باريس: أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس إيمانويل ماكرون ألغى الجمعة زيارة كان يفترض أن يقوم بها لمالي للقاء الرئيس الانتقالي وقضاء عيد الميلاد مع القوات الفرنسية بسبب أزمة كوفيد-19.
وقال قصر الإليزيه إن "هذا القرار اتخذ حرصا على التوفيق بين الإجراءات المعلنة على المستوى الوطني وجدول الأعمال الدولي للرئيس وحرصا على عدم تعريض عسكريينا في فترة تدهور الوضع الوبائي".
جاء ذلك في ختام اجتماع لمجلس الدفاع الذي التأم لبحث فرض إجراءات جديدة في مواجهة الموجة الخامسة من انتشار المتحورة أوميكرون المعدية جدا.
أجواء من التوتر الشديد
وكانت باريس أعلنت الأربعاء أن الرئيس الفرنسي سيتوجه الاثنين الى باماكو لعقد أول لقاء مع الرئيس الانتقالي لمالي الكولونيل أسيمي غويتا، في أجواء من التوتر الشديد بين باريس والمجلس العسكري الذي أثار تباطؤه في إعادة السلطة للمدنيين وميله للاستعانة بمرتزقة روس غضب باريس.
وأكدت الرئاسة الجمعة أن تنظيم هذا اللقاء كان صعبا. أراد ماكرون ان يشارك فيه الرئيسان الحاليان للمجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا- الرئيس الغاني نانا أكوفو-آدو- ومجموعة الساحل الخمس- التشادي محمد ادريس ديبي اتنو. وهي صيغة رفضتها السلطات التشادية التي كانت ترغب في لقاء ثنائي.
في ختام محطته القصيرة في باماكو كان من المرتقب ان يحتفل الرئيس الفرنسي كما العادة بعيد الميلاد مساء الاثنين وصباح الثلاثاء في قاعدة غاو (شمال شرق) مع الجنود الفرنسيين ضمن قوة برخان المناهضة للجهاديين التي تخضع لإعادة تنظيم شاملة.
لكن الرئاسة الفرنسية أعلنت أن وجبة العيد التي حضرها طاهي قصر الاليزيه سترسل الى منطقة الساحل.
بعدما احتفل بعيد الميلاد في النيجر وتشاد وساحل العاج بين 2017 و 2019 اضطر ماكرون الى الغاء زيارة عيد الميلاد للقوات الفرنسية السنة الماضية بعدما أعلن إصابته بكوفيد في 17 كانون الأول/ديسمبر 2020.
بعد انتشار في منطقة الساحل لتسع سنوات، تعهدت فرنسا في حزيران/يونيو إعادة تنظيم قواتها العسكرية عبر ترك ثلاث من قواعدها في شمال مالي (تيساليت وكيدال وتمبكتو) لإعادة الانتشار حول غاو وميناكا عند تخوم النيجر وبوركينا فاسو.
وتنص هذه الخطة على خفض عديد القوات من 5 آلاف حاليًا إلى 2500 أو 3 آلاف بحلول عام 2023.
في السياق نفسه، قرر رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس إلغاء زيارته المقررة للاردن لمناسبة رأس السنة بهدف "تجنب جلب المتحورة أوميكرون الى قواتنا".
وكان كاستكس سيزور الاردن "لإظهار دعم الامة للعسكريين الفرنسيين في إطار عملية شامال الى جانب حلفاء فرنسا الموجودين في المنطقة". وكان مقررا أن ترافقه وزيرة الجيوش فلورانس بارلي والمتحدث باسم الحكومة غابرييل آتال.
ويشارك مئات الجنود الفرنسيين في عملية شامال المستمرة ضد الجهاديين ضمن التحالف الدولي في العراق وسوريا.