شامخ كجبال الألب، شفاف كقطرة ماء، عالي الهمة كأشرعة المراكب، إشراقته تحجب قرص الشمس، والكلمة عنده وثيقة لا تستطيع جيوش الأرض تبديلها.
كالأشجار الشامخة، توفر الظل للقابعين تحت الشموس، وبراءته لا تؤمن بتقلبات الزمن، حتى وإن شعر برداءة الطقس حوله.
طموحه يسيطر على ثلاثة أرباع عقله، والربع الأخير يعشق التحدي. سجله المهني عصامي.
المتآمرون استغلوا منطق العقلانية المتحكم في مساراته.
يرفض أن يكون حائطًا للمتسلقين، أو طريقًا تطأها أقدام العابرين. جهازه العصبي يمتص الصدمات، غير قابل للانكسار. هو لوحة إنسانية، معدنه أصيل لا يتآكل، نبضه تغريد عصفور، ساكن يعيش حالة من الذهول، وشرايينه منسوجة بعناية إلهية لا تقبل التلوث، يسري إليك إحساس بأنه فريد الخصال.
اصطدم بشلة لا تتقبل الغرباء، وحوت يبتلع خيرات البر والبحر. جهله بجغرافية الكهوف وضعه أمام منعطفات من الوهم، ومراوغين محترفين. لا يحمل أدوات تفكير ملوثة، لذلك وقع ضحية نقاء سريرته. حياته أشبه بمدينة صينية تعج بالمتسوقين.
حالة تشبه الصدمة حرمته النوم، حتى وصل إلى ذروة الفجيعة. فرقة مرابطين تحاول استغلال عفوية شخصيته وإلغاء إرادته. يجهلون أنه تشرب شجاعة الفرسان، وارتقى إلى سفوح الجبال. طوقوا طريقه ليرغموه على الاستسلام، ووضعوا أمامه نقاطًا حمراء ليندثر بعيدًا عن احتكار المقاعد.
برباطة جأش، يحاول تخطي العراقيل. متطرف في النزاهة، لا يفقه في فنون الكراهية. خميرته قمحه، وأصله سنبلة.
يرتدي عباءة الفخر، والفراسة سليل بني يعرب، أنفه لا يحتمل رائحة الفساد، ولا يستخدم الأقنعة. لذلك قذف به المستوطنون خارج اهتماماتهم. يكرهون الشراكة في الغنائم، وشعارهم: "أطحن غيرك لتعيش أنت". مهنيون لا خلاف على مهنيتهم، ولكن يتهيأ لك من قوامهم البراعة في تمثيل مشاهد الاستقامة، وكتابة السيناريو، وإخراج المشاهد المثيرة، والتلاعب بالحروف الأبجدية حتى تحولت حياتهم إلى مسرح، الصفوف الأولى تصفق خوفًا ورهبة، بينما تتريث الصفوف الأخيرة حتى تعرف مصير البطل.
خذلوك يا صاحبي..