«إيلاف» من الرباط: مازال "حراك الريف" مستمرًا بمدينة الحسيمة والمدن المجاورة لها، إذ احتشد آلاف المتظاهرين في شوارع المدينة، بعد صلاة التراويح، لليلة السادسة على التوالي، مرددين شعارات مناوئة للسلطة ومجددين مطالبتهم بإطلاق سراح جميع المعتقلين وتلبية المطالب الاجتماعية والاقتصادية للسكان .
وندد المحتجون الذين تجمعوا في شوارع وسط الحسيمة، بما سموها "الاعتقالات والاختطافات" التي تطال قادة ونشطاء الحراك الشعبي، الذي تعيش على إيقاعه المنطقة منذ حوالي سبعة أشهر، كما طالبوا الدولة بإطلاق سراح زعيم الحراك، ناصر الزفزافي، الذي جرى اعتقاله مطلع الأسبوع الجاري.
وبدت مسيرة الليلة أكثر كثافة من سابقاتها، التي نظمت منذ تواري الزفزافي عن الأنظار قبل أن يتم اعتقاله، إذ اعتبر الكثير من المراقبين أن مسيرة ليلة الخميس الجمعة، تدل على أن الحراك الشعبي بالريف (شمال المغرب) بدأ يستعيد عافيته ويرتب صفوفه محاولاً تجاوز الفراغ الذي تركه الزفزافي في الساحة بعد اعتقاله، حيث برزت الناشطة، نوال بن عيسى ، كأحد الوجوه التي تقود الحراك الشعبي لأبناء الريف في هذه المرحلة.
محتجون يرفعون صور الزفزافي |
والجدير بالذكر، أن نوال بن عيسى، كانت قد أصدرت السلطات مذكرة اعتقال بحقها اليوم الخميس، وعمدت إلى تسليم نفسها لرجال مديرية الأمن الوطني، الذين حققوا معها في وقت وجيز قبل أن يتم إخلاء سبيلها. كما شهدت المدن المجاورة للحسيمة تنظيم وقفات ومسيرات احتجاجية متفرقة أجمعت على المطالبة بضرورة إطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية مشاركتهم في الحراك الشعبي، مؤكدين عزمهم على الاستمرار في التعبير عن مطالبهم الاجتماعية والاقتصادية إلى أن تستجيب لها الدولة.
وعرفت مدينتا تطوان وطنجة (شمال البلاد) تنظيم وقفات احتجاجية مساندة لـ"حراك الريف" ومطالبه الاجتماعية والاقتصادية، التي يعتبرونها مشروعة وعادلة، غير أن التظاهر في المدينتين عرف تدخل السلطات الأمنية، التي عملت على تفريق المتظاهرين، فيما تحدث نشطاء بالمدينتين عن توظيف عناصر "بلطجية" من أجل فض الأشكال التضامنية مع "حراك الريف"، كما سجلوا حدوث مناوشات بين المتضامنين مع الريف، من جهة، ورجال الأمن ومعاونيهم في الجهة المقابلة.