سيول: أعلنت سيول أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخا بالستيا عابرا للقارات الخميس لكنها رجحت أن تكون هذه العملية باءت بالفشل، وسط وابل قياسي من الصواريخ التي أطلقتها بيونغ يانغ في الساعات ال24 الأخيرة، فيما دعت واشنطن كل الدول إلى تعزيز العقوبات على بيونغ يانغ.
ودفعت عمليات الإطلاق كوريا الجنوبية والولايات المتحدة إلى تمديد المناورات الجوية المشتركة بين البلدين والتي تعد الأكبر من نوعها على خلفية "الاستفزازات الأخيرة" الكورية الشمالية.
وأفاد سلاح الجو في بيان صدر بعد ساعات على إطلاق بيونغ يانغ ثلاثة صواريخ أن "القوى الجوية المشتركة اتفقت على تمديد مناورات العاصفة اليقظة التي انطلقت في 31 تشرين الأول/أكتوبر نظرا لاستفزازات الشمال الأخيرة".
وفي أجزاء من شمال اليابان، صدرت أوامر للسكان بالاحتماء خلال عمليات إطلاق كوريا الشمالية صواريخ تضمنت صاروخين قصيرَي المدى.
غير أن الجيش الكوري الجنوبي أعلن أن "عملية إطلاق كوريا الشمالية صاروخا عابرا للقارات يُفترض أنها انتهت الى الفشل".
من جهتها، دانت الولايات المتحدة إطلاق الصاروخ البالستي العابر للقارات رغم فشل العملية.
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن هذه العملية التي أعقبت إطلاق سيل من الصواريخ على اختلاف أنواعها في اليوم السابق تمثل "انتهاكا واضحا" لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تحظر إطلاق صواريخ بالستية عابرة للقارات.
وأكدت واشنطن أيضا المعلومات التي قدمها الجيش الكوري الجنوبي الذي قال في وقت سابق إنه رصد إطلاق صاروخ بالستي بعيد المدى قرابة الساعة 07,40 (22,40 ت غ الأربعاء) في منطقة سونان في بيونغ يانغ.
وأوضحت هيئة الأركان المشتركة في سيول أن "عملية إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ عابر للقارات يُفترض أنها انتهت إلى الفشل"، مضيفة أن "التقديرات تشير الى أن الإخفاق حصل في المرحلة الثانية من عملية انفصال" الصاروخ.
وأضافت في بيان أن مدى "الصاروخ البالستي البعيد المدى يبلغ نحو 760 كيلومترا ويصل إلى ارتفاع 1920 كيلومترا بسرعة 15 ماخ".
كما رصد الجيش ما "يُعتقد أنهما صاروخان بالستيان قصيرا المدى أطلقا قرابة الساعة 08,39 من كايتشون في مقاطعة بيونغان في جنوب البلاد".
وأشارت في بيانها إلى أن الجيش الكوري الجنوبي "سيبقى في وضعية تأهب قصوى فيما يتعاون بشكل وثيق مع الولايات المتحدة ويعزز عمليات المراقبة واليقظة".
أطلقت بيونغ يانغ أكثر من 20 صاروخا الأربعاء، من بينها صاروخ سقط قرب المياه الإقليمية لكوريا الجنوبية.
وعبر صاروخ بالستي قصير المدى خط الحد الشمالي الذي يشكّل الحدود البحرية بين البلدين الأربعاء، ما دفع بالرئيس يون سوك يول إلى وصفه بأنه "اجتياح أرضي بحكم الواقع".
ويأتي إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية بينما تنظم سيول وواشنطن أكبر تدريب عسكري جوي مشترك في تاريخهما باسم "العاصفة اليقظة" (Vigilant Storm) التي تشارك فيها مئات الطائرات الحربية من الجيشين.
ووصفت بيونغ يانغ هذه التدريبات بأنها "استفزازية وعدائية" وحذّرت من أنه في حال استمرارها، "ستواجه الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية عندها وضعا رهيبا وستدفعان أفظع ثمن في التاريخ".
من جانبه، أعلن وزير الدفاع الياباني ياسوكازو هامادا أن صاروخا أطلقته كوريا الشمالية الخميس لم يحلق فوق اليابان رغم التحذيرات التي صدرت لسكان بعض المناطق بالاحتماء.
وتم تفعيل نظام الإنذار الياباني "جاي-أليرت" في البلاد في وقت مبكر الخميس لتحذير السكان في مناطق مياغي ونيغاتا وياماغاتا الشمالية بضرورة الاحتماء أو ملازمة منازلهم، مع قطع قنوات التلفزيون لبرامجها وبث الأخبار.
وقال مكتب رئيس الوزراء في البداية إن صاروخا حلّق فوق اليابان قرابة الساعة 07,48 (22,48 ت غ الأربعاء)، لكن وزير الدفاع صرّح في وقت لاحق أن التحذير صدر عن طريق الخطأ.
وقال هامادا "تم الكشف عن الصاروخ باعتبار أنه من المحتمل أن يحلق فوق الأرخبيل الياباني، لذلك جرى إصدار التحذير".
وتحذر واشنطن وسيول بشكل متكرر من أن بيونغ يانغ قد تجري تجربة نووية جديدة ستكون السابعة في تاريخها.
وقال تشاد أوكارول من موقع "إن كيه نيوز" المتخصص في سيول على تويتر "ستكون تجارب أسلحة نووية تكتيكية محتملة جدا هي التالية. وقد تجرى في وقت قريبا جدا".
ويوافقه الرأي آهن تشان-إيل، الباحث المتخصص في الدراسات الكورية الشمالية.
وقال لوكالة فرانس برس "إنها الأحداث التي تسبق احتفال كوريا الشمالية قبل تجربتها النووية المقبلة".
وأضاف "كما يبدو أنها سلسلة من الاختبارات العملية لنشرها أسلحة نووية تكتيكية".
وعدّلت كوريا الشمالية قوانينها في أيلول/سبتمبر للسماح بتنفيذ ضربات نووية استباقية، مع إعلان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أن وضع البلاد كقوة نووية "لا رجعة فيه"، ما أدى إلى إنهاء المفاوضات بشأن برامجه للأسلحة المحظورة.
في 4 تشرين الأول/أكتوبر، أطلقت كوريا الشمالية صاروخا حلّق فوق اليابان أدى أيضا إلى تحذيرات للسكان بالاحتماء. وقالت بيونغ يانغ في وقت لاحق إنه نوع جديد من "الصواريخ البالستية أرض-أرض متوسطة المدى".
وكانت تلك المرة الأولى التي تطلق فيها كوريا الشمالية صاروخا فوق اليابان منذ العام 2017.
وأعلنت بيونغ يانغ في وقت لاحق أن عملية الإطلاق وسلسلة من التجارب الأخرى التي نفذت في الوقت نفسه كانت "تدريبات نووية تكتيكية" تحاكي إغراق كوريا الجنوبية بصواريخ ذات رؤوس نووية.