ايلاف من لندن : وصف الكاظمي قصف مطار بغداد الجمعة بانه عمل ارهابي لمجريمن فيما دعت الامم المتحدة الى ضبط التفس اوعدم السقوط في فخ الفوضى بينما تم الكشف عن ان الطائرة المصابة بالقصف هي هدية من ايران الى المالكي.
وقال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ان مطار بغداد الدولي تعرض فجر اليوم إلى عمل إرهابي جبان كشف عن إصرار المجرمين على ضرب أمن شعب العراق، والتزاماته، وإمكاناته، وتعريض مصالحه للخطر. واضاف في بيان حصلت "ايلاف" على نصه إن استهداف المطار بالصواريخ وإصابة طائرات مدنية، والإضرار بمدرج المطار يمثّل محاولة جديدة لتقويض سمعة العراق التي جهدنا في استعادتها إقليمياً ودولياً، وتعريض معايير الطيران الدولي إلى المطارات العراقية للخطر ونشر أجواء من الشكوك حول الأمن الداخلي؛ كون مطار بغداد الدولي هو إحدى واجهات البلاد، فضلاً عن تقويض جهود الخطوط الجوية العراقية في تطوير عملها والانفتاح وتحليق طائرات العراق في جميع الأجواء العالمية.
الكاظمي مطلعا الاربعاء 26 يناير 2022 على أمن الحدود العراقية خلال زيارته الى هناك هي الاولى لرئيس وزراء عراقي يتفقد المنطقه
واصاف الكاظمي "تأتي هذه العملية الإرهابية الغادرة امتداداً لسلسلة من الاستهدافات بالصواريخ أو الطائرات المسيرة للمنشآت المدنية والعسكرية التابعة للدولة العراقية، ومقار الأحزاب السياسية لتعبّر عن محاولات محمومة لكسر هيبة الدولة والقانون والنظام أمام قوى اللا دولة، وتقويض إنجازات السياسة الخارجية العراقية، والطعن بمصالح الشعب".
واشار الى "إن القوى الأمنية العراقية التي أخذت دورها كاملاً في توفير الأمن ومواجهة الإرهاب بكلّ أشكاله سيكون لها رد حاسم على هذا النوع من العمليات الخطيرة التي تقف خلفها أجندات لا تريد للعراق خيراً".
وشدد الكاظمي بالقول "إنني من موقعي كرئيس لمجلس وزراء العراق وقائد عام للقوات المسلحة أدعو كل القوى، والأحزاب، والتيارات السياسية، والفعاليات المختلفة إلى التعبير عن رفضها وإدانتها الصريحة والواضحة لهذا الهجوم الخطير، ودعم قواتنا الأمنية في عملياتها ضد مطلقي الصواريخ، وإن الصمت على هذا النوع من الاستهدافات بات المجرمون يعدّونه غطاءً سياسياً لهم".. كما دعا "الدول الصديقة للعراق إقليمياً ودولياً إلى عدم وضع قيود للسفر أو النقل الجوي من وإلى العراق، وبما يشكّل إسهاماً في ردع الإرهاب عن تحقيق غاياته".
الأمم المتحدة تدعو لضبط النفس
وقالت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) في بيان تابعته "ايلاف" انها تشعر "بقلق عميق إزاء الموجة الحالية من الهجمات التي تستهدف مكاتب الأحزاب السياسية والمساكن والشركات في العراق وآخرها الهجوم الصاروخي على مطار بغداد الدولي".
وأضافت ان "هذه الاعتداءات الدنيئة تسببت في وقوع إصابات وأضرار مادية وألحقت الأذى بالمواطنين المسالمين الذين لا يرغبون إلا في ممارسة حياتهم اليومية دون خوف من التعرض للاعتداء أو الموت".
التخريب الذي اصاب داخل الطائرة المصابة بصاروخ في قصف مطار بغداد الجمعة 28 يناير 2022
واشارت الى انه "على الرغم من إدانة هذه الاعتداءات بشدة عبر الطيف السياسي يبدو أن الجناة والجماعات المارقة التي تقف وراء هذه الهجمات القاسية تتمتع بالإفلات من العقاب وتتصرف بتهور وتعريض البلاد لعواقب وخيمة".
