: آخر تحديث
زيارتها لتايوان تزيد نسبة التوتر

بين نانسي بيلوسي والصين تاريخ مضطرب

66
66
77

واشنطن: ليست المرّة الأولى التي تثير نانسي بيلوسي غضب الصين. فلدى رئيسة مجلس النواب الأميركي التي زارت الثلاثاء والأربعاء تاريخ مضطرب مع بكين.

تثير زيارة بيلوسي (82 عامًا) إلى تايوان، التي اعتبرتها بكين "خطيرة للغاية"، اضطرابات في كافة أنحاء العالم بما في ذلك في الولايات المتحدة حيث تُعتبر السيدة المعروفة بمهارتها في التكتيكات، مكروهة من جانب المحافظين.

حتى أن حزبها أبدى انزعاجه من هذه الزيارة التي لم يتمّ تأكيدها رسميًا حتى هبوط الطائرة العسكرية الأميركية التي كانت تقلّها في مطار العاصمة تايبيه مساء الثلاثاء.

عبّر البيت الأبيض عن انزعاجه من الزيارة لكنّ الناطق باسمه جون كيربي أكد أن "ما من سبب لتقوم بكين بتحويل" الزيارة "إلى أزمة أو نزاع".

تزور وفود أميركية كثيرة تايوان إلا أن رئيسة مجلس النواب هي أول مسؤولة أميركية رفيعة تزور الجزيرة منذ زيارة سلفها نيوت غينغريتش عام 1997.

تنتهج الولايات المتحدة حيال تايوان سياسة دبلوماسية تُسمّى "الغموض الاستراتيجي" تقضي بعدم الاعتراف إلا بحكومة صينية واحدة هي حكومة بكين، مع مواصلة تقديم دعم أساسي لتايبيه. غير أن واشنطن تمتنع عن القول ما إذا كانت ستُدافع أم لا عسكريًا عن الجزيرة في حال حصول اجتياح صيني.

تؤكد بيلوسي في مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" أن هدف زيارتها إلى الجزيرة هو أن "تكون إلى جانب تايوان (...) حيث الديموقراطية مهدّدة".

سبق أن أثارت بيلوسي التي تنتقد الصين بشراسة غضب بكين عام 1991، عندما زارت ساحة تيانانمن بعد عامين من قمع التظاهرات المؤيّدة للديموقراطية.

وتوجّهت بيلوسي إلى الساحة آنذاك برفقة عضوين في البرلمان، بدون الحصول على إذن ورفعت لافتة سوداء تكريمًا للمتظاهرين الذين قُتلوا جراء القمع، كُتب عليها بالأبيض "إلى الذين قُتلوا من أجل الديموقراطية في الصين"، ما أثار صدمة السلطات الصينية.

وتُظهر المشاهد التي التُقطت آنذاك عناصر من الشرطة مذهولين يتدخلون. وطبعت الصورة الأذهان.

وأقامت صداقة مع دالاي لاما الذي زارته في دارمسالا في شمال الهند عام 2008 والتقت أيضًا رئيس أساقفة شنغهاي. وقالت آنذاك "إذا لم يندّد الذين يحبّون الحرية بقمع الصين في بلدهم وفي التيبت، سنخسر إذًا كل السلطة المعنوية للدفاع عن حقوق الإنسان أينما كان في العالم".

ووصفت أيضًا المتظاهرين المؤيدين للديموقراطية في هونغ كونغ بـ"الأبطال" وندّدت بشدة بالقمع الذي يتعرض له أفراد أقلية الأويغور في الصين.

ورئيسة مجلس النواب منتخبة عن مقاطعة سان فرانسيسكو حيث تعيش جالية صينية كبيرة وهي نائبة في الكونغرس منذ العام 1987 وتعرف تجل خبايا وأسرار السلطة. كما أنها في المرتبة الثانية في الترتيب البروتوكولي لخلافة الرئيس الأميركي بعد نائبة الرئيس.

وكانت النائبة عن ولاية كاليفورنيا التي تُعتبر معتدلة في الحزب الديموقراطي، أول امرأة تتولى في تاريخ بلدها رئاسة مجلس النواب من 2007 إلى 2010. وثمّ شغلت المنصب نفسه عام 2019 (حتى اليوم) وأصبحت بحكم الأمر الواقع زعيمة المعارضة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

سيحفظ التاريخ قيام بيلوسي عام 2020 بتمزيق خطاب عن وضع الأمة كان ترامب قد ألقاه أمام الكونغرس. هي شخصية مكروهة من جانب المحافظين الذين يعتبرونها "متعجرفة" ويندّدون بمستوى معيشتها العالي إذ إنها زوجة رجل أعمال مليونير.

وُلدت نانسي داليساندرو وهي أمّ لخمسة أبناء، في 26 آذار/مارس 1940 في بالتيمور في عائلة إيطالية أميركية كاثوليكية. صعدت مراتب الحزب الديموقراطي وانتُخبت نائبة للمرة الأولى عندما كان عمرها 47 عامًا.

وقالت ذات يومًا لمجلة Elle، "لا أشعر أنني مكروهة بالضرورة. أشعر أنني أحظى بالاحترام. لم أكن لأتعرّض لانتقادات لو لم أكن مؤثرة".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار