«إيلاف» من مراكش: أشرف العاهل المغربي الملك محمد السادس، أمس، في مراكش، على إعطاء انطلاقة مشروع إعادة تأهيل المدار السياحي لساحة "بن يوسف" في اتجاه "جامع الفنا" مروراً عبر ساحة "بن صالح"، وكذا مشروع إعادة تأهيل ثلاثة فنادق عتيقة توجد في قلب المدينة القديمة. وتعكس هذه المشاريع، التي تشكل جزءا من برنامج "مراكش.. الحاضرة المتجددة"، الاهتمام الخاص الذي يوليه العاهل المغربي لصيانة وضمان استدامة الموروث التاريخي الوطني، وتعزيز تموقع المدينة الحمراء كوجهة سياحية لا محيد عنها في المغرب.
 |
| رصدت لها استثمارات تناهز 31 مليون درهم |
وتطمح هذه المشاريع، التي رصدت لها استثمارات تناهز 31 مليون درهم (الدولار يساوي عشرة دراهم)، إلى تحسين ظروف عيش سكان المدينة القديمة لمراكش، والنهوض بالإطار العمراني لهذه الحاضرة المتخفية، والحفاظ على إرثها التاريخي والمعماري.
ومن شأن مشروع تأهيل المدار السياحي لساحة "بن يوسف" في اتجاه "جامع الفنا" مروراً عبر ساحة "بن صالح" الذي رصد له، حسب وكالة الأنباء المغربية موازنة قدرها 27 مليون درهم، المساهمة في تثمين المواقع السياحية التي يعبرها هذا المسار وتثمين عدد من الساحات العمومية وتحسين جمالية واجهات البنايات التي يعبرها المسار. فيما يهم المشروع الثاني إعادة تأهيل ثلاثة فنادق عتيقة، باستثمار إجمالي قدره 4,14 ملايين درهم (اكثر من 400 الف دولار) ، بشكل يعود بالنفع على 125 معلماً حرفياً و300 صانع تقليدي في مهن النجارة والحياكة وصناعة الجلد والنحاس، ويعكس روح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تروم محاربة الفقر والهشاشة والإقصاء الاجتماعي.
المواقع التاريخية
كما زار العاهل المغربي عدداً من المواقع التاريخية التي خضعت للترميم ضمن الشطر الأول من مشروع التأهيل الحضري لــ"حي الملاح"( الحي اليهودي) الذي أضحى يحمل اسم "حي السلام"، وذلك في إطار الحرص على صيانة الطابع المعماري للمدينة القديمة وتثمين رأسمالها اللامادي؛ حيث شملت الزيارة عددا من الساحات العمومية وفندقين عتيقين، إلى جانب "سويقة الملاح"، وهي مواقع تاريخية يشكل ترميمها جزءا من البرنامج الشامل للتأهيل الحضري لــ"حي الملاح"، الذي رصدت له موازنة إجمالي قدرها 194 مليون درهم ( 19.4 مليون دولار) ؛ فيما يروم المشروع، في شطره الثاني، ترميم ساحتين عموميتين وفندقين عتيقين، وإنجاز أربعة تجهيزات اجتماعية للقرب مخصصة للأشخاص المسنين والنساء والشباب وأطفال الحي.
|
| رصدت لها استثمارات تناهز 31 مليون درهم |
زار العاهل المغربي عدداً من المواقع التاريخية التي خضعت للترميم
ويأتي مشروع التأهيل الحضري لـ"حي الملاح" في إطار المحافظة على المكوّن اليهودي للهوية المغربية، بشكل يعكس قيم التسامح والانفتاح التي تميز المغرب. وهو يقوم على معالجة البنايات المهددة بالانهيار وهدم البنايات الآيلة للسقوط التي يتعذر تدعيمها أو إصلاحها وإعادة تهيئة الساحات العمومية، وتأهيل الأزقة والفنادق والمحلات التجارية وإعادة بناء بعض المحلات التجارية وتجديد الأسقف الخشبية وتعزيز المدارات السياحية وتزيين الواجهات؛ كما يهدف إلى الارتقاء بجمالية المشهد الحضري وتحسين ظروف اشتغال التجار واجتثاث البنايات غير اللائقة والحفاظ على بعض المهن المهددة بالاندثار والنهوض بالمنتوجات المحلية للصناعة التقليدية وتعزيز تنظيم وهيكلة القطاع.
ويندرج البرنامج الشامل للتأهيل الحضري لـ"حي الملاح" في إطار تنفيذ المخطط التنموي "مراكش.. الحاضرة المتجددة"، الذي كان العاهل المغربي قد أعطى انطلاقته، قبل نحو سنتين، والذي يروم، على وجه الخصوص، تعزيز الجاذبية الاقتصادية للمدينة الحمراء، وتدعيم مكانتها كقطب سياحي عالمي وتحسين مؤشرات التنمية البشرية.
 |
| زار العاهل المغربي عدداً من المواقع التاريخية التي خضعت للترميم |
 |
| يأتي مشروع التأهيل الحضري لـ"حي الملاح" في إطار المحافظة على المكون اليهودي للهوية المغربية |
 |
| تعزيز الجاذبية الاقتصادية للمدينة الحمراء |