وشددت بعثة الامم المتحدة على انه من الضروري "أن يتجاوز جميع أصحاب المصلحة الإدانات وأن يتحدوا بسرعة لفضح من يقفون وراءها وفي نفس الوقت يجب تكثيف الحوار لإيجاد حلول لأي خلاف سياسي مرة أخرى".
وطالبت البعثة من اسمتهم "جميع أصحاب المصلحة ممارسة ضبط النفس وتجنب الوقوع في فخ خلق الفوضى وسط فترة انتقالية حرجة ولكنها حساسة".
القصف نفذته مليشيا بدر
تشير مصادر امنية الى ان الصواريخ انطلقت من منطقة يوجد فيها فوج لمليشيا مالك الاشتر التابع لمنظمة بدر بزعامة هادي العامري رئيس تحالف الفتح المظلة السياسية للمليشيات الموالية لايران بالقرب من منطقة ابو غريب شمال غرب العاصمة.
واصابت الصواريخ جزءا من مطار بغداد الدولي ومنشآته المدنية واظهرت صور على منصات التواصل الاجتماعي تابعتها "ايلاف" قاعدة متنقلة للصواريخ واضرار بسيارات مدنية ومقدمة طائرة للخطوط العراقية وقد اخترقها احد الصواريخ.
الاعلام الامني : معلومات مهمة عن الجناة
وأعلنت خلية الإعلام الأمني للقوات العراقية عن التوصل إلى خيوط مهمة عن منفذي الاستهداف الارهابي لمطار بغداد منوهة الى انه يسعى الى تقويض جهود استعادة الدور الإقليمي للعراق.
وقالت الخلية في بيان تابعته "ايلاف" أن "عصابات اللا دولة الإرهابية أقدمت على استهداف مطار بغداد الدولي فجر اليوم بستة صواريخ نوع كاتيوشا في محاولة لاستهداف مقدرات البلد".. موضحة أن "الصواريخ سقطت على مكان انتظار طائرات الخطوط الجوية العراقية ما أدى الى أضرار بطائرتين كانتا جاثمتين على المدرج".
وأضافت أن "هذا الفعل الإرهابي يسعى الى تقويض الجهد الحكومي في استعادة الدور الإقليمي للعراق وإعاقة نشاط جهود الخطوط الجوية العراقية في أن تكون بطليعة الدول في مجال النقل والملاحة الجوية ورفع تحديات عملها".
واشارت الخلية الى أنه "وفور حصول هذا العمل الإرهابي شرعت الأجهزة الأمنية والاستخبارية بإجراءاتها وعثرت على ثلاثة صواريخ داخل منصة للاطلاق في قضاء أبو غريب قرب إحدى المبازل وتمكنت مفارز المعالجة من إبطال مفعولها كما تم التوصل الى خيوط مهمة عن الجناة للقبض عليهم واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم وتقديمهم للعدالة، في حين قامت مفارز الأدلة الجنائية برفع البصمات والتحرز على المبارز الجرمية".
رئاسة الاقليم : تطور يضر بمكانة العراق
ومن جهتها اعتبرت رئاسة اقليم كردستان العراق قصف المطار بانه تطور خطير يضر بمكانة العراق.
وقالت الرئاسة في بيان اطلعت عليه "ايلاف" إن "إستمرار محاولات زعزعة الأمن والإستقرار يُعد تطوراً خطيراً يجب الحد منه".
وأضافت أن "وجود التهديد والمخاطر على أمن المطارات يضرُّ بأسم العراق ومكانته".
غضب دولي ومحلي
كما دانت السفارة التركية في بغداد الهجوم على مطار بغداد وقالت في بيان أن "مثل هذه الهجمات الإرهابية التي تستهدف استقرار العراق وأرواح المدنيين يجب أن تنتهي".
ومن جانبه أكد رئيس تحالف عراقيون عمار الحكيم ضرورة التحقيق الفوري في هذه الأعمال التي تستهدف البنى التحتية للبلد ومنشآته المدنية لمعرفة مرتكبيها والأجندات التي تقف خلفهم والتي تسعى لزعزعة أمن العراق". وطالب "الجهات الأمنية بتكثيف الجهد الإستخباري لتأمين حياة المواطنين".
أما رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي فقال "أرحموا الدولة فالدولة لا تُبنى بالادعاء والاستقواء والاقصاء وكما لا تتحقق المصالح بالشعارات فلا تتحقق بالانفلات".
ونوه إلى أن "تحكيم العقل والتضامن والحلول الوسط هو ما سيحقق آمال الشعب ويحفظ النظام والدولة".. مؤكدا أن المسؤولية مشتركة والمصير واحد وعلى مَن بيده القرار الإختيار محذرا من الفتنة.
الطائرة المصابة هدية ايران الى المالكي
وعن الطائرة المدنية التي اصاب مقدمتها صاروخ في قصف مطار بغداد فقد كشفت رابطة الطيارين العراقيين معلومات عن تاريخها منوهة الى انها هدية من الحكومة الايرانية الى رئيس الحكومة السابق رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي.
وقالت الرابطة على موقعها الالكتروني ان الطائرة التي تعرضت الى صاروخ صباح اليوم هي طائرة رئاسية عراقية خارجة عن الخدمة وتحمل تسجيلYI-APX، والتي اهدتها ايران الى رئيس الحكومة الاسبق نوري المالكي عام 2007".
طائرة مصابة بصاروخ في قصف مطار بغداد الدولي بصواريخ كاتيوشا الجمعة 28 يناير 2022
واضافت أن "هذه الطائرة تحديدا كانت تنقل رئيس الحكومة العراقية انذاك بطاقم ايراني من شركة ماهان الايرانية".. موضحة انه تم لاحقا "أرسال طيارين عراقيين للتدريب على هذه الطائرة في ايران ليتبين أنها تحتاج لصيانة مكلفة للغاية يساوي سعرها مع نقص في المعدات ناهيك عن تجاوزها العمر المقرر للطيران.
واوضحت الرابطة أن "الطائرة تعود اساسا لشركة مصر للطيران حيث دخلت الخدمة عام 1983 بتسجيل SU-GAA، ثم بيعت الى شركة يابانيةسنة 1990 Japan Air System (JAS) بتسجيل JA8369، ولاحقا هذه الشركة باعت الطائرة للخطوط اليابانية عام2004 بالتسجيل نفسه ومن ثم بيعت الى شركة ماهان الايرانية عام 2006 بتسجيل EK-30039" .
وأشارت رابطة الطيارين العراقيين الى انه "بعد تجاوز العمر المقرر للطائرة أهديت لحكومة المالكي عام 2007، تحت تسجيل YI-APX وبعدها استقرت في ساحة سكراب (خردة) الطائرات بمطار بغداد الى هذا اليوم".
حركة الطيران مستمرة
من جهتها اكدت شركة الخطوط الجوية العراقية ان القصف الصاروخي ادى الى تضرر احدى طائراتها المدنية الخارجة عن الخدمة الجائمة في محيط المطار. وقالت في بيان تابعته "ايلاف" اننا "نود ان نظمئن المسافرين ان رحلاتنا المباشرة مستمرة".
وعادة ماتقوم المليشيات العراقية الموالية لايران باستهداف قواعد عسكرية عراقية بذريعة وجود قوات اميركية فيها برغم ان القتالية من هذه القوات قد غادرالبلاد وتحول المتبقي منها الى التدريب والاستشارة.
التحالف: التصدي لعدد من الصواريخ
وأشار التحالف الدولي في بيان الى انه قد سقط ما لا يقل عن ستة صواريخ في مطار بغداد المدني صباح اليوم .
وقال أن "المليشيات الخارجة عن القانون للمرة الثانيه في هذا الشهر تهدد وتقصف مطار بغداد الدولي، الصواريخ جميعها وقعت في منطقة المدرج (و) / أو مناطق قريبة من الجانب المدني".
واكد انه قد "تم تفعيل نظام منع الصواريخ للدفاع الجوي العراقي في المطار واستطاع أن يوقف عدداً من الصواريخ".
وكان قد تم مطلع الشهر الحالي إحباط هجوم بطائرتين مسيرتين مفخختين استهدفا مطار بغداد وأسقطت منظومة الدفاع الجوي الطائرتين حيث لم يسفر الهجوم وقتها عن حدوث أضرار.
ومنذ اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية ابو مهدي المهندس في الثالث من كانون الثاني يناير عام 2020 تم استهداف عدة مصالح أميركية في العراق بصواريخ أو طائرات مسيرة أحياناً بينها محيط السفارة الأميركية في العراق وقواعد عسكرية عراقية كانت تضمّ قوات من التحالف الدولي لمناهضة داعش مثل عين الأسد في غرب البلاد أو مطار أربيل في اقليم كردستان الشمالي.