الرباط: بعد حملة ساخرة انتقدت استعمال جون كيري، وزير الخارجية الأميركي، لـ"كيس بلاستيكي"، خلال تسوقه في مراكش، على هامش زيارته للمدينة المغربية للمشاركة في مؤتمر الأطراف حول التغيّرات المناخية (كوب 22)، خرجت السفارة الأميركية بالرباط، عبر صفحتها بـ"فيسبوك"، بتوضيح، شكرت فيه "كل من لاحظ الكيس، وأعرب عن رأيه الخاص"، قبل أن تؤكد أن كيري "لم يستعمل كيساً بلاستيكياً"؛ مشددة على أنه "واعٍ جداً بحملة "زيرو ميكا"( صفر بلاستيك )، العملية الناجحة، التي أشاد بها، خلال زيارته لمراكش، للمشاركة في قمة المناخ". وزادت السفارة، في توضيحها، حيث طلبت اقتراحات جديدة وخطوات إضافية، يمكن للناس أن يقوموا بها للمساعدة في حماية البيئة. كما أرفقت توضيحها بصورة مقربة، يظهر فيها الكيس المثير للجدل، في يدي كيري، مع عبارة "زيرو ميكا"، بالعربية.
واتفق توضيح السفارة الأميركية مع تصريح لعضو بـ"جمعية الصناع التقليديين"، بمجمع الصناعة التقليدية بمراكش، كشف فيه أن وزير الخارجية الأميركي "لم يستعمل "كيساً بلاستيكياً"، خلال اقتنائه لمنتوجات من الصناعة التقليدية أثناء زيارته للمجمع".
وأضاف، في تصريح نقله موقع "كش 24"، أن "رئيس الدبلوماسية الأميركي كان يحمل "كيساً من الثوب" يستعمل كبديل لأكياس "الميكا"( البلاستيك) التي أصدرت الحكومة قراراً يقضي بمنع استعمالها".
سخرية مغربية
قبل توضيح السفارة، تفاعل المغاربة، على مدى الأيام الماضية، مع صورتين لوزير الخارجية الأميركي، تظهرانه في إحدى أسواق مراكش، حيث كان بصدد اقتناء مصنوعات تقليدية، شملت، في ما يظهر، زربية، في إحداها، وتذكارات عائلية، في الثانية. ومن بين الصورتين، تفاعل المغاربة، بشكل خاص، مع صورة تظهر الوزير الأميركي حاملاً، في يده اليسرى، كيساً بنفسجي اللون، في الوقت الذي كان يشير فيه، بسبابة يده اليمنى، إلى زربية( سجاد)، ربما، أثارت إعجابه.
وكتب، وقتها، أحد المتفاعلين مع هذه الصورة: "حقاً يا رجال؟؟ كوب 22؟؟ أي شخص سيلاحظ الكيس البلاستيكي الذي يحمله وزير الخارجية في يده. هذا ليس من العلاقات العامة في شيء. هذا مؤكد".
ولم يقف الأمر عند حدود المبحرين، في تفاعلهم مع ما ظهر لهم أنه "كيس بلاستيكي" في يد وزير الخارجية الأميركي، بل تعداه إلى عدد من وسائل الإعلام المغربية، التي كتبت عناوين مثيرة، ومن ذلك: "تزامنًا مع كوب 22 .. كيري يتبضع في مراكش حاملاً كيساً بلاستيكاً"، كما كتب موقع "فبراير كوم"؛ أو "كوب 22 .. "جون كيري" يتجول في أسواق مراكش بأكياس بلاستيكية ممنوعة!"، كما نقرأ في "اليوم 24".
مفارقة
لعل من المفارقات اللافتة، في كل هذا الجدل الذي رافق زيارة وزير الخارجية الأميركي لمراكش، أن السفارة الأميركية التي خرجت للتوضيح ونفي استعمال كيري كيساً بلاستيكياً، هي نفسها التي نشرت صور كيري في أسواق مراكش، التي أثارت كل هذا التفاعل والجدل، بل إنها أرفقت الصورتين، إلى جانب صورتين للسفير دوايت بوش، بتعليق، جاء فيه: "الجميع معجب بالصناعة التقليدية المغربية، بمن فيهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري، والسفير بوش. تعمل وزارة التجارة الأميركية ووزارة الصناعة التقليدية المغربية لمد العون للصناع التقليديين، في إطار اتفاقية التبادل الحر. إنه واحد من نتائج اتفاق التبادل الحر بين الولايات المتحدة والمغرب، الذي يعرف مزيداً من التعاون والتبادل بين البلدين".
زيرو ميكا
سبق للمغرب أن أصدر قانوناً، صار ساري المفعول في يوليو الفائت "يقضي بمنع صنع الأكياس من مادة البلاستيك واستيرادها وتصديرها وتسويقها واستعمالها".
وفي سياق التحسيس بمخاطر الأكياس البلاستيكية على الصحة العامة، أطلق "الائتلاف المغربي من أجل العدالة المناخية"، قبيل تفعيل قانون منع الأكياس البلاستيكية، حملة تواصلية تحت اسم "زيرو ميكا" (تعني "ميكا"، في اللسان الدارج المغربي، مادة "البلاستيك")، تحت شعار "لنعمل جميعاً للحد من تكاثر الأكياس البلاستيكية"، اتخذت مضمون مبادرة للتحسيس بالأثر السلبي للأكياس البلاستيكية على الصحة والبيئة.