: آخر تحديث

للميلاد في باريس قوالب حلوى أشبه بحليّ

62
55
46
مواضيع ذات صلة

باريس: تتفنن أفضل طاهيات الحلويات في فرنسا في ابتكار قوالب الحلوى الميلادية المصممة على صورة جذوع الأشجار وتسمى بلغة موليير "بوش دو نويل"، ويُنتِجن للعيد تحفاً من حيث الشكل والطعم على السواء.

وقالت نينا ميتاييه (35 عاماً) التي منحها الاتحاد العالمي للخبازين وطهاة الحلويات لقب "طاهية الحلويات العالمية لسنة 2023" لوكالة فرانس برس، إن هذه الكعكة التي يتم تناولها في فرنسا في ختام وجبة عيد الميلاد، مهمة جداً "بالنسبة إلى الفرنسيين"، مشبّهة إياهاً بـ"أسابيع الموضة" التي يقيم خلالها مصممو الأزياء أفضل ما ابتكروه من موديلات.

وأبدت ميتاييه التي باتت أول امرأة تحصل على هذا اللقب المرموق اعتزازها بتحقيق نجاح آخر، هو توصّلها بعد خمس سنوات من الجهود والأبحاث ونحو "60 إلى 80 محاولة" إلى صيغة نهائية لقالب حلوى ميلادي سمّته Flocon "فلوكون" (أو "ندفة ثلج") مستوحى من "النجوم الخشبية الصغيرة التي تُعلق على أشجار العيد في مدينة ستراسبورغ".

وأوضحت أنها انطلقت "من فكرة الحصول على شيء رقيق ومشرق، مضيفةً "هذه السنة تمكنت من تحقيقه".

واستخدمت ميتاييه في جذعها الميلادي الفانيليا وجوز البقان، إذ أن زمن العيد لا يحتمل الابتكارات التجريبية من حيث المذاق، بل يُستحسَن اعتماد النكهات "الحلوة والمطمئنة والخفيفة" التي تناسب الجميع وتجمع الناس.

وأبهرت ميتايه الذوّاقة بالقوام المقرمش الذي طعّمته بحبوب الدخن وشوكولاتة البرالين بالبندق والقليل من كريمة الشوكولاتة (أو "الموس").

وشددت نينا ميتاييه التي سبق أن ابتكرت في الماضي قالب حلوى ميلادياً أكثر جرأة على شكل شجرة العيد على أن "التشارُك" هو الفكرة الأساسية للـ"بوش دو نويل".

أما الكورية ناراييه كيم التي منحها دليل "غولت إيه ميلو" الشهير لقب "طاهية الحلويات لسنة 2023"، فحرصت على التوفيق بتوازن بين مختلف ميولها في حلواها الميلادية الأشبه بالحليّ في محال المجوهرات الفاخرة المحيطة بفندق "بارك حياة باري فاندوم"، حيث تعمل.

وأوضحت لوكالة فرانس برس أن كعكتها "مبتكرة ومختلفة وتقليدية أيضا".

وجعلت ناراييه كيم القالب الذي ابتدعته على شكل دبوس الملابس أو الـ"بروش" المؤلّف من مجموعة تفرعات على هيئة حجارة كريمة، لوّنتها تارة بالفواكه الحمراء وتارةً بتلك السوداء، تختزن تحتها طبقة من "موس" الشوكولاتة أو من كريما أعشاب يندر استخدامها في الحلويات. أما قطع "الماس" التي تُرصّع القالب، فبطعم اللوز.

واستعانت ناراييه كيم بكومبوت التوت الأسود والأحمر للإيحاء بأن جوهرتها الميلادية اللذيذة مصنوعة من الياقوت، مشيرة إلى أنها لا تحبّ "استخدام الملوِّنات" الاصطناعية.

وتعكس حلويات كيم البالغة 34 عاماً المسيرة المهنية العالمية للطاهية التي تعلمت صناعة الحلويات في كوريا، وعملت في فيتنام وفرنسا مع الشيف الشهير يانيك ألينو.

وأشارت إلى أن في الحلويات التي تصممها "لمسات من كل مكان".

وشرحت الطاهية التي تستخدم "الحد الأدنى من السكر" في حلوياتها أنها "نشأت حيث يوجد الكثير من الفاكهة"، وأنها لم تعتَد "على الحلويات الكثيرة الحلاوة".

وفي فرنسا، أعجبتها "جودة المنتجات"، كالزبدة والقشدة التي تستحصل عليها من صغار المنتجين في بريتاني.

أما استخدام الأعشاب البرية "الغنية بالنكهات"، فاستوحتها من زيارة لكورشوفيل في جبال الألب.

واختارت آن كوروبل من فندق "بينينسولا" شكل زهرة الثلج لقالب الحلوى الميلادية الذي صممته.

وتقوم كعكة كوروبل على مكوّن أساسيّ هو بندق بيدمونت، وهي "ذات طابع توافقي أكثر" من تلك التي ابتكرتها العام الفائت الشيف الحائزة لقب أفضل طاهية حلويات بحسب تصنيف "لا ليسْت"، إذ كانت المكوّنات الرئيسية فيها الشمر والكشمش الأسود والزبادي أو تبغ الفانيليا.

لكنّها أكدت لوكالة فرانس برس أن حلواها الميلادية "تتصف بقدر كبير من الجرأة من خلال الصلصة التي تقدم معها والمؤلفة من الزبادي الممزوج بالهيل الأسود والخالي تماما من السكر".

أما أوراق الزهرة فمن شوكولاتة البرالين بالبندق، وهي، ممزوجة بشيء من الملح، تنتج نكهة لذيذة تدوم وقتاً طويلاً.

وقالت كوروبل "يتمحور عملنا على البندق ولكننا نكسر القواعد، إذ نضفي عليه النضارة والحموضة والقوة".

وإذ رأت أن الحلويات تعكس "شخصية" صانعها، شرحت أن في ذوقها "جانباً ذكورياً إلى حدّ (...)، وقدراً أكبر من الحموضة، ومذاقاً أقرب إلى المُدخَّن، وتتبيلاً بالفلفل".

وشددت الطاهية البالغة 29 عاما على أهمية "التمَيُّز". وأضافت "نسعى إلى الإبهار وإيجاد نكهات لم يسبق تذَوُّقُها".

وتراوح أسعار قوالب "الحلويات الفاخرة" الثلاثة هذه ما بين 90 و120 يورو.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.