الرباط: شيع الآلاف من أبناء مدينة الحسيمة المغربية جنازة والد احد معتقلي الاحتجاجات ، المرتضى إعمراشا، إلى مثواه الأخير، بعدما وافته المنية مساء أمس الخميس، بعد وعكة صحية ألمت به مباشرة بعد اعتقال ابنه ومتابعته بمقتضى قانون الإرهاب أمام محكمة سلا.
وشيع جثمان الراحل في مسيرة شعبية سيرا على الأقدام من الحسيمة إلى أجدير التي تبعد عنها بحوالي 10 كيلومترات.
وكانت السلطات وافقت بشكل استثنائي، على السماح للناشط المعتقل المرتضى اعمراشا، بحضور جنازة والده بمدينة الحسيمة، بعدما خرجت دعوات مستعجلة تطالب بمنحه سراحا مؤقتا كمبادرة إنسانية في مثل هذه الحالات، حيث حل صباح اليوم بالمدينة.
وألقى إعمراشا كلمة تأبينية في حق والده بمقبرة أجدير، ذكر فيها بمواقف الراحل الذي كان من "أهل الدعوة والقرآن الكريم"، داعيا المشيعين الذين رافقوا جثمان والده إلى مثواه الأخير إلى الترحم والدعاء لوالده، كما وجه لهم الشكر والتقدير على ما قاموا به.
وبدا لافتا في الفيديوهات التي تناقلتها العديد من الصفحات على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك "، أن عائلة الناشط إعمراشا رغم حالة التأثر الشديد بوفاة أحد أفرادها، حرصت على أن تمر أجواء دفن وتشييع الراحل في ظروف عادية، دون رفع شعارات مناوئة للسلطة .
ومباشرة بعد انتشار خبر وفاة والد المرتضى إعمراشا، تداولت مواقع التواصل الإجتماعي مقطع فيديو للراحل يطالب فيه شباب الاحتجاجات، بالتشبث ب"السلمية" . واعتبر والد إعمراشا أن حملة الاعتقالات والمحاكمات "لن تحل المشكلة".
وأضاف الراحل في الفيديو ذاته أنه "حتى لو تم الافراج عن جميع المعتقلين والمسجونين، فإن ذلك لن يحل المشكلة"، مشددا على أن الحل يكمن في "تحقيق جميع المطالب الاقتصادية والاجتماعية الـ 21، التي رفعها شباب الاحتجاجات ، وفِي مقدمتها رفع العسكرة عن منطقة الريف".
في غضون ذلك ، يرتقب تنظيم مسيرة حاشدة بالحسيمة يوم عيد الفطر ، لتجديد المطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين، وتحقيق المطالب الاقتصادية والاجتماعية التي يعتبرها سكان المنطقة مشروعة وعادلة.