اأنقرة: ألغيت نشاطات لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن الأحد في تركيا بسبب الحظر الذي أصدرته السلطات، فيما تحاول أنقرة ويريفان تطبيع العلاقات.
لم يكن من الممكن تنظيم تجمعين في الهواء الطلق، الأول في أنقرة والآخر في إسطنبول، وفقًا للمنظمتين غير الحكوميتين التركيتين اللتين دعتا إلى اقامتهما ومراسل لوكالة فرانس برس كان موجودًا في المكان.
الا أن احتفالين اقيما في اسطنبول في الهواء الطلق خلال عطلة نهاية الأسبوع - بعد توقف دام عامين بسبب الوباء - نظم احدهما أعضاء في "حزب الشعوب الديموقراطي" المعارض.
الإبادة الجماعية
وقالت عائشة غونايسو عضو جمعية "آي إتش دي" الحقوقية التي كانت من الناشطين الأوائل الذين ينظمون هذا الحدث، أولا في مقرات تابعة لمنظمتها غير الحكومية ثم في أماكن عامة اعتبارا من العام 2010 "تسمح الشرطة الآن بالتجمعات شرط عدم استخدام كلمة إبادة جماعية. لكننا لا نريد الخضوع لهذا الحظر".
وقال غارو بايلان، النائب عن "حزب الشعوب الديموقراطي" والمتحدر من أصول ارمينية، الذي قدم اقتراح قانون هذا الأسبوع للاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن "السياسيون الأتراك يريدون إسكاتنا. لن نفعل ذلك. سنواصل تخليد ذكرى أسلافنا".
ويتم إحياء ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن التي ارتكبتها القوات العثمانية عام 1915، في 24 نيسان/أبريل وهو التاريخ الذي بدأت فيه عمليات توقيف المثقفين الأرمن والذي يعتبر بداية الإبادة الجماعية.
وبدأ مثقفون أتراك إحياء ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن منذ العام 2005، وهو موضوع بقي محظورا لعقود في تركيا التي ترفض مصطلح إبادة جماعية وتشير إلى حرب أهلية فاقمتها مجاعة.
وشارك مئات الأتراك في إحياء هذه الذكرى على مر السنوات في مواقع رمزية مختلفة في اسطنبول، ما يشير إلى ابتعادهم عن الموقف الرسمي.
كذلك، أقيمت تجمعات ومعارض وعروض كتب ومناقشات حول هذا الموضوع في مدن أخرى من البلاد، من أنقرة إلى ديار بكر (جنوب شرق)، وتغاضت عنها السلطات رغم رفضها بشكل متواصل الاعتراف بالإبادة الجماعية.
ومع ذلك، صعّدت السلطات نبرتها منذ العام 2016 وحظرت إحياء الذكرى في ميدان تقسيم ثم في السلطان أحمد، وهما موقعان أساسيان في اسطنبول.
يعتبر الناشطون أن عملية تطبيع العلاقات بين تركيا وأرمينيا التي بدأت في كانون الثاني/يناير، لم تغير شيئا.
لم يدرج الاعتراف بالإبادة الجماعية على قائمة المناقشات بين أرمينيا وتركيا اللتين لم تربطهما مطلقا علاقات دبلوماسية رسمية واللتين أغلقت الحدود المشتركة بينهما منذ العام 1993.
ويعتبر مراقبون أن غياب هذه المسألة عن قائمة المحادثات قد يسهل تقدمها لأنه رغم تحقيق تقدم في المجتمع ورسائل التعزية التي تقدمها الرئاسة التركية منذ العام 2014 لأحفاد الأرمن الذين قتلوا عام 1915، فإن موقف أنقرة لم يتغير فعليا.
قال يتفارت دانزيكيان، رئيس تحرير صحيفة "داغوس" في اسطنبول التي تنشر باللغتين التركية والأرمنية "في السابق، كان يمكن تنظيم احتفالات 24 نيسان/أبريل بحرية أكبر، كان هناك جو آخر، أكثر ديموقراطية في البلاد. لم تعد تلك هي الحال اليوم".
وأدى الانقلاب الفاشل في تموز/يوليو 2016 ضد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى تشدد النظام تجاه المعارضين.
وشدد المسؤول الإعلامي في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون الأربعاء على أنه "لم تكن هناك إبادة جماعية على الإطلاق" مندداً بالاتهامات "الباطلة" بحق تركيا.
بدورها، وصفت صحيفة "يني أكيت" الموالية للحكومة الجمعة مشروع قانون للاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن قدمه النائب بايلان بأنه "مشين".
وكتبت الصحافية الأرمنية ألين أوزينيان من اسطنبول السبت على موقع "أرتيغيرتشيك" الإلكتروني "كل 24 نيسان/أبريل يتم تجاهل معاناة عائلتي. الإنكار يزداد قوة في تركيا في نيسان/أبريل".
امام المتظاهرين الأرمن المعارضين لزيارته إلى مونتيفيديو، عاصمة أوروغواي، السبت، رد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو بابتسامة عريضة قبل أن يرفع يده بحركة تدل على اشارة "الذئاب الرمادية"، وهي حركة قومية تركية متطرفة ارتبطت في الماضي بالعديد من الاغتيالات السياسية.