انتشرت على صفحات الإنترنت صور درامية - وفيديو موثوق - تُظهر السفينة الحربية الروسية موسكفا قبل غرقها الأسبوع الماضي.
ويتطابق الفيديو والصور مع شكل وتصميم الطراد موسكفا.
وتقول روسيا إن حريقا شب على متن السفينة تسبب في انفجار ذخيرة مما تسبب في غرقها أثناء قطرها خلال عاصفة بحرية. بينما تقول أوكرانيا إنها اصابتها بصواريخ.
لكن الصور الجديدة لا تدعم مباشرة ادعاءات أي من الجانبين - إذ لا توجد دلائل على وجود عاصفة في ذلك الوقت.
كيف غرقت سفينة روسيا الحربية المسماة موسكفا؟
ماذا يظهر الفيديو والصور؟
يُزعم أن الصور التُقطت في 14 أبريل/ نيسان، أي بعد يوم من زعم أوكرانيا أنها ضربت السفينة الحربية.
ويُظهر مقطع الفيديو الذي مدته ثلاث ثوان - والذي تم التقاطه على الأرجح من قارب إنقاذ السفينة موسكفا من مسافة مائلة بشكل كبير على جانب الأقرب للميناء عندما ترسو.
كما يظهر قارب القطر الروسي شاختر على الأغلب على يمينها.
ويمكن رؤية الدخان يتصاعد من السفينة، مع تضرر جزء من السطح الطافي على الماء من جانب السفينة بشدة.
وتظهر الثقوب أيضا في أجزاء أخرى من جانب السفينة الواقع بين القسم الغاطس وسطحها في إحدى الصور، مما يشير إلى أن كمية كبيرة من الماء قد تسربت إلى داخل السفينة الحربية.
وتبدو كذلك جميع قوارب النجاة الخاصة بالسفينة منتشرة حولها.
هل هناك مزيد من التفاصيل حول أسباب الغرق؟
قالت أوكرانيا إنها اصايت السفينة الحربية بنجاح بصاروخين من طراز نبتون الأوكراني الصنع، الأربعاء الماضي.
وقال مسؤولون أمريكيون لم وسائل إعلام أمريكية أسماءهم إنهم يصدقون الرواية الأوكرانية.
وتزعم روسيا أن موسكوفا تعرضت لأضرار بعد انفجار على متنها ثم غرقت بسبب "الأمواج العاتية".
وقد عرضت بي بي سي اللقطات على الخبير البحري، جوناثان بينثام ،من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، الذي خلص إلى أن السفينة في الصور كانت بالتأكيد طراد من فئة سلافا و "على الأرجح" موسكفا.
وقال بنثام إن الضرر المرئي الذي لحق بالطراد يتوافق مع هجوم صاروخي محتمل من نبتون، لكنه شدد على أنه لا يمكن استبعاد الأسباب الأخرى.
وقال بنثام "آثار الدخان على جانب السفينة تبدو قريبة من خط مستوى سطح المياه. وقد يشير ذلك إلى آثار صواريخ بحرية، والتي قيل إنها صواريخ نبتون".
وأشار بنثام أيضا إلى أن أبواب حظيرة الطائرات كانت مفتوحة، ويعتقد أنه إشارة إلى محاولة إخلاء سريعة لطائرة هليكوبتر.
وقال بنثام "عادة ما تغلق أبواب الحظائر كقاعدة جيدة لعزل أي شيء فيها".
- البنتاغون: السفينة الروسية "موسكفا" غرقت بعد إصابتها بصاروخين أوكرانيين
- روسيا تعلن عن أضرار بالغة في سفينة حربية بعد وقوع "حريق وانفجار"
تسريب الوقودوقال خبير آخر ، الأدميرال كريس باري، الذي تولى قيادة مدمرة تابعة للبحرية الملكية، لبي بي سي، إنه يعتقد أن الضرر نجم بالتأكيد عن ضربة صاروخية.وأضاف باري "يمكنك رؤية جانب السفينة المنفجر نحو الداخل. فإذا كان انفجارا داخليا، فسترى صفائح الفولاذ تبرز للخارج بدلاً من الداخل. لكن هذا يشير إلى اختراق وانفجار بفعل صاروخ أو صاروخين".وقال الأدميرال، الذي كان قائدا سابقا في حلف شمال الأطلسي، إن أحد التفسيرات للضرر الهائل الذي سبب تصاعد الدخان هو أن الصواريخ المخزنة على متن الطراد ثُقبت في الضربة وتسرب وقودها على طول أسطح السفينة، مما تسبب في نشوب حريق مدمر.واضاف باري: "يمكن رؤية الطوابق ملتوية تماما، ويبدو أن السفينة بأكملها قد احترقت. أعتقد أن الوقود انتشر في كل الطوابق حتى أسفل النهاية الخلفية للسفينة".
إنفجار الذخيرةوأشار خبير عسكري آخر، سيدهارث كوشال، من المعهد الملكي للخدمات المتحدة، لبي بي سي، إلى أن المنطقة الرئيسية التي تعرضت لأضرار بسبب النيران هي "مكان ذخيرة المدافع المضادة للطائرات الموجودة على متن السفينة".وألمح الدكتور كوشال إلى أن "إحدى الفرضيات العملية هي أن النيران التي اندلعت بالضربة الأولى أدت إلى انفجار ذخيرة المدافع المضادة للطائرات".
ظروف وأجواء البحر
في حين أن الظروف يمكن أن تختلف في أوقات مختلفة، لا يوجد شيء في الفيديو يدعم تأكيد الكرملين الأولي أن موسكفا غرقت بسبب الظروف الجوية القاسية.
وقبيل الغرق، أصدرت وزارة الدفاع الروسية بيانا قالت فيه "تضررت السفينة بشدة وتم إجلاء الطاقم بأكمله".
لم تتمكن بي بي سي من التحقق من هذه المزاعم.
كما لم تعترف روسيا بسقوط ضحايا. ونشرت وزارة الدفاع الروسية يوم السبت لقطات تظهر من وصفتهم بطاقم موسكفا في استعراض في مدينة سيفاستوبول الساحلية في القرم.
وقادت السفينة الحربية موسكفا، التي يبلغ عدد طاقمها من 510 بحاراً، الهجوم البحري الروسي على أوكرانيا، مما جعلها هدفا رمزيا وعسكريا مهما.
وفي وقت سابق من الصراع، اكتسبت موسكفا سمعة سيئة بعد أن دعت قوات الحدود الأوكرانية التي تدافع عن جزيرة الأفعى في البحر الأسود إلى الاستسلام ولا تُنسى رسالة الرفض التي رد بها الأكرانيون عبر الراديو والتي كانت أقرب الى الشتيمة.