اسطنبول: تنوي تركيا شن عملية ضد الأكراد في شمال سوريا، في فصل جديد في نزاع يتكرر منذ أربعة عقود، في خضم نقاش حول انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي.
أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان أنه يستعد لشن هجوم جديد في شمال سوريا سيتم "دراسة تفاصيله غدا الخميس خلال اجتماع مجلس الأمن القومي" الذي يشارك فيه مسؤولون عسكريون وعن أجهزة الاستخبارات.
في الأثناء، أرسلت ستوكهولم وهلسنكي دبلوماسيين إلى أنقرة الأربعاء لرفع اعتراضات تركيا كعضو في الحلف لانضمامهما وتتعلق باستقبال البلدين للأكراد في المنفى.
وتنوي الرئاسة التركية تزويدهم ب"الأدلة" على أنشطة حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة وحلفاؤها الغربيون وبينهم السويد، منظمة إرهابية.
أنقرة التي شنت ثلاث عمليات في سوريا منذ عام 2016 ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي قاتلت تنظيم الدولة الاسلامية، تريد إنشاء "منطقة آمنة" بعرض 30 كلم على طول حدودها الجنوبية.
ستفصل هذه المنطقة العازلة تركيا عن الأراضي التي تقع تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية المتحالفة مع حزب العمال الكردستاني، علمًا أن وحدات حماية الشعب تلقت الدعم من الولايات المتحدة أثناء محاربتها تنظيم الدولة الإسلامية.
حذرت الولايات المتحدة تركيا الثلاثاء من شن عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا مؤكدة ان ذلك سيعرض جنودا أميركيين للخطر.
يرى سادات إرجين كاتب الافتتاحية في صحيفة "حرييت" ان شن هجوم جديد في سوريا "سيزيد الوضع تعقيدا" مع الغرب.
ينفذ الجيش التركي منذ منتصف نيسان/أبريل عملية جديدة أطلق عليها اسم "المخلب-القفل" "Claw-Lock" في شمال العراق ضد قواعد حزب العمال الكردستاني ومعسكرات التدريب في إقليم كردستان العراق.
وفقًا لتقرير صدر مؤخرًا عن مجموعة الأزمات الدولية، تستخدم تركيا منذ منتصف عام 2019 بشكل متزايد طائراتها المسيرة القتالية لضرب قواعد حزب العمال الكردستاني في الجبال شمال العراق.
ونقلت مجموعة الأزمات الدولية عن محللين أتراك قولهم ان أنقرة لديها 2000 إلى 3000 رجل في حوالى أربعين موقعًا داخل العراق "أحيانًا على مسافة 40 كلم من الحدود".
في سوريا، حيث تسيطر على ثلاثة جيوب من الشمال الشرق إلى الشمال الغرب على طول حدودها، قد يكون للجيش التركي 8000 الى 10000 رجل.
وبحسب سادات أرجين، فإن العملية المقبلة ستستهدف بشكل خاص مدينة كوباني الكردية التي اشتهرت بسبب معركة في عام 2015 التي سمحت لوحدات حماية الشعب المدعومة من التحالف الغربي، بصد جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية.
تأسس حزب العمال الكردستاني عام 1978 وينشط في شرق وجنوب شرق تركيا حيث غالبية السكان من الأكراد الأتراك (تقدر بنحو 20%) وكذلك في شمال العراق وسوريا.
منذ عام 1984، أودى النزاع بين حزب العمال الكردستاني والدولة التركية بحياة أكثر من 40 ألف شخص بينهم العديد من المدنيين.
وذكر إرجين أن تركيا وقعت اتفاقا مع الولايات المتحدة في عام 2019 يمنحها السيطرة على مناطق معينة في شمال سوريا.
وهكذا تسيطر تركيا على جزء من شمال غرب البلاد إلى حيث لجا أكثر من ثلاثة ملايين نازح سوري هربا من نظام دمشق. ويعتمد هؤلاء إلى حد كبير على المساعدات التي تنقل عبر الحدود من تركيا برعاية الأمم المتحدة. لكن روسيا حذرت من أنها لن تسمح بتجديد هذا التفويض الذي ينتهي العمل به مطلع تموز/يوليو، ما سيزيد الوضع تعقيدا.
والدليل على الترقب السائد أمام التوتر الجديد، سجلت الليرة التركية مزيدًا من التراجع الأربعاء إلى أدنى مستوى منذ كانون الأول/ديسمبر 2021 (16,30 ليرة للدولار و 17,30 ليرة تركية لليورو ظهرا).