قال رئيس شركة الطاقة النووية الأوكرانية، بيترو كوتين، إن القوات الروسية، التي تحتل محطة زابوريجيا للطاقة النووية، حوّلت الموقع إلى قاعدة عسكرية لشن هجمات على مواقع أوكرانية.
وأضاف كوتين لبي بي سي إن التهديد الذي يواجه المحطة "هائل"، لكنه في نطاق آمن.
وعلى مدى أيام تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشن هجمات على الموقع، الذي يعد أكبر محطة نووية في أوروبا، الأمر الذي أثار مخاوف من وقوع حادثة كبيرة.
وظل الموقع تحت الاحتلال الروسي منذ أوائل مارس/آذار، على الرغم من أن فنيين أوكرانيين ما زالوا يعملون فيه.
واتهمت أوكرانيا القوات الروسية، في عطلة نهاية الأسبوع، بشن هجوم على الموقع الذي يعود إلى الحقبة السوفيتية، وقالت إن عاملين اثنين نُقلا إلى المستشفى بعد إصابتهما بشظايا، وإن ثلاثة أجهزة استشعار للإشعاع تضررت.
وقال كوتين، الذي يرأس الشركة الوطنية لتوليد الطاقة النووية في أوكرانيا "إنيرهوأتوم"، إن 500 جندي روسي كانوا في المحطة، وأنهم وضعوا قاذفات صواريخ في المنطقة، وهي مزاعم لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل.
وأضاف: "(القوات الروسية) تستخدمها (محطة الطاقة) كدرع ضد القوات الأوكرانية، لأنه لا أحد من أوكرانيا سيفعل شيئا".
وقال كوتين: "القوات المسلحة الأوكرانية تعلم أنهم أوكرانيون وهذه محطة أوكرانية فضلا عن وجود مواطنين أوكرانيين (هناك)، لذلك لن نقتل شعبنا وموظفينا ونلحق الضرر ببنيتنا التحتية".
وأضاف أن العاملين في المحطة يعملون تحت ضغط وفي خطر، وقُبض على بعضهم وضُربوا وعُذبوا.
وقال إن روسيا تخطط من أجل فصل المحطة عن الشبكة الأوكرانية وإلحاقها في النهاية بالنظام الروسي.
وقال أولكسندر سايوك، رئيس بلدية نيكوبول، التي تقع على الضفة الأخرى لنهر دنيبرو، لبي بي سي الأسبوع الماضي إن مدينته تتعرض لقصف روسي "كل ليلة تقريبا"، وإن القوات تشن هجمات على المحطة النووية.
ودفعت التوترات الراهنة إلى تزايد طلب السماح لمفتشين دوليين بزيارة الموقع.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: "شن أي هجوم على محطة نووية هو انتحار"، في حين وصف الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، تصرفات روسيا بأنها "إرهاب نووي".
وقال زيلينسكي في خطابه المسائي يوم الأحد: "لا توجد دولة في العالم يمكن أن تشعر بالأمان عندما تطلق دولة إرهابية النار على محطة نووية".
بيد أن روسيا نفت الاتهامات وأنحت باللائمة على القوات الأوكرانية في الهجمات، وقالت وزارة الدفاع الروسية إن خط كهرباء عالي الجهد تضرر نتيجة القصف.
وقال معهد دراسة الحرب، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، الأسبوع الماضي إن روسيا تستخدم المحطة لإثارة مخاوف الغرب من وقوع كارثة نووية، "في مسعى على الأرجح لتقويض الإرادة الغربية فيما يتعلق بتقديم دعم عسكري" لأوكرانيا.