الدوحة: أعلن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن ال ثاني الخميس ان الدوحة تؤيد الحوار مع الدول المقاطعة لها لكنها لن تقبل باي تدخلات في سياساتها الخارجية، مؤكدا في الوقت ذاته رفض بلاده طرد مجموعات اسلامية.
وقال الوزير في مقابلة مع وكالة فرانس برس في الدوحة "لا يحق لاحد التدخل في سياساتنا الخارجية"، مضيفا "نحن بلد مستقل ولدينا سيادة ونرفض أي وصاية على قطر".
وكانت السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والبحرين ومصر قطعت الاثنين علاقاتها مع الدوحة على خلفية اتهامها بدعم الارهاب، وحذت دول أخرى حذوها. واتخذت اجراءات دبلوماسية واقتصادية بحق قطر بينها وقف الرحلات اليها واغلاق الحدود البرية بينها وبين السعودية.
ويمر قسم كبير من واردات قطر من المواد الغذائية عبر هذه الحدود البرية. وبعيد اغلاق الحدود، تشكّلت العديد من الطوابير أمام مراكز التسوق الرئيسية في العاصمة القطرية.
لكن الوزير القطري شدد على ان بلاده قادرة على الصمود "الى ما لا نهاية" في مواجهات الاجراءات ضدها، وذلك غداة إعلان مسؤولين قطريين ان مخزون قطر من السلع الغذائية الاساسية يكفي السوق القطري لاكثر من 12 شهرا، في محاولة لطمأنة السكان اثر اغلاق الحدود البرية مع السعودية.
وقال الوزير "لا نعرف لماذا اتخذوا كل هذه الاجراءات. انه عقاب جماعي ضد قطر و(...) خرق للقانون الدولي. انهم يدفعون الناس للنزوح ويفرقون بينهم"، في اشارة الى طلب الدول التي قطعت علاقاتها مع قطر من القطريين مغادرة اراضيها خلال مدة اسبوعين.
وتواجه قطر، الدولة الصغيرة التي أثبتت حضورها على الساحة الدولية بفضل ثرواتها الهائلة من الغاز والنفط، اتهامات متكررة بالتقاعس في مكافحة تمويل الإرهاب، لكنها تنفي هذه الاتهامات على الدوام.
واعتبر وزير خارجية قطر ان الاتهامات الموجهة الى بلاده "لا اساس لها من الصحة"، مضيفا "نحن نتعاون مع الحكومة الاميركية في مجال مكافحة تمويل الارهاب. بالطبع، على الجميع ان يقوموا بالمزيد في هذا الاطار".
وتابع "اذا قام مواطن بتمويل منظمة ارهابية بملغ 10 الاف دولار و20 الف دولار فهذا ليس معناه ان قطر تمول الارهاب. حصل هذا الامر للاميركيين والبريطانيين لكن هذا الامر لم يكن يعني ان بريطانيا او الولايات المتحدة كانتا تقومان بتمويل الارهاب".
"جماعة الاخوان ليست ارهابية"
في عام 2014، شهدت العلاقات القطرية الخليجية ازمة مماثلة قطعت خلالها بلدان خليجية علاقاتها مع الدوحة قبل ان تعيدها بوساطة كويتية. وتقول الرياض وابوظبي ان الدوحة لم تف بالتزامات تعهدت بها قبل ثلاث سنوات.
وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الامارات العربية المتحدة أنور قرقاش اكد في مقابلة مع فرانس برس الاربعاء ان المطلوب من قطر وقف دعم جماعة الاخوان المسلمين وايواء عناصرها، ووقف مساندة حركة حماس التي يقيم عدد كبير من قادتها في الدوحة، ووقف استخدام قناة "الجزيرة" من اجل الترويج "لاجندة متطرفة"، من دون ان يذهب الى حد المطالبة باغلاق القناة.
ورد وزير خارجية قطر على هذه المطالب بالقول ان "جماعة الاخوان المسلمين ليست مصنفة ارهابية في قطر، وليست منظمة سياسية هنا".
كما قال ان مكتب حماس في الدوحة "له هدف وهو العمل على المصالحة بين الفلسطينيين ووضع حد للانقسامات". وتابع "حماس ليست مصنفة منظمة ارهابية في الخليج. فليصنفوها هكذا اولا، ثم يطلبوا منا ان نطردها".
واشار الى ان ممثلين عن حركة طالبان الافغانية يتواجدون في الدوحة "بالتنسيق مع الاميركيين. هم هنا من اجل محادثات السلام".
ورغم الدعوات التي وجهتها دول كبرى بينها الولايات المتحدة وفرنسا للسعودية وقطر للتهدئة والحفاظ على وحدة مجلس التعاون الخليجي، تسير الازمة، وهي الاكبر في الشرق الاوسط منذ سنوات، في منحى تصاعدي منذ الاثنين.
لكن الوزير القطري اكد ان الخلاف لن يصل الى مرحلة التصعيد العسكري.
وقال "لا نرى في الحل العسكري خيارا" للازمة، مضيفا ان قطر "لم ترسل مجموعات (إضافية) من الجنود الى حدودها" مع السعودية، لكنها "ستقوم بكل ما يلزم لضمان امن شعبها".
وتستضيف قطر قاعدة العديد الاميركية الجوية التي تضم نحو 10 آلاف جندي اميركي.
واتهم وزير خارجية قطر الدول المقاطعة بشن حملة ممنهجة ضد بلاده، لكنه شدد على ان الدوحة مستعدة للحوار، موضحا "اذا كانت هناك مسائل تتعلق بامن دول الخليج فنحن مستعدون لمناقشتها. وعندما يثبتون اننا قمنا بامر خاطئ، فسنتحلى بالشجاعة اللازمة لنقول انه خطأ واننا على استعداد لنصححه".