أسامة مهدي: اندلعت في العاصمة الايرانية ومدن كبرى خارجها اليوم تظاهرات احتجاج واسعة ضد سوء الاوضاع الاقتصادية تهتف بسقوط الرئيس روحاني واشتبك المتظاهرون مع قوات الامن في حين يسمع بين الحين والاخر اصوات اطلاق نار.
وتفيد معلومات حصلت عليها "إيلاف" بأن الساعات الاولى من صباح الخميس شهدت انطلاق مظاهرات واسعة في مدن ايرانية تلبية لدعوة اطلقها ناشطو الاحتجاجات حيث تحركت في مدينة شيراز مجاميع من اهالي المدينة في احتجاجت ضد سوء الاوضاع الاقتصادية والسياسية وفشلت محاولات عناصر قوى الأمن المنتشرة في الشوارع عن تفريق المظاهره نظرا لتجمع اعداد كبيرة جدا من المواطنين في الشوارع وهم يرددون "اخجل يا روحاني" و"اترك الحكم والبلاد" كما ابلغ عضو لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية موسى افشار "إيلاف".
وفي تقاطع زند لمدنية شيراز حيث قطع المحتجون وسط المدينة وهم يرددون حاليا "بالمدفع والدبابة والمفرقعات، فعلى الملالي ان يرحلوا".
وقامت مجموعات من الشباب بحرق اطارات السيارات وسط الشوارع لمنع تقدم عناصرقوات الأمن من التحرك باتجاهم في حين رفع الشباب اياديهم بعلامات النصر. وفي تقاطع زند ردد المتظاهرون "الغلاء والبطالة لا نريدها، لا نريدها"، و"الموت للدكتاتور" فيما بدأت المواجهات بينهم وبين قوات الأمن قبل قليل.
كما تظاهر الاف المواطنين وهم يرددون "الغلاء والنكبة .. الموت لروحاني.. و "الموت للغلاء واخجلوا ايها القانطون في القصور واتركو الحكم والبلاد".
وفي مدينة اصفهان قامت مجموعة من المواطنين اليوم ايضا بحرق إطارات السيارات وكذلك في الشوارع حيث غطي الدخان والنيران الاجواء .. وفي حي شاهبور الجديد استأنفت المواجهات مع قوات الأمن حيث يهاجمها المتظاهرون بالحجارة والعصي.
وفي مدينة شاهين شهر التابعة لمحافظة اصفهان خرج مئات من المواطنين بهتافات تطالب المواطنين الآخرين بالانضمام اليهم في حركتهم الاحتجاجية.
تظاهرات منظمة في طهران ايضا
وفي طهران العاصمة بدأت تتشكل المجموعة المنظمة للمظاهرة في ساحة "ونك" حيث يردد المتظاهرون شعارات ضد الغلاء، كما خرج مئات من المواطنين في مدينة اشتهارد بمحافظة البرز شمال البلاد للاحتجاج على الغلاء والبطالة.
وعقب اضرام النار في عدد من الدرجات النارية العائدة لقوات مكافحة الشعب في الدوار الاول حي كوهر دشت بمدينة كرج ( جنوب غربي طهران العاصمة) استمرت المظاهرات والمواجهات بين المواطنين المنتفضين وقوات الأمن حيث نجح المتظاهرون من اجبار قوات القمع على التراجع عدة مرات وسط هتافات " الشعب يستجدي والآغا [ خامنئي] يتصرف كإله".. و"إترك سوريا، إهتم بأحوالنا"، "لا غزة ولا لبنان، افدي روحي لإيران" في حين تسمع اطلاق العيارات النارية في الهواء من مختلف الاوجه.
ناشطات يقدن الاحتجاجات
واللافت ان مجاميع من الناشطات الشابات هن يقدن هذه المظاهرة وكذلك في عدد من ساحات المواجهة.
وفي تطور جديد فقد اقدمت السلطات على زج عناصرها المدربة في زي قوات الأمن الداخلي للهجوم علي المتظاهرين وضربهم بشدة لكن عددا من المتظاهرين الشباب استطاعوا تطويق بعض من هولاء العناصر وضرهم.
وقد انضم عدد كبير من المواطنين بصورة راجلة ومع سياراتهم بهذه المظاهرة وهم يرددون هتاف "الموت للدكتاتور".
وتأتي تظاهرات الاحتجاج هذه قبل ايام قليلة من تعرض ايران لأول دفعة من العقوبات الاقتصادية الأميركية، الأمر الذي يثير هلع الشارع الإيراني الذي خرج بالفعل في موجات احتجاجية جديدة على وقع تصاعد المخاوف من انهيار تام لاقتصاد البلاد.
وأثار ذلك المخاوف من تعرض إيران لمعاناة اقتصادية طويلة ومزيد من الاضطرابات المدنية في البلاد التي تعاني من جراء سياسة النظام القائمة على هدر الموارد الوطنية لتحقيق اهدافه الارهابية التوسعية بالإضافة إلى الفساد المستشري بين الطبقة الحاكمة.
وهبط الريال الإيراني إلى مستويات جديدة هذا الاسبوع متجاوزا 120 ألف ريال للدولارلامع تأهب الإيرانيين لإعادة الولايات المتحدة فرض أول دفعة من العقوبات الاقتصادية في السابع من الشهر الحالي.
ومنذ أيام، شهدت الأسواق الرئيسية في المدن الكبرى اعتصامات وإضرابات بالتوازي مع موجة احتجاجات، قوبلت بحملة قمع عنيف من قوات الأمن دون أن يؤدي ذلك إلى توقف المظاهرات.
ويعتزم البرلمان الإيراني عقد جلسة خاصة لاستجواب الرئيس حسن روحاني بسبب تراجع قيمة العملة وتعثر الاقتصاد ويتعين عليه الحضور في غضون شهر للإجابة على تساؤلات النواب في جلسة مفتوحة.