: آخر تحديث

انتعاش الحركة السياحية في قصر فرساي رغم استمرار غياب الآسيويين

43
48
36
مواضيع ذات صلة

فرساي: في الأسابيع الماضية، عادت اللغات الأجنبية لتُسمع مجددا في شوارع فرساي، إذ يستقطب الموقع الفرنسي التاريخي مجددا أعدادا كبيرة من السياح الراغبين في زيارة القصر الشهير الذي يواجه مع ذلك صعوبة في استعادة الزخم الذي كان يسجله قبل الجائحة خصوصا بفضل الرواد الصينيين.

لدى الخروج من محطة القطار المزينة بملصقات عن قاعة المرايا، أشهر صالات قصر فرساي، يتعين على الزائرين شق طريقهم بصعوبة بين المسافرين الذين ينتظرون في طابور طويل للحصول على تذكرة دخول، بجانب أولئك المترددين أمام الملصقات الموجودة في المكان.

ويروي موظف في الشركة الفرنسية للسكك الحديد مكلف متابعة الوضع في المحطة "لقد كان الوضع هادئا جدا حتى الشهر الماضي، وشهدنا مذاك ارتفاعا كبيرا في أعداد السياح خصوصا الأجانب. القطارات باتت أكثر اكتظاظا بكثير، وقد فوجئنا بذلك".

ويكفي السير بضع خطوات لفهم سبب هذا التدفق في الركاب... ففي الأعلى عند جادة سو، يخرج حشد من الزوار من قصر فرساي، قبل ساعة تقريبا من موعد إغلاق السياج المذهّب.

وتقول أليساندرا الآتية من ساو باولو مع شريكها لتمضية إجازة تستمر أسبوعين "كان ذلك رائعا، هذا أفضل يوم في فترة زيارتنا إلى فرنسا". وعند اقتراب بائع متجول منها ليعرض عليها شراء حمّالات مفاتيح على شكل برج إيفل، تعمد البرازيلية إلى صرفه بابتسامة بعد إظهار أكياس ورقية بحوزتها عليها صورة قصر فرساي.

وعاد الباعة المتجولون تدريجا في الاسابيع الأخيرة مع سلعهم المختلفة، تزامنا مع عودة الحافلات المليئة بالسياح بعد اختفائها تماماً من المشهد.

ويؤكد رئيس بلدية فرساي فرنسوا دو ميزيير لوكالة فرانس برس أن "السياحة في فرساي تعيش أياما سعيدة، الوضع أشبه بموسم تفتح الزهور في الربيع. لكن ذلك يكتسب أهمية خاصة هنا بعد سنتين ضائعتين" تراجع فيهما عدد زوار القصر إلى الربع في 2020 و2021 بسبب الجائحة.

ومنذ مطلع 2022، يشهد قصر فرساي "عودة تدريجية للسياحة الأجنبية". لكن رغم التحسن في الأشهر الأولى، لا تزال معدلات الارتياد في الأشهر الأولى من السنة أقل من نصف تلك المسجلة في الفترة عينها من 2019.

وفي متجر للتذكارات السياحية يبعد بضعة أمتار من القصر، تنقل البائعات صورة قاتمة للنشاط في الفترة الأخيرة. وتقول كاترين خلال انشغالها بالعمل داخل المتجر الفارغ "سجلنا بعض الحركة خلال فترة عيد الفصح، لكن الوضع هادئ مذاك".

وتضيف "أكثرية زبائننا كانوا من الآسيويين، لكن لم نعد نسجل لهم أي وجود تقريبا".

وكان الزوار الوافدون من الصين وهونغ كونغ وتايوان ثالث أكبر مجموعة من السياح في قصر فرساي سنة 2019، وقد شكّلوا نسبة 13 % من إجمالي الزائرين. لكن بسبب السياسات المتشددة المفروضة حاليا لمكافحة كوفيد وتدابير الحجر في الصين، يغيب هؤلاء الزوار عن المشهد في فرساي.

وعددهم قليل جدا حاليا لدرجة أنهم غير مدرجين في الإحصائيات التي حصلت عليها وكالة فرانس برس من القائمين على القصر بشأن النشاط السياحي في مطلع 2022.

وتؤكد ناطقة باسم قصر فرساي لوكالة فرانس برس أنه "من الضروري أن يعود الجمهور بصورة مستدامة".

لكنّ رئيس بلدية فرساي يبدو أكثر تفاؤلا، إذ يرى أن المعدلات المتواضعة لارتياد القصر مطلع العام مردها إلى غياب السياح في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير، قبل رفع القيود الصحية. لكن "منذ آذار/مارس، نسجل الوتيرة المعتادة للمواسم النشطة" سياحياً.

كما أن دو ميزيير لا يبدي قلقا إزاء غياب السياح الآسيويين. ويقول "هم يأتون في العادة عبر الحافلات مع شركات سياحية تنقلهم دائما إلى المطعمين نفسيهما، لذا فإن هذه السياحة تدرّ القليل على المدينة".

ويعوّل رئيس البلدية بصورة أكبر على نوع جديد من السياحة لا يتمحور فقط حول زيارة القصر. ويأمل خصوصا استقطاب أحداث ثقافية مثل بينالي الهندسة المعمارية الذي انطلق سنة 2019 وأعيد إطلاقه هذا الأسبوع، أو "شهر موليير"، وهو مهرجان مسرحي وموسيقي يقام في حزيران/يونيو.

من جانبه، يسعى قصر فرساي إلى استقطاب رواده مجددا، من خلال فتح صالات غير معروفة لدى العامة وتعزيز العروض المقامة في الهواء الطلق.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في لايف ستايل