منفصلة.
في 11 كانون الأول/ديسمبر، صوت النوّاب على حلّ البرلمان والدعوة إلى انتخابات جديدة، مع انتهاء مهلة تشكيل الحكومة.
في انتخابات الثاني من آذار/مارس 2020، تقدم الليكود بثلاثة مقاعد على تحالف أزرق أبيض الوسطي إذ حصد 36 مقعدا.
ورغم ذلك، في 16 آذار/مارس، كلّف الرئيس الإسرائيلي غانتس تشكيل حكومة لأنه حصل على دعم أحزاب أخرى.
في 20 نيسان/أبريل، مع تفشي وباء كوفيد-19 وفرض الإغلاق وفي ظل أزمة اقتصادية، أعلن نتانياهو وغانتس حكومة وحدة طارئة لمواجهة الجائحة.
ونصّ الاتفاق بينهما على استمرار هذه الحكومة ثلاث سنوات يتقاسم الرجلان خلالها السلطة، على أن يسلّم نتانياهو منصب رئيس الوزراء إلى غانتس بعد 18 شهرا.
في 7 أيار/مايو، أقرّت المحكمة العليا الإسرائيلية اتفاق الائتلاف الذي أيّده النواب في 17 من الشهر ذاته.
لكن بعد فشل البرلمان في إقرار ميزانية العام 2021، حُل الكنيست في 23 كانون الأول/ديسمبر 2020، وتمّت الدعوة إلى انتخابات جديدة في آذار/مارس.
في 23 آذار/مارس 2021، عاد الإسرائيليون إلى مراكز الاقتراع في رابع انتخابات خلال عامين.
وتصدّر الليكود النتائج بحصوله على 30 مقعدا تلاه حزب "يش عتيد" برئاسة زعيم المعارضة يائير لبيد الوسطي مع 17 مقعدا.
في السادس من نيسان/أبريل، كُلّف نتانياهو تشكيل فريق حكومي جديد وأعطي مهلة حتى الرابع من أيار/مايو، لكنه فشل في مهمته، ما دفع ريفلين إلى الطلب من لبيد محاولة تشكيل الحكومة.
شكّل لبيد ائتلافا متعددا أيديولوجيا من ثمانية أحزاب بينها حزب عربي مستقل الأمر الذي اعتبر سابقة، وجمعت الإطاحة بنتانياهو تلك الأحزاب.
ونص الاتفاق على تولي الزعيم اليميني المتشدد نفتالي بينيت رئاسة الحكومة لعامين ثبل أن يسلم المنصب للبيد الذي شغل في هذه الفترة حقيبة الخارجية.
وأطيح بنتانياهو بعد 15 عاما في السلطة.
في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر، أقرّ الكنيست ميزانية عام 2021، وكانت الأولى منذ ثلاث سنوات، وتمّ في اليوم التالي اعتماد ميزانية العام 2022 وكان ذلك إنجازا مهما للائتلاف.
بعد أقل من عام على الائتلاف الحكومي لكن ما لبثت بوادر الانهيار أن لاحت في الأفق.
ففي السادس من نيسان/أبريل 2022، خسر تحالف بينيت الأغلبية بعد انسحاب أحد أعضاء حزب رئيس الوزراء وانضمامه إلى معسكر نتانياهو.
في السادس من حزيران/يونيو، واجه التحالف عثرة جديدة بسبب قانون يسمح بتطبيق القوانين الإسرائيلية على أكثر من 475 ألف مستوطن إسرائيلي يعيشون في الضفة الغربية المحتلة.
وتمكنّت المعارضة من الحصول على أغلبية الأصوات ضد مشروع القانون، ما تسبّب بتجدد التوتر داخل الائتلاف.
في 20 حزيران/يونيو، أعلن بينيت ولبيد عزمهما تقديم مشروع قانون لحلّ البرلمان، وهو ما تم في 30 حزيران/يونيو، وتقرّر إجراء انتخابات جديدة في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر.
حصل نتانياهو وكتلته اليمينية على أغلبية واضحة في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا، وتصدروا المشهد مع 64 مقعدا مقابل 51 لكتلة لبيد الوسطية.
في 13 تشرين الثاني/نوفمبر، حصل نتانياهو على تفويض تشكيل الحكومة ونجح في ذلك في 21 كانون الأول/ديسمبر وقبل دقائق من انتهاء المهلة.
يعرض نتانياهو في 29 كانون الأول/ديسمبر حكومته الجديدة أمام البرلمان ويتوقع محللون أن تكون الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.