كابول: حذّرت سلطات طالبان السبت باكستان بعد مقتل خمسة أطفال وامرأة على الأقل في شرق أفغانستان بصواريخ أطلقها الجيش الباكستاني فجرا عبر الحدود.
منذ وصول طالبان إلى السلطة العام الماضي في أفغانستان، تصاعد التوتر الحدودي بين الجارتين، وتقول باكستان إن جماعات متشددة تشن عليها هجمات من الأراضي الأفغانية.
وتنفي طالبان إيواء مسلحين باكستانيين، لكنها غاضبة أيضا من سياج تقيمه إسلام أباد على الحدود المشتركة التي يبلغ طولها 2700 كيلومتر وتعرف باسم خط ديورند، علما أنها رسمت في الحقبة الاستعمارية.
وصرح مدير الاعلام الاقليمي نجيب الله حسن عبدال لوكالة فرانس برس أن "خمسة أطفال وامرأة قتلوا وأصيب رجل بجروح في هجوم صاروخي باكستاني على منطقة شيلتون في كونار"، في إشارة إلى ولاية كونار الواقعة في شرق أفغانستان والمحاذية لباكستان.
من جانبه، قال إحسان الله المقيم في شيلتون إن الهجوم نفذته طائرات عسكرية باكستانية، وأكد حصيلة القتلى.
وأفاد مسؤول حكومي آخر أن هجوما مماثلا وقع قبل الفجر في ولاية خوست الأفغانية الحدودية. وقال شرط عدم الكشف عن هويته إن "مروحيات باكستانية قصفت أربع قرى قرب خط ديورند في إقليم خوست".
واضاف "تم استهداف منازل مدنية فقط وسقط ضحايا"، لكنه لم يدل بمزيد من التفاصيل.
ووجّهت حكومة طالبان في أفغانستان تحذيرا لإسلام أباد بعد الهجوم.
وقال المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد في رسالة صوتية وجّهها للصحافيين إن "إمارة أفغانستان الإسلامية تدين بأشد العبارات القصف والهجوم الذي استهدف أراضي أفغانستان انطلاقا من الجانب الباكستاني".
وتابع "إنه عمل وحشي ويمهّد الطريق لعداوة بين أفغانستان وباكستان... نحن نستعمل كل خياراتنا المتاحة لمنع تكرار (هجمات كهذه) ونطالب باحترام سيادتنا".
وأضاف المتحدث "على الجانب الباكستاني أن يدرك أن اندلاع حرب لا يصب في مصلحة أي طرف. هذا الأمر سيؤدي إلى انعدام الاستقرار في المنطقة".
وتعذّر الحصول على تعليق فوري من القادة العسكريين في باكستان.
كذلك سلّم وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متّقي السفير الباكستاني في كابول مذكّرة احتجاج على ما وصفه بأنه "انتهاكات عسكرية" مارستها باكستان.
وأعربت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان "يوناما" عن "قلقها البالغ" لمقتل مدنيين بغارات جوية، وأعلنت أنها بصدد التحقّق من حصيلة الخسائر.
وعرضت قناة "طلوع نيوز" التلفزيونية الخاصة الرائدة في أفغانستان لقطات لمنازل دمرت في الهجوم.
وقال رسول جان وهو من سكان خوست للقناة إن "جميع المستهدفين مدنيون أبرياء لا علاقة لهم بحركة طالبان أو الحكومة. لا نعرف من هو عدونا ولماذا تم استهدافنا".
وأظهرت صور حصلت عليها وكالة فرانس برس نزول مئات المدنيين في خوست إلى الشوارع مرددين شعارات مناهضة لباكستان في وقت لاحق السبت.
ولطالما كانت المناطق الحدودية بين البلدين معقلا لجماعات المسلحة مثل حركة طالبان باكستان التي تعمل عبر الحدود مع أفغانستان.
وحركة طالبان الأفغانية وحركة طالبان باكستان جماعتان منفصلتان في كلا البلدين، لكنهما تشتركان في الفكر.
منذ سيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان، أصبحت حركة طالبان باكستان أكثر جرأة وتشنّ هجمات منتظمة ضد القوات الباكستانية.
وقُتل ستة عسكريين باكستانيين في هجوم في شباط/فبراير نفذته حركة طالبان الباكستانية من داخل أراضي أفغانستان.
وأعلنت حركة طالبان باكستان الشهر الماضي أنها ستشن هجومًا على قوات الأمن الباكستانية ابتداءً من أول أيام شهر رمضان.
تضغط حركة طالبان باكستان على السلطات الباكستانية للسماح لمسلحيها بالعودة إلى مسقط رأسهم من دون محاسبتهم بعد أن طلبت حركة طالبان الأفغانية من المقاتلين الأجانب مغادرة البلاد.