القدس: وقعت صدامات جديدة الجمعة في حيّ الشيخ جرّاح بالقدس الشرقية المحتلّة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين نزلوا إلى الشارع تضامناً مع عائلات فلسطينية مهدّدة بالطرد من مساكنها في هذا الحيّ.
وبسط جمع من الفلسطينيين سجّادات على الإسفلت في أحد شوارع حيّ الشيخ جرّاح أدّوا الصلاة عليها، ثمّ انضمّ إليهم متظاهرون نزلوا إلى الشارع للتضامن مع العائلات المهدّدة بالطرد من هذا الحيّ الذي أصبح رمزاً للنضال ضدّ الاستيطان الإسرائيلي في القدس الشرقية.
وقال عبد الله غريفات (30 عاماً) لوكالة فرانس برس "واجبي كفلسطيني أن أكون هنا مع كل فلسطيني يناضل في سبيل أرضه". وسرعان ما تدخّلت الشرطة الإسرائيلية طالبة من المحتجّين إخلاء الطريق، لكنّ المتظاهرين رفضوا ذلك.
وعلى الإثر هاجمت شرطة الخيالة الحشد الصغير.
"أعمال شغب"
وشاهد صحافي في وكالة فرانس برس شخصين يقتادهما عناصر من قوات الأمن، لكنّ الشرطة قالت إنّها لم تلق القبض على أحد خلال التظاهرة التي تخلّلتها "أعمال شغب".
ودارت صدامات بين متظاهرين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية في مدينة الخليل وبلدة بيتا في الضفة الغربية المحتلة.
وفي بلدة بيتا الواقعة في شمال الضفة الغربية، أصيب مصوّر لوكالة فرانس برس برصاصة مطاط أطلقتها القوات الإسرائيلية.
من جهتها قالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" إنّ 23 فلسطينياً أصيبوا بجروح خلال المواجهات.
وكانت صدامات دارت الأحد بين متظاهرين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في حيّ الشيخ جراح بعدما زاره نائب يميني متطرّف، في زيارة أشعلت التوتّرات في الحي.
وأصيب 31 فلسطينياً بينهم طفل بجروح ونقل ستة منهم إلى المستشفى إثر تلك الاشتباكات التي استخدمت فيها الشرطة الإسرائيلية خراطيم المياه والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين، وفق الهلال الأحمر الفلسطيني.
والجمعة قام ممثّلون عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا)، يرافقهم أعضاء من منظمات غير حكومية فلسطينية، بزيارة لإحدى العائلات الفلسطينية المهددة بالطرد من منزلها في حيّ الشيخ جرّاح.
وقال أوشا في بيان إنّ "الأمم المتّحدة دعت مراراً وتكراراً إلى وقف عمليات الإخلاء والهدم في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية".
من جهته دان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة "الاعتداءات المتواصلة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على أهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، وقمعها الوحشي للمسيرة السلمية أمام الحي التي نظمها أبناء شعبنا دفاعا عن بيوتهم وحقوقهم".
وأضاف بحسب ما نقلت عنه "وفا" إنّ "كافة الاعتداءات لن تثني شعبنا عن الوصول لأهدافه بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية".
التهديد بطرد عائلات فلسطينية
وحيّ الشيخ جراح من أرقى أحياء القدس الشرقية ويضمّ معظم القنصليات ومساكن الدبلوماسيين. ويشهد هذا الحيّ توتراً منذ أشهر على خلفية التهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها فيه لصالح جمعيات استيطانية.
وفي أيار/مايو تحولت تظاهرات مؤيدة للعائلات الفلسطينية المهددة بالإخلاء من مساكنها في حي الشيخ جراح إلى مواجهات مع مستوطنين يهود والشرطة الإسرائيلية، أصيب خلالها مئات الفلسطينيين بجروح.
وفي غمرة ذلك، أطلقت حركة حماس وابلاً من الصواريخ باتجاه إسرائيل التي ردّت بعمليات قصف، ما أدّى إلى اندلاع حرب استمرت 11 يوماً بين الحركة وفصائل فلسطينية أخرى والجيش الإسرائيلي.
وأدّت تلك الحرب إلى مقتل 260 فلسطينياً بينهم 66 طفلاً في قطاع غزة، و14 شخصاً بينهم طفل وفتاة وجندي في الجانب الإسرائيلي.
وتكثف في السنوات الأخيرة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، مع مشاريع عقارية تموّلها الحكومة ومبادرات لمنظمات استيطانية لشراء منازل من فلسطينيين أو مصادرتها منهم.
ورغم أنّه غير قانوني بموجب القانون الدولي، استمر الاستيطان في الأراضي المحتلة1 في ظلّ كلّ الحكومات الإسرائيلية منذ عام 1967.
ويعيش حاليا أكثر من 300 ألف فلسطيني و210 آلاف مستوطن إسرائيلي في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل وضمتها إليها في حين يريد الفلسطينيون جعلها عاصمة لدولتهم المستقبلية. وتعتبر إسرائيل مدينة القدس بأكملها عاصمتها